أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016
2002
التاريخ: 2024-10-13
182
التاريخ: 15-4-2016
1706
التاريخ: 28-1-2016
3288
|
دعنا نضع الخطر في المنظور المناسب. تنقل العديد من قصص الصحة في الأخبار أن الأكل بطريقة معينة أو أخذ دواء معيّن سيخفض احتمال الإصابة بمرض ما بنسبة معينة مثلا، 25%. يبدو هذا مقنعا وجديرا بالاهتمام، ولكن الواقع هو أن التغيير سيكون صغيرًا على الأرجح. والسبب في ذلك أن نسبة الـ 25% لا تتعلق بالخطر الحقيقي لإصابتك بالمرض. إنه الخطر نسبة إلى مجموعة أخرى.
كيف هذا؟ حسنا، لنقل أن خطر إصابتك بنوبة قلبية في السنوات العشر التالية هو 10% الناس الذين يبدأون في أخذ دواء ستاتين يقل خطر إصابتهم بنسبة 25%. ولهذا فإن الخطر الحقيقي لإصابتك سيقل بنسبة 25%، ما يعني أنه سيقل فعليًّا من 10% إلى 7.5%. إذاً يا دكتور، إذا لم أخذ الحبوب سيكون خطر إصابتي نحو 1 من 10، وإذا أخذت الحبوب سيكون خطر إصابتي نحو 1 من 10؟.
ولكن إذا كان خطر إصابتك بنوبة قلبية في السنوات العشر التالية هو 50% فإن أخذ دواء ستاتين سيخفض خطر الإصابة بنسبة 25%؛ وحينها سينخفض خطر إصابتك الفعلي البالغ 50% إلى أقل من 40% هذا ربما جدير بالاهتمام. لنفترض أن 100 شخص لديهم نفس خطر الإصابة مثلك لم يأخذوا دواء ستاتين، فإن 50 شخصا منهم سيصابون بنوبة قلبية في غضون 10 سنوات. وإذا أخذت نفس هذه المجموعة من الناس دواء ستاتين، فإنّ عدد الذين سيصابون بنوبة قلبية منهم هو 37 شخصا فقط.
إذاً، ما يهمّك هو الخطر المطلق. إذا كان بإمكانك أن تغيّره بدرجة ملحوظة، فقد يكون ثمة إجراء مفيد. لنفترض أن علاجًا جديدًا قد خفض احتمال الإصابة بمرض ما إلى النصف. قد يرغب معظم الناس في تناول الأقراص. الشخص الذي يبلغ خطر إصابته 50%، أصبح خطر إصابته الآن 25%. ولكن الشخص الذي يبلغ خطر إصابته %1، أصبح الآن 0.5%. إحذر التصريحات بشأن نسبة التغيّر في خطر الإصابة. ما يهم هو الخطر الفعلي لك.
حجم التأثير والدراسة الصغيرة
وفي الطرف المقابل، هناك الدراسات الصغيرة جدا. رغم صغرها، تُعد هذه الدراسات هامة جدا بالفعل، وتُحدث فرقا ضخمًا في فرادى الناس. عندما تلقّى ليونارد ثومبسون حقنته الأولى من الإنسولين في العام 1921 وتحسن داؤه السكري من النوع الأول، تغيّر العالم، كان السكري من النوع الأول مرضا مميتا بشكل موحد في ذلك الوقت ولكن ليونارد نجا منه. حدث الأمر نفسه عندما أعطيت الجرعة الأولى من البنسلين إلى طفل يعاني من التهاب السحايا بالمكوّرات السحائية؛ مرض مميت بشكل موحد تمّ فعليًّا الشفاء منه. كلما كان تأثير العلاج أكبر، كان حجم الدراسة اللازمة لإثبات فرق هام أصغر.
بالطبع هناك دوما الاحتمال بأن يفسر حدوث إستثنائي استجابةً دراماتيكية في شخص واحد، ويكون لا بد من تأكيد التأثير على شخص آخر يعاني من الحالة نفسها. ولكن احتمال كون هذه مغالطة ارتباط صغير جدا. التشابه الرئيسي بين الاختبار الأول على الإنسولين والاستعمال الأول للبنسلين لعلاج التهاب السحايا هو حجم التأثير الناتج على أمراض مميتة بشكل موحد سابقا. إذا كان حجم التأثير لعلاج ما كبيرا بالفعل، فإن أعدادًا صغيرة فقط لازمة لإثبات هذا. ومن المرجح لهكذا علاج أن يُحدث فرقًا كبيرًا لكل فرد مصاب. من ناحية أخرى، إذا كانت دراسة دوائية تحتاج إلى 5,000 شخص لإظهار تغير هام إحصائيا، فإن الفائدة لأي شخص بعينه قد تكون صغيرة.
عندما أظهرت دراسة النقطة المعاكسة عودة غلوكوز الدم، ودهن الكبد، وإنتاج الإنسولين في خلايا بيتا إلى الحالة الطبيعية، أصبح الجميع في مجموعة تضم 11 شخصا خالين من السكري. كان حجم التأثير الناتج ضخمًا. ولكن، في ذلك الوقت، تم رفضها تكرارًا من قبل الخبراء بأنها مجرد دراسة صغيرة. هل كانت وجهة نظرهم صحيحة؟ لا، ولكن مع إستثناء واحد. تنطوي المجموعات الصغيرة على الخطر المحتمل بأنها قد لا تكون ممثلةً لجميع من يعانون من السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، فقد استطعنا أن نُظهر أنّ المشاركين في دراسة النقطة المعاكسة كانوا نموذجيين بالكامل. وبالنظر إلى أن الدراسة التدخلية كان لها تأثير كبير هام سريريًا وإحصائيا على حد سواء، فقد أشارت النتيجة إلى فائدة كبيرة بالفعل لمعظم الأفراد. لا ينطبق هذا القول على معظم الدراسات الكبيرة.
رغم أن ممارسة الطب تتعلق جميعها بالعناية بالأفراد، إلا أنه في الوقت الحاضر تعد الدراسات الكبيرة على المجموعات السكّانية طريقة عصرية لتعزيز الفهم. نتيجة لهذا، تصبح مغالطات الارتباط شائعة جدا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|