أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-18
1409
التاريخ: 2023-08-05
2735
التاريخ: 2023-12-02
1164
التاريخ: 2023-02-08
2077
|
ذكرنا أنّ الله تعالىٰ يتحبّب إلى عباده بالنعم ، وهذه حقيقة ثابتة لا حاجة للحديث عنها ، والذي يهمّنا هنا هو أن نقول : إنّ وعي النعمة هو العامل الأساسي والرئيس في حبّ الله.
وإذا أنعم الله على عبد بنعمة فتلقّاها عن وعي كان لهذا الوعي أثران مباشران في علاقته بالله تعالىٰ :
أحدهما : الشكر ، والثاني : الحبّ ، وكلاهما يرفعان الإنسان إلى الله ، وطريقان يسلكهما الإنسان الى الله.
والعلاقة بين (الشكر) و (النعمة) علاقة تبادلية جدلية ، كلما أنعم الله على عبد استدعته النعمة إلى الشكر ، وكلما شكر العبد ربّه زاده الله تعالىٰ من نعمه ، ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ([1]) وزيادة النعم تستدعي مزيد الشكر ، وهكذا يتمّ الصعود إلى الله تعالىٰ.
وأمّا إذا تلقّی الانسان النعمة من غير وعي ، فإنّها تورثه البطر والرياء والغرور والطغيان ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ õ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ) ([2]).
والنعمة تمنح الإنسان تارة حبّ الله وشكره ، وتثير في نفسه تارة اُخرى الغرور والبطر والرياء والطغيان.
والفرق بين هذا وذاك (الوعي) ، ولذلك يحرص القرآن على التذكير بنعم الله تعالیٰ ، وهذا التذكير يشغل مساحة واسعة من القرآن.
فنجد أنّ القرآن يحاول أن يفتح عقل الإنسان وقلبه على طائفة واسعة من نعم الله التي يغفل عنها الإنسان عادة. فإنّ الإنسان يألف هذه النعم في حياته اليومية كثيراً ، ومن طبيعة هذه الاُلفة أن يتبلّد الذهن ، فلا يحس الإنسان بقيمة هذه النعم وجمالها ، نحو نعمة الزوجية ، وتكور الليل والنهار ، والمراكب التي يستخدمها الإنسان في البرّ والبحر ، وما جعل الله تعالىٰ للانسان فيهما من نعمة ورزق ... وهي عملية توعية وتذكير واسعة وهادفة بنعم الله تعالىٰ ، يقول تعالىٰ : ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ) ([3]). ويقول تعالىٰ : ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) ([4]).
وقد روي عن عائشة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسّر هذه الآية الكريمة بقوله : « منْ لم يعلم فضل الله عزوجل عليه إلّا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه » ([5]).
والتذكير بالنعمة توعية للنعمة. وإذا وعى الإنسان النعمة انقلبت النعمة في حياته حبّاً وشكراً ، وإذا تجرّدت النعمة عن الوعي انقلبت غروراً وطغياناً وبطراً ورياءً في حياة الانسان. وإلى هذا المعنى الدقيق في قيمة (الحمد) وتوعية الله لعباده بنعمه يشير الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في الدعاء الاول من أدعية الصحيفة، يقول (عليه السلام) : « والحمد لله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده على ما أبلاهم من مننه المتتابعة ، وأسبغ عليهم من نعمه الظاهرة ... لتصرّفوا في مننه فلم يحمدوه ، وتوسّعوا في رزقه فلم يشكروه ، ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الإنسانية الى حدّ البهيمية ، فكانوا كما وصف في محكم كتابه : ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) ([6]).
وفي النصوص الإسلامية توجيه متكرر لتوظيف (نعم الله) في اتجاه حبّ الله ، وتوجيه الناس الى حبه تعالىٰ بسبب نعمه وآلائه.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله عزّوجلّ ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي » ([7]).
وقد مرّ في الحديث القدسي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « قال الله عزوجل لداود (عليه السلام) : أحِبَّني وحبِبني إلى خلقي. قال : يا ربّ ، نعم أنا أحبك ، فكيف أحبّبك إلى خلقك ؟ قال : اذكر أياديّ عندهم ، فإنّك إذا ذكرت ذلك لهم أحبّوني » ([8]).
وفي نصوص الأدعية الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) نجد اهتماماً بالغاً في التأكيد على إحصاء نعم الله تعالىٰ وآلائه أولاً ، وفي التأكيد على الحمد والشكر لله تعالىٰ ثانياً.
وهاتان عمليّتان هادفتان في منهاج التربية الإسلامية تؤدّيان إلى :
1 ـ توعية الإنسان وتذكيره بالنعمة.
2 ـ توجيهه إلى حمد الله تعالىٰ وشكره وحبّه.
وفيما يلي نذكر نماذج من التذكير والتوعية بالنعم في نصوص أدعية أهل البيت (عليهم السلام) أولاً ، ثمّ في توجيه الإنسان من خلال هذه التوعية وهذا التذكير إلى شكر الله تعالىٰ ثانياً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|