أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2015
21416
التاريخ: 22-1-2016
23498
التاريخ: 3-1-2016
2609
التاريخ: 29/11/2022
1805
|
مقا- حور : ثلاثة أصول، أحدها لون، والآخر الرجوع، والثالث أن يدور الشيء دورا. فأمّا الأوّل : فالحور شدّة بياض العين في شدّة سوادها. قال أبو عمرو :
الحور أن تسودّ العين كلّها مثل الظباء والبقر، وليس في بني آدم حور، قال : وإنّما قيل للنّساء حور العين لأنّهنّ شبّهن بالظباء والبقر، قال الأصمعيّ : ما أدري ما الحور في العين. ويقال حوّرت الثياب : بيّضتها، ويقال لأصحاب عيسى (عليه السّلام) الحواريّون لأنّهم كانوا يحوّرون الثياب أي يبيّضونها، هذا هو الأصل، ثمّ قيل لكلّ ناصر حواريّ. والحواريّات : النّساء البيض، واحورّ الشيء ابيضّ إحورارا. وأما الرجوع : فيقال حار أي رجع- {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق : 14].- والعرب تقول : الباطل في حور، والحور مصدر حار حورا : رجع، ويقال نعوذ باللّه من الحور بعد الكور- وهو النقصان بعد الزيادة، ويقال حار بعد ما كار، وتقول : كلّمته فما رجع إليّ حوارا وحوارا ومحورة وحويرا. والأصل الثالث : المحور الخشبة الّتي تدور فيها المحالة.
ويقال : حوّرت الخبزة تحويرا : إذا هيّأتها وأدرتها لتضعها في الملّة (الرماد والجمر الحارّ). وممّا شذّ عن الباب حوار الناقة وهو ولدها.
مصبا- الحارة المحلّة تتّصل منازلها، والجمع حارات. والمحارة محمل الحاجّ، وتسمّى الصدقة أيضا. وحورت العين حورا : من باب تعب : اشتدّ بياض بياضها وسواد سوادها، ويقال الحور : اسوداد المقلة (الحدقة) كلّها كعيون الظباء، ولا يقال للمرأة حوراء إلّا للبيضاء مع حورها. وحوّرت الثياب تحويرا : بيّضتها. وقيل لأصحاب عيسى (عليه السلام)حواريّون لأنّهم كانوا يحوّرون الثياب أي يبيّضونها، وقيل الحواريّ الناصر، وقيل غير ذلك، واحورّ الشيء : ابيضّ وزنا ومعنى. وحار حورا :
نقص. وحاورته : راجعته الكلام وتحاوروا. وأحار الرّجل الجواب : ردّه، وما أحاره :
ما ردّه.
التهذيب 5/ 227- قال الليث : الحور الرجوع عن الشيء إلى غيره، قال :
والغصّة (ما اعترض في الحلق) إذا انحدرت يقال حارت تحور، قال : وكلّ شيء يتغيّر من حال إلى حال فانّك تقول حار يحور، والمحاورة مراجعة الكلام في المخاطبة، تقول حاورته في المنطق، وأحرت له جوابا، وما أحار بكلمة، والاسم من المحاورة الحوير، تقول سمعت حويرهما وحوارهما، والمحورة من المحاورة كالمشورة من المشاورة. عن ابن الأعرابيّ : والحائر الراجع من حال كان عليها إلى حال كان دونها، والحواريّ :
الناصح، وأصله الشيء الخالص، وكلّ شيء خلص لونه فهو حواريّ، والحواريّات من النّساء : النقيّات الألوان والجلود. وقال الزّجاج : الحواريّون خلصاء الأنبياء وصفوتهم، وتأويل الحواريّين في اللّغة الّذين أخلصوا ونقّوا من كلّ عيب.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الخروج عن الجريان الخارجيّ والرجوع عن حالة إلى غيرها، صلاحا أو فسادا، في أمر مادّيّ ظاهريّ أو معنويّ باطنيّ.
والمناط هو الجريان على خلاف الحالة السابقة.
وبلحاظ هذا القيد تطلق على تبييض الثوب وتنظيفها عن الدنس والكدر، وكذلك تستعمل في مقام ردّ اعتراض المتكلّم وإرجاع منطقه وبيانه عن مسيره عليه، بإبطال حجّته ونقض استدلاله وردّ النفوذ والجريان في كلامه.
فإطلاقها بمعنى الدوران ملحوظ بهذا القيد، وهو الخروج عن الحالة السابقة الثابتة وباعتبارها، لا الدوران من حيث هو وفي نفسه.
وهذا القيد منظور في الحواريّ أيضا : فأنّهم خالفوا قومهم وأعرضوا عمّا هم فيه وخرجوا عن مسير دينهم ومذهبهم السابق، بالإيمان والإتّباع عن دين جديد ونبيّ مبعوث إلهيّ، فرجعوا عن العداوة إلى الولاية.
وأمّا الحور- فكأنّهنّ قد خرجن عن مسيرهنّ وهنّ من عالم الملائكة، وصرن بأمر اللّه وإرادته تعالى على صورة إنسان لطيف ظريف ذا لون جالب وشكل حسن وهيئة كريمة، مجانسا وقابلا لمعاشرة إنسان.
فظهر أنّ الحور ليس بمعنى الرجوع المطلق ولا التبييض ولا الدوران المطلق ولا النصر، وليس مخصوصا بالعين ولا بالثياب.
وأمّا صيغة حور : فهو فعل جمع فعلاء كأسود وسوداء جمعهما سود. وأمّا الحواريّ : فهو منسوب إلى الحوار مصدرا.
وبهذا التحقيق يظهر لطف التعبير ولطائف البيان في موارد استعمال هذه المادّة في القرآن الكريم.
{إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق : 14].
أي كان الّذي اوتي كتابه وراء ظهره يظنّ أنّ حالته وجريان أمره في الدّنيا المادّيّة ستدوم ولا تتغيّر، اعتمادا واطمينانا على الدّنيا وحياتها وشهواتها الزائلة.
{فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُو يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ} [الكهف : 34].
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُو يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ} [الكهف : 37].
فالمحاورة ردّ نفوذ كلام الخصم والمنع عن جريانه وتحكيمه، سواء كان عن محقّ أومبطل.
فالمحاورة هناك بين رجلين كافر ومؤمن، يريد كلّ واحد منهما ردّ جريان أمر صاحبه ونقض حالته وتغيير بيانه وإرجاعه عليه.
{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ} [آل عمران : 52].
{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا} [المائدة : 111].
أي الّذين خرجوا من جامعة المخالفين وخالفوا جريان سيرهم، ثمّ نصروا رسول اللّه وآمنوا به وعملوا على ما يقضي ويريد. فهم مشهورون بين الناس بالحوار ومنسوبون اليه، لتغيّر حالهم وتبدّل جريان أمورهم.
وأمّا الحواريّات من النّساء : فهنّ الخارجات من بين طائفتهم ومن الحياة البدويّة الطبيعيّة الى المدنيّة، فتغيّرت حالاتهنّ وابيضّت ألوانهنّ وصرن على ما عليه أهل الجامعة المدنيّة عملا وسلوكا وأخلاقا ومنطقا ولونا وشكلا.
{وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان : 54].
{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن : 72].
قد مرّ معنى الحور، وإن كانت الحوراء من الانس : فهي متحوّلة الى هيئة حسنة وصورة جالبة معتدلة وشكل جميل، وقد اغتسلت بعين في الجنّة فصارت على صورة فتاة جميلة حسناء، وعلى أيّ حال فهي حوراء متبدّلة من أيّ جهة.
وقد خلط بعضهم بين مادّة حور- وحير- من جهة اللّفظ والمعنى، وذكروا في هذه المادّة معاني غير مربوطة بها. فراجع حير.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|