أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
8699
التاريخ: 23-04-2015
9430
التاريخ: 24-09-2014
7826
التاريخ: 24-09-2014
8175
|
إنّ عدداً من علماء العقائد نقلوا البحث في مسألة المعادِ إلى بحث إعادة المعدوم وقالوا : بما أنّ جسم الإنسان يفنى عن آخره فإنّ إعادته يوم القيامة من قبيل إعادة المعدوم، ونحن نعلم باستحالة إعادة المعدوم، فمن هنا تصبح مسألة المعاد الجسماني أمراً معضلًا.
ولكننا لو أمعنّا النظر في هذه المسألة لتبيّن بأنّ إعادة المعدوم بتلك الصورة ليس بمحال، ويتضح أيضاً بأنّ المعاد ليس من قبيل إعادة المعدوم.
توضيح ذلك : لقد استدل الفلاسفة بأدلة متعددة على استحالة إعادة المعدوم، حتى أنّهم يرون بأنّ استحالة إعادة المعدوم إلى الوجود من الامور البديهية، وذلك لأنّ إعادة الشيء يجب أن تكون إعادة من جميع الجهات، ومن البديهي أنّ الشيء الذي كان موجوداً بالأمس يستحيل أن يعاد اليوم بجميع خصوصياته، وذلك لأنّ «وجوده بالأمس» هو من أحد خصوصياته فكيف يمكن أن نجمع بين اليوم والأمس في آن واحد؟ هذا عين التناقض.
ولكن إذا ما صرفنا «النظر عن هذه الخصوصية بالذات فإنّه لا يبقى أي مانع من إعادة عين الموجود الأول بجميع خصوصياته باستثناء خصوصية الزمان. ومن البديهي أنّ الموجود الجديد لا يكون عين الموجود السابق بالدقّة التامّة بل هو مثله، بهذا يعود النزاع في مسألة استحالة أو عدم استحالة المعدوم إلى نزاع لفظي، فالمنكرون يقولون باستحالة إعادة جميع الحيثيات، بينما يقول المؤيدون بإمكان الإعادة بجميع الحيثيات «باستثناء الزمان».
وممّا لا شك فيه أنّ أنصار تحقق المعاد الجسماني لا يعتقدون بإعادة نفس الموجود المقيد بالزمان الماضي، بل بإعادة الشي في زمانٍ آخر فهو عين الموجود السابق من جهة ومثله من جهة اخرى. (فتأمل).
وإذا ما تجاوزنا ذلك لا يُعتبر المعاد من مصاديق إعادة المعدوم، وذلك لأنّ الروح لا تفنى وتبقى بعينها، وبالرغم من اضمحلال الجسم وتفرّقه فهو «لا يفنى أيضاً، بل يتحوّل إلى تراب، وكل ما في الأمر أنّه يفقد شكله الظاهري فيعاد إليه يوم القيامة شكله السابق. فإذا كان المراد من إعادة المعدوم إعادة الصورة فحسب فإنّ ما يعاد يوم القيامة هو صورة مشابهة للصورة السابقة، لكنّ بقاء الروح مع وحدة مادة الجسم هما العامل الرئيسي لحفظ وحدة شخصية الإنسان، لذا يمكننا القول : إنّ الإنسان هو نفس الإنسان السابق، لأنّ روحه عين تلك الروح ومادة جسمه عين تلك المادّة والفارق الوحيد هو إنّ صورة الجسم تشبه الصورة السابقة لا عينها، ومن المحتمل أن يكون التعبير ب «مثل» كما في قوله تعالى : {اوَ لَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْارْضَ بِقَادِرٍ عَلَى انْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}؟! يشير إلى هذا المعنى (يس/ 81).
والطريف هو ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية : {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوْداً غَيْرَهَا لَيَذُوقُوا الْعَذَابَ} (النساء/ 56).
في جوابه عليه السلام عن سؤال «ابن أبي العوجاء» عندما سأل الإمام عليه السلام : ما ذنبُ الغير؟ (أي الجلود الاخرى»، فأجابه الإمام عليه السلام : «هى وهى غيرها». فطلب ابن أبي العوجاء توضيحاً أكثر وقال : اضرب لي مثلًا في هذا المجال ممّا اعتدناه في هذه الدنيا! قال الإمام عليه السلام :
«أرأيت لو أنّ رجُلًا أخذ لبنةً فكسّرها ثم ردّها في ملبنها، فهي هي وهي غيرها!» «1».
____________________________
(1) بحار الأنوار، ج 7، ص 38، ح 6، وقد جاء نفس هذا المعنى في حديث آخر بصورة مختصرة (المصدر السابق، ص 39، ح 7) وقد ورد ذكر الحديث المذكور في نور الثقلين أيضاً في التعليق على الآية 56 من سورة النساء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بالفيديو: لتعريفهم بالاجراءات الخاصة بتحقيق وترميم المخطوطات.. مركز الإمام الحسين (ع) يستقبل مجموعة من طلبة الدراسات العليا في جامعة بابل
|
|
|