تختلف نماذج الضغط وتختلف وجهة الرياح ونوعيتها من شهر الى آخر ، وهذا يرتبط الى حد كبير بحركة الشمس الظاهرية ، وبتداخل كتل اليابس بالماء ، ومظاهر السطح العامة . ففي فصل الشتاء ، حيث تكون الشمس بعيدة عن جنوبي آسيا وعمودية على مدار الجدي ، فإن أواسط آسيا وشمالها يصبحان شديدي البرودة ، وليس هذا سببه ميل الاشعة الشمسية الشديد على تلك الأجزاء فقط، وإنما أيضاً . بسبب كون أواسط آسيا تتألف من كتل عدة من الجبال العالية والهضاب المرتفعة . ولما كان الهواء البارد أثقل من الهواء الحار ، لذا فإن الهواء البارد الثقيل يترافق مع تشكل ضغط مرتفع ، ولذا فان اواسط آسيا وشمالها يكون مركزاً لضغط مرتفع منطقة الضغط المرتفع هذه تنبثق تيارات من الهواء خارجة في كل ، وتكون هذه الرياح جافة وشديدة البرودة كونها ناجمة عن عملية هبوط من جهة وقارية من جهة أخرى ، إلا أنها في مسيرتها قد تتعدل في حال عبورها لمناطق بحرية ، فيقل ثباتها ( استقرارها ) وتزداد حمولتها من بخار الماء مسببة هطول الأمطار في حال اصطدامها بكتل من اليابسة ، كما هو الحال في اليابان ، وسيلان ، وجنوب الهند . إلا أن هذا استثناء وليس قاعدة، فالمعروف أن قارة آسيا قليلة الأمطار في الفصل الضغط المرتفع الأسد البارد ، باستثناء المناطق التي ذكرناها سابقاً يضاف اليها الجزر الاندونيسيــة التي تقع في حزام الامطار الاستوائية وحزام الموسميات الشمالية والجنوبية ، وجزر الفلبين - . إلا أنه في هذا الفصل ، ونتيجة للموقع من الشمس : والخاصية كل من اليابس والماء ، فأن حزام الضغط المنخفض الاستوائي يكون متركزاً فوق آسيا الجنوبية الجزرية ، كما يكون شمالي المحيط الهادي مركزاً لضغط منخفض ( المنخفض الآلوشي ) ، ويقوم حزام الضغط المنخفض الاستوائي باستدعاء الكتل الهوائية الشمالية والجنوبية . والهواء المنطلق من مركز الضغط المرتفع الآسيوي متخذاً وجهة مسايرة لوجهة عقارب الساعة متجهاً نحو مراكز الضغوط المنخفضة ، فانه يكون هواء جنوبياً غربياً في شمال آسيا ، وشمالياً غربياً في شمالها الشرقي وشرقها ، وشمالياً في جنوبها الشرقي : وشمالياً شرقياً في الجزر وأشباه الجزر الجنوبية . ونتيجة لوجود الحاجز الجبلي الهيمالائي فإن الهند تكون بمنجى من تأثير تلك الرياح الشديدة البرودة ، إلا أن هذا الهواء يمكن أن ينفذ جنوباً الى بعض جهات الهند وسيلان عن طريق الفتحات الموجودة في الجبال، أما في فصل الصيف فإن الشمس تكون عمودية على مدار السرطان ، وتتلقى الاجزاء الوسطى والجنوبية كميات كبيرة من الأشعة الشمسية ، وترتفع درجة حرارة تلك الأجزاء ارتفاعاً كبيراً ، ويزداد تخلخل الهواء فيها ، ناجمـا عن ذلك تشكل ضغوط منخفضة تتمركز فوق اواسط أسيا وشمال غربي الهند في حين يصبح المحيط الهادي أعلى ضغطاً من القارة ، وينحسر الضغط المرتفع الشتوي عن أواسط القارة وجنوبها ، ليظهر بشكل بارز في العروض المدارية من المحيط الهادي وذلك في منطقة جزر هاواي . كما ويكون الضغط المرتفع شبه المداري الجنوبي متركزاً عند خط عرض 25 جنوباً تقريباً ، وتتحرك كتلالهواء الجنوبية منطلقة من الضغط المرتفع هذا متجهة نحو الضغط المنخفض الأسيوي عابرة خط الاستواء ومغيرة اتجاهها بسبب تأثير قوة كوريولس ، ومسايرة في اتجاهها وجهة عقارب الساعة في النصف الجنوبي ، ومعاكسة لاتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي ، ولذا نجد أن هذه الرياح تهب بشكل رياح جنوبية غربية على الهند وخليج البنغال ، وجنوبية غربية الى جنوبية على الهند الصينية وجنوبي الصين ، وجنوبية شرقية على اليابان وشمال شرقي وشرقي الصين . وهذه الرياح - التي تهب على شرق الصين وشمالها الشرقي - ليست هي رياح جنوبية فقط، وإنما رياح جنوبية تشترك فيها أيضاً الرياح الهابة من الضغط المرتفع المحيطي المتمركز في هاواي . وبما أن الرياح السـابقـة تهب على آسيا من البحار لذا فانها تؤدي الى هطول الامطار التي تكثر عنـد السواحل . كما أن أواسط آسيا تستقدم الرياح من المناطق الشمالية الأكثر برداً ، وتأتي تلك الرياح من اتجاهات تتراوح بين الاتجاه الشمالي الشرقي الى الشمالي الغربي  .