أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
13049
التاريخ: 15-11-2015
4695
التاريخ: 9-12-2015
6484
التاريخ: 3-1-2023
1366
|
مقا- سوء : فليست من ذلك ، إنّما هي من باب القبح ، تقول رجل أسوأ أي قبيح ، وامرأة سوآء أي قبيحة. قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : سواء ولود خير من حسناء عقيم. ولذلك سمّيت السيّئة سيّئة. وسمّيت النار سوأى ، لقبح منظرها.
مصبا- سوى : وأساء زيد في فعله ، وفعل سوءا ، والاسم السوأى على فعلى ، وهو رجل سوء ، وعمل سوء ، فان عرّفت الأوّل قلت الرجل السوء والعمل السوء على النعت. وأسأت به الظنّ. وأسأت به الظنّ. وسؤت به ظنّا ، يكون الظنّ معرفة مع الرباعيّ ونكرة مع الثلاثيّ ، ومنهم من يجيزه نكرة فيهما ، وهو خلاف- أحسنت به الظنّ. والسيّئة خلاف الحسنة ، والسيّئ خلاف الحسن ، وهو اسم فاعل من ساء يسوء إذا قبح ، وهو أسوأ القوم ، وهي السوأى أي أقبحهم. والناس يقولون :
أسوأ الأحوال ويريدون الأقلّ أو الأضعف. والمساءة : نقيض المسرّة ، وأصله المسوأة ، ولهذا تردّ الواو في الجمع فيقال هي المساوي. وبدت مساويه أي نقائصه ومعايبه.
صحا- ساءه يسوءه سوءا ومساءة ومسائية : نقيض سرّه ، والاسم السوء.
وقرئ-. {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ } [التوبة : 98] *- يعني الهزيمة والشرّ ، ومن فتح فهو من المساءة. وتقول- رجل سوء ورجل السوء. قال الأخفش : ولا يقال- الرجل السوء ، ويقال الحقّ اليقين ، لأنّ السوء ليس بالرجل واليقين هو الحقّ. ولا يقال هذا رجل السوء بالضمّ.
وأساء اليه نقيض أحسن اليه ، والسوأى نقيض الحسنى. والسيّئة أصلها سويئة فقلبت الواو ياء ثمّ أدغمت الياء في الياء ، يقال فلان سيّىّ الاختيار وقد يخفّف مثل هيّن وليّن. والسوءة : العورة والفاحشة.
التهذيب 13/ 130- قال الليث : ساء يسوء : فعل لازم ومجاوز ، يقال ساء الشيء يسوء فهو سيّئ : إذا قبح ، والسوء : الاسم الجامع للآفات والداء. ويقال- سؤت وجه فلان ، وأنا أسوءه مساءة ومسائية ، والمساية لغة في المساءة . أبو زيد : أساء الرجل إساءة ، وسوّأت على الرجل فعله. وابن هانئ : المصدر السوء ، واسم الفعل السوء. وقيل من السوء من الذكر أسوأ ، والأنثى سوآء.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو ما يقابل الحسن ، وهو ما يكون غير مستحسن في ذاته ، سواء كان في عمل أو موضوع أو حكم أو أمر قلبّي أو معنويّ أو غيرها.
والفرق بين السوء والقبح والضرّ والفساد :
أنّ الضرّ : يقابل النفع ، ويكون فيما لا يعلم ، وقد يكون حسنا مطلوبا.
والقبح : يلاحظ فيه جانب الصورة ، في عمل أو قول أو موضوع.
والفساد : يقابل الصلاح ، وهو اختلال في عمل أو رأي أو غيرهما.
فالسوء : يكون فيما يعلم ، ولا يكون مطلوبا حسنا ، وهو أعمّ من جهة الصورة وغيرها.
والسوء بالفتح مصدر كالغسل كما في- دائرة السوء ، مثل السوء ، إمرؤ سوء ، قوم سوء ، مطر السوء ، ظنّ السوء- والاضافة بمعنى اللام ، فانّ هذه الموضوعات في أنفسها ليست بأسواء ، بل إنّها عوامل ووسائل للمساءة ، فالمطر مثلا لا يكون سوءا بل يكون في مورد العذاب وبمقصد سوء ، وهكذا القوم والظنّ والمثل وأمثالها.
والسوء بالضمّ : اسم مصدر كالغسل ، وهو ما يتحصّل ويتحقّق من المصدر ، فيتّصف به حينئذ العمل والموضوع والحكم ، كما في :
{سُوءَ الْعَذَابِ...} [البقرة : 49] * ، . {يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ...} [البقرة : 169] ، . {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ...} [آل عمران : 30] ، . {الْجَهْرَ بِالسُّوءِ ...} [النساء : 148] ، . {سُوءُ الدَّارِ ...} [الرعد : 25] *، . {سُوءُ أَعْمَالِهِمْ...} [التوبة : 37] ، . {وَيَكْشِفُ السُّوءَ...} [النمل : 62] ، . { وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ... } [الأعراف : 73] ، . {مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا...} [الأنعام : 54] ، . {أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا} [الأحزاب : 17].
فيراد في هذه الموارد العذاب والعمل والدار الأسواء ، أي المتّصفة بكونها أسواءا.
وتقرب منه كلمة السيّئة صفة على فعيلة وجمعها السّيئات ، كما في :
. {مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً...} [البقرة : 81] ، . {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ... } [الأنعام : 160] * ، . { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً ...} [غافر : 40] ، . {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا...} [الفاتحة : 40] ، . {شَفَاعَةً سَيِّئَةً... } [النساء : 85] ، . {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ...} [النساء : 78] * ، . {يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} [النساء : 18] * ... ، . {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا...} [النحل : 34] ، . {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ...} [النساء : 31] ، . {اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} [الجاثية : 21].
يراد كلّ ما ثبت له السوء واتّصف بالمساءة ، من أيّ موضوع أو عمل أو رأي.
ولمّا كان لفظ السيّئة بصيغتها يدلّ على الاتّصاف بالثبوت : فهو أشدّ دلالة وآكد وأبلغ من لفظ السوء اسما ، فيستعمل كلّ منهما في مورد مناسب.
ومثله الأسوأ كالأسود ، ومؤنّثه السوآء كالسوداء ، كما في :
{لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} [الزمر : 35].
{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [فصلت : 27].
{لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} [الأعراف : 20].
{لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} [الأعراف : 27].
{لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة : 31].
والسوآت جمع سوأة ، والسوأة على فعلة لبناء المرّة ، وهي كلّ ما لا تكون مستحسنة في عمل أو صفة أو تمايل وشهوة ، ناشئة من قرب الشجرة.
ويدلّ على كون المادّة في مقابل مادّة الحسن ، قوله تعالى :
{ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ...} [الأعراف : 95] ، . {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ...} [الرعد : 6] ، {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ...} [الرعد : 22] * ، . {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا... } [الإسراء : 7] ، . {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ} [النمل : 11].
ثمّ إنّ المادّة قد تستعمل متعدّية ، كما في :
{إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ...} [المائدة : 101] ، . {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ....} [آل عمران : 120] {سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الملك : 27].
فمفهوم المساءة في هذه الموارد يتحقّق في ضمن معنى الإحزان ، وهو ما يقابل السرور ، والسرور وما يقابله مفهومان متعدّيان.
فالمساءة مفهوم مطلق ، ومن مصاديقه ما يقابل المسرّة ، وإذا استعملت في هذا المورد : تكون متعدّية.
والسوء يتعدّى بالهمزة أو بالتضعيف ، فيقال : أسأته وسوّأته ، أي جعلته سيّئا أو أوجدت سوءا-. {وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا...} [فصلت : 46] * ، . {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا...} [الإسراء : 7] ، . { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا} [الروم : 10].
____________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- التهذيب = تهذيب اللغة للأزهري ، 15 مجلّداً ، طبع مصر ، 1966م .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|