أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
2418
التاريخ: 29-11-2015
1811
التاريخ: 30-11-2015
2113
التاريخ: 11-12-2015
5585
|
قال تعالى : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].
أنّ جميع أسماء اللَّه حسنى، لذا فإنّ هذا التعبير يشمل جميع الأسماء الإلهيّة، وكما ورد في سبب نزول الآية الثانية من بحثنا هذا (الآية 110 من سورة الإسراء)، فقد نُقِلَ بأنّها نزلت عندما سمع المشركون رسول اللَّه يقول : يا اللَّه يا رحمن! فقالوا باستهزاء : إنّه ينهانا عن عبادة معبودين لكنّه انتخب لنفسه معبوداً آخر ... فنزلت هذه الآية في تلك اللحظة ودحضت ظن التعدد هذا، وقالت : بأنّ هذه أسماءٌ حسنى مختلفة تُشير بأجمعها إلى الذات الإلهيّة المقدّسة الواحدة.
لذا فإنّ هذه الأسماء بأجمعها تعبيرات مختلفة تحكي عن الكمالات اللامتناهية لتلك الذات المقدّسة الواحدة وقد عبّر عنها الشاعر بقوله :
عِبَاراتُنَا شَتّى وَحُسنُكَ وَاحِدٌ وَكُلٌّ إلى ذَاكَ الجَمالِ يُشيرُ
ويُستنتج من العبارات التي وردت في آيات القرآن الكريم أنّ جميع أسمائه هي مفردات من أسمائه الحسنى : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] ، (الآية الأولى من بحثنا).
والدليل على ذلك واضحٌ أيضاً، لأنّ أسماءه «عزّ وجلّ» إمّا تعبّر عن كمال ذاته (كالعالم والقادر) أو عن نزاهة تلك الذات الأحديّة عن أي لونٍ من النقص (كالقدّوس) أو تحكي عن أفعاله التي تعكس فيض الوجود من جهاتٍ مختلفة (كالرحمن والرحيم والخالق والمدبّر والرازق).
وتعبير الآيات أعلاه، الذي يدلّ على الحصر، يُبيّن بأنّ الأسماء الحسنى خاصّة به تعالى، لأنّ أسماءَه تُعبرّ عن كمالاته، وكما نعلم فإنّ واجب الوجود هو عين الكمال والكمال المطلق، لذا فالكمال الحقيقي من شأنه وخاص به وكلُّ ما سواه ممكن الوجود ومحض الحاجة والفقر.
وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي، وهو : أنَّ الروايات الشريفة ذكرت- كما سنشير إليه في البحث القادم- عدداً معيناً للأسماء الحسنى، ممّا يشير إلى أن تعبير الأسماء الحسنى لا يشمل جميع الأسماء الإلهيّة، بل يشمل قسماً منها، فما معنى ذلك؟
في الإجابة عن هذا السؤال نستطيع القول : إنّ السبب في ذكر عدد معيّن من الأسماء والصفات قد يكون لبيان أهميّتها لا انحصارها، مضافاً إلى أنّ الكثير من الأسماء الإلهيّة كما سيتضح في البحوث المقبلة تشبه الأغصان الأصليّة الرئيسة، والبقية تتشعبُ منها، فمثلًا نُلاحظ أن (الرازق) فرعٌ من صفة الربّ (أيّ المالك والمدبّر).
وهكذا حال بقيّةِ الأوصاف من قبيل (المحيي والمميت).
وبعيدٌ جدّاً أن تكون الأسماء الحسنى ذات مفهوم خاص في الشرع (أي لها حقيقة شرعيّة)، بل هي اصطلاح لغوي يشمل جميع الأسماء والأوصاف الإلهيّة.
وتعبير القرآن الكريم ب : {وَللَّهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا} هو دعوة- في الحقيقة- إلى ترك الإلحاد وتحريف هذه الأسماء كتسمية الاصنام بأسماء اللَّه، أو دعوة إلى اجتناب تسمية اللَّه بالأسماء ذات المفاهيم الممزوجة بالنقائص والخاصّة بالمخلوقات. أو هو إشارة إلى عدم تنافي تعدد الأسماء الحسنى مع وحدانية ذاته المقدّسة أبداً، لأنّ تعدُّد الأسماء ناجمٌ عن قصر نظرتنا لإدراك ذلك الكمال المطلق، فأحياناً ننظر من زاوية اطلاعه على كُلّ شيء فنسميه (بالعالم) وأحياناً اخرى ننظر من زاوية قدرته على كلّ شيء فنسميّه (بالقادر).
وعلى أيّة حال فإنّ جميع القرائن تدل على أنّ جميع الأسماء الالهيّة المقدّسة حسنى بالرغم من أنّ بعضها ذات أهميّة خاصّة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|