أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-05-2015
6047
التاريخ: 17-7-2016
8489
التاريخ: 8-7-2016
5579
التاريخ: 24-10-2014
12451
|
لا يستطيع احد تعيين لحظة الولادة بصورة دقيقة ، وما يتنبأ به الأطباء عموماً أو خصوصاً لإخبار الناس فإنّه ذو طابع تخميني فقط ، كما تقول الآية :
{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيْضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَىءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} «1». (الرعد/ 8).
ظاهر الآية أنّ هذا من العلوم الإلهيّة الخاصة ، وهو العلم بخصائص الجنين من كل الجوانب قبل ولادته ، فهو عزوجل لا يعلم بالجنين من حيث جنسه فقط وإنّما يعلم بكل قابلياته وأذواقه وصفاته الظاهرة والباطنة ، كما أنّ لحظة ولادته لا يعلمها إلّا اللَّه ، ومن أجل أن لا نتصور أنّ الزيادة والنقصان تأتيان بدون حساب أو مبرر ، بل إنّ ساعتها وثانيتها ولحظتها محسوبة جميعاً ، فقد أضاف قائلًا : {وكُلُّ شيء عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}.
المثير هو ظهور تغيرّات عجيبة على نظام حياة الوليد في لحظة ولادته وهي تغيرات ضرورية جدّاً لتكييفه مع المحيط الجديد ، وسوف نشير إلى اثنتين منها فقط :
أ) تغيّر نظام دوران الدم ، فعملية دوران الدم في الجنين دوران بسيط ، لأنّه لا يتحرك الدم الملوّث نحو الرئتين من أجل التصفية ، إذ لا تنفس هناك ، ولهذا كان إثنان من أجزاء قلبه (البطين الأيمن والأيسر) الذي يتحمل أحدهما مسؤولية إيصال الدم إلى الأعضاء والثاني يتحمل مسؤولية إيصال الدم إلى الرئتين للتصفية ، على اتصال مع بعضهما ، ولكن بمجرّد أن يولد الجنين تُغلق البوابة بينهما وينقسم الدم إلى قسمين ، قسم يُرسل إلى كل خلايا الجسم لتغذيتها والقسم الآخر إلى الرئتين لتصفيته.
أجل ، ما دام الجنين في بطن الأُم فإنّه يحصل على ما يحتاج من الأوكسجين من دم الام ، لكن عليه أن يكتفي ذاتياً بعد الولادة ويحصل على الاوكسجين بواسطة الرئة والتنفس ، الرئة التي كانت قد خِلُقتْ وأُعدّت مسبقاً بشكل تام في رحم الأم ، سوف تمارس عملها فجأة بأمر إلهي واحد ، وهذا من العجائب حقاً.
ب) إنسداد عقدة السُرّة وجفافها وسقوطها (عادةً ما يقطعون عقدة السرة التي تعتبر طريق تغذية الجنين بواسطة الحبل السري من دم الأم ، ولكن حتى لو لم يقطعوها فإنّها تتيبس وتسقط تدريجياً).
أي كما أنّ طريق الحصول على الاوكسجين يتغير عند الولادة ، فإنّ طريق التغذية يتغير أيضاً وبشكل مفاجيء ، ويبدأ الفم والمعدة والأمعاء التي اكتملت في الفترة الجنينية ولكنها لم تكن تعمل ، فتبدأ بالعمل فجأة ، وهذه واحدة أخرى من العجائب المهمّة في خلقة الإنسان.
___________________
(1) «تغيض» من مادة «غيض» على وزن فيض بمعنى امتصاص السائل أو احتوائه ، ثم جاءت بمعنى النقصان وكذلك بمعنى الفساد ، ولهذا فسر البعض كلمة تغيض في الآية أعلاه بمعنى نقصان الجنين والبعض بمعنى الولادة قبل الموعد وهو المعنى المشهور بين المفسرين ، وهو المروي في حديث عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهما السلام ، كما أنّ ذيل الآية يدل على ذلك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|