أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-09-2014
2748
التاريخ: 29-09-2015
1558
التاريخ: 20-04-2015
1938
التاريخ: 20-04-2015
2330
|
إنّ هذا السؤال من جملة الأسئلة التي طرحت حول مسألة الوحي، كيف علم الرسول بأنّ الوحي من اللَّه وليس إِلقاءً شيطانياً؟ وبتعبير آخر : ما هو مصدر هذا العلم واليقين؟
إنّ الجواب عن هذا السؤال واضح، فاضافة إلى أنّ الفرق بين الالقاءات الرحمانية والالقاءات الشيطانية كالفرق بين السماء والأرض، فإنّ محتوى كلٍّ منهما يعرف نفسه، وينبغي القول : إنّ الرسول عندما يتصل بالوحي يذعن بحقيقته بالنظر الباطني، وأمره كالشمس الساطعة نهاراً، فلا نعتني بالذي يشكك بوجودها ويقول : يُحتمل أن تكون وهماً لا أكثر، وذلك لأنّ احساسنا بها قطعي ولا يقبل الشك.
يقول العلّامة الطباطبائي قدس سره في تفسيره للآية : {فَلَمَّا أتَاهَا نُودِىَ يَا مُوسَى* إِنَّي أَنَا رَبُّكَ ...}. (طه/ 11- 12)
وهذا حال النّبي والرسول في أوّل ما يوحى إليه بالنبوّة والرسالة، لم يختلجه شك ولم يعتره ريب في أنّ الذي يوحي إليه هو اللَّه سبحانه، من غير أن يحتاج إلى إمعان نظر أو التماس دليل، أو إقامة حجة، ولو افتقر إلى شيء من ذلك كان اكتساباً بالقوة النظرية، لا تلقياً من الغيب، من غير واسطة «1».
ومن هنا يتّضح عدم صحة ما جاء في بعض الروايات من أنّ الوحي عندما نزل لأول مرّة على الرسول في غار «حراء» ذهب إلى بيت خديجة وقصّ عليها ما جرى واضاف : إِني أخاف على نفسى (أي أخاف أن تكون الايحاءات شيطانية لا إِلهية) فطمأنته خديجة، ثم ذهبت به إلى ورقة بن نوفل (ابن عم خديجة) الذي كان يدين بالمسيحية في عهد الجاهلية، وكان يجيد القراءة والكتابة العربية والعبرية، فطلب من النبي أن يشرح ما جرى له .. وبعد ما قصَّ الرسول صلى الله عليه و آله ما جرى له، قال ورقة : إنّه هو الوحي الذي كان يهبط على موسى عليه السلام وأضاف : ليتني أكون حياً كي أرى كيف يخرجك قومك من هذه المدينة «2».
وكون هذا الحديث مختلق أمر لا ريب ولا شك فيه، إذ كيف يحتاج الرسول الذي ارتبط بعالم الغيب وكل وجوده يشعر بهذه الرابطة، إلى ورقة بن نوفل الكاهن النصراني؟ وكيف يمكن الاعتماد على مثل هذا الوحي؟
لماذا لم يشك به موسى بن عمران عندما نزل عليه أوّل مرّة في طور سيناء؟ بالرغم من أنّ موسى سمع صوته فقط ولم يشاهده، أليس هذا دليلًا على وجود أيادٍ خفية تهدف من وراء تلفيق هذه الخرافات إلى النيل من الوحي والنبوة وتضعيف أسس الدين الإسلامي؟
_________________________
(1). تفسير الميزان، ج 14، ص 138.
(2). نقل هذا المضمون كثير من المحدثين والمفسرين من أهل السنة منهم «البخاري في صحيحه» و «مسلم» و «سيد قطب في تفسيره في ظلال القرآن في بداية سورة العلق» كما ورد في «دائرة معارف القرن العشرين، مادة (وحي)».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|