أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015
3179
التاريخ: 21-04-2015
1821
التاريخ: 2023-11-23
1181
التاريخ: 30-05-2015
1780
|
أنّ للوحي معانِي كثيرة، منها «وحي النبوة والرسالة»، وهناك قسم آخر من الوحي وهو «الالهام» الذي يُلقى في قلوب غير الأنبياء، أو خطاب يُبلَّغ به غير الأنبياء.
ومثاله ما جاء عن ام موسى حيث يقول القرآن في هذا المجال : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي } [القصص : 7]
وقريب من هذا ما جاء عن الحواريين، حيث يقول اللَّه تعالى : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة : 111]
كما قال اللَّه في يوسف قبل أن يبعثه نبيّاً، عندما أراد اخوته أن يلقوه في اليم :
{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [يوسف : 15]
وهذا الوحي ليس هو نفس وحي النبوة، بل وحي إلهامي، بقرينة الآية 22 من نفس السورة، حيث جاء فيها أنّ اللَّه ألهم نبيّهُ (يوسف) كي يدرك بأنّه ليس وحيداً بل اللَّه يحفظه ويرزقه نصيباً من القدرة ويصل الأمر إلى أن يندم اخوته على فعلهم، وهذا الوحي هو الذي جعل الأمل ينبعث في قلب يوسف.
يذكر «الفخر الرازي» ستة احتمالات في ذيل الآية (38) من سورة طه، وأغلبها خلاف الظاهر، لأنّ ظاهر الآية هو الالقاء في القلب، أو سماع صوت ملك الوحي الذي يتناسب والمعنى اللغوي للوحي «1».
ومثال القسم الثاني هو الخطاب الذي أبلغه أحد الملائكة لمريم والذي كان يتعلق بولادة عيسى عليه السلام، وقد حكى القرآن حوار مريم مع الملك الذي تمثل في صورة إنسان وسيم.
وأوضح مثال للوحي الالهامي هو الذي كان يُقذف في قلوب الأئمّة المعصومين عليهم السلام والذي اشير إِليه كثيراً في الروايات.
وعندما سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن مصدر علم الأئمّة قال : «مَبْلَغُ علمنا ثلاثة وجوه :
ماض، وغابر، وحادث، فأمّا الماضي فمُفَسَّرٌ وَأمّا الغابر فمزبور، وأمّا الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبيَّ بعد نبيّنا» «2».
وقد جاء في حديث آخر للإمام الرضا عليه السلام يقول فيه : «وأمّا النكت في القلوب فهو الالهام وأمّا النقر في الأسماع فحديث الملائكة، نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم» «3».
وبصورة عامة، فإنّ علوم الأئمّة عليهم السلام تحصل من عدة طرق : العلوم التي ورثوها عن الرسول والأئمّة الذين سبقوا، على شكل وصايا وقواعد مدوّنة توضع في متناول أيديهم والتي قد يطلق عليها في بعض الأخبار «الجامعة»، وعندما يحصل لهم أمر مستحدث لا وجود له في المصادر التي في أيديهم، يوحي اللَّه اليهم إلهاماً قلبياً أو نقراً في أسماعهم يسمعون به صوت الملائكة «كما هو الحال بالنسبة لمريم عليها السلام».
لكن المسلَّم به أنّ هذا الوحي لا علاقة له بوحي النبوة، وهو من قبيل وحي الحواريين وأمثال ذلك، وفي الواقع، أنّ الاصطلاح العصري للوحي يطلق على وحي النبوة الذي يسمى «إِلهاماً»، وقد قال العلامة الطباطبائي في هذا المجال : حبذا لو أطلقنا عليه إِلهاماً لأنّه يتفق والأدب الديني «4».
يراجع- للتفصيل- المجلد 26 من بحار الأنوار، باب علوم الأئمّة عليهم السلام، كما يراجع المجلد الأول من اصول الكافي باب أنّ الأئمّة عليهم السلام محدَّثون.
_________________________
(1). راجع التفسير الكبير، ج 22، ص 51.
(2). بحار الأنوار، ج 26، ص 50.
(3). إرشاد المفيد، ج 2، ص 80؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 18.
(4). تفسير الميزان، ج 12، ص 312.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|