المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

كولراوش ، فريدريك و . ج
11-10-2015
المتولي لإخراج الزكاة ‌
22-9-2016
كسب المستضدات Antigen Gain
22-5-2017
هل كلّ من يوالي أهل البيت عليهم ‌السلام يدخل الجنّة؟
2023-05-13
مكنون الببتيدات الخفية Cryptome
24-12-2017
بيان الميزة التطبيقيّة للقرآن
25-11-2014


ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / الاهتمام بصلاة الأبناء  
  
549   03:48 مساءً   التاريخ: 2024-08-02
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص134ــ137
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن من وطائف الأبوين هو اهتمامهما الفائق بصلاة أبنائهم، وإيقافهم على تلك الأهمية منذ مراحل الطفولة.

إن الصلاة ذكر الله تعالى، والحياة بلا ذكر الله لا معنى لها، والصلاة خير ما يعتمده الإنسان في حياته، والإنسان بلا وجود ما يعتمد عليه يكون مضطرباً، والصلاة إظهار للعبودية والشكر لآلاء الرحمن الرحيم والصلاة أمان للإنسان من الزلل والانحراف، والمجتمع المصلّي يكون مصوناً عن الكثير من المفاسد، والصلاة سكينة القـلـوب المضطربة وجلاء البواطن ونور الروح.

إن الصلاة قرة عين الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وسائر الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، وهي سلّم رقي الروح والعروج نحو الملكوت الصلاة تزيل الشعور بالفراغ والوحدة لدى الإنسان، الصلاة معراج المؤمن، فهي نداء الفطرة الصلاة هي الحديث مع خالق الوجود بلا واسطة وحجاب.

إن الصلاة بمنزلة النهر الزلال الذي يزيل الأدران والأوساخ الروحية، والذي يطهر به القلب ويضفي إليه نوراً الصلاة مفتاح الجنة، الصلاة هي الجهاد الأكبر مع الأعداء، ولذا فإنّ الشيطان يحاول جاداً صرف الإنسان عند اشتغاله بالصلاة عن ذكر الله تعالى إلى ما يجره إلى الغفلة عنه، كالتفكير بأمور الحياة ومشكلاتها.

يا بني، أقم الصلاة

لقد أكد القرآن الكريم على هذا الأمر الهام كثيراً، فمما ورد في ذلك ما حكاه عن لقمان في قوله تعالى: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].

يقول الأستاذ مكارم الشيرازي ذيل الآية المباركة المزبورة: إن لقمان بعد تحكيم أسس المبدأ والمعاد - اللذين هما أساس كل الاعتقادات الدينية - تعرض لذكر أهم الأعمال، وهي الصلاة ...؛ وذلك لأن الصلاة أهـم رابـط مـع الخالق، إن الصلاة تحيي قلبك وتصفّي روحك، وتضيء لك الدرب في حياتك، فهي تزيل آثار الذنوب عن نفسك، وتسلّط النور على قلبك، وتمنعك عن الفحشاء والمنكر(1).

بناءً على ذلك فإنّ على الوالدين تعليم أبنائهم ومنذ مراحل الطفولة لأخطر الوظائف وأهمها، وتحذيرهم من مزالق المستقبل ليكونوا في مأمن من الانحراف والفساد، قال إبراهيم (عليه السلام) بعد أن أقام أساس الكعبة المشرفة رافعاً يديه بالدعاء:

{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40].

وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده

أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قبل موته أولاده، فقال: ((الله الله فـي الصلاة فإنّها عمود خير العمل، إنها عمود دينكم))(2).

الصلاة عمود الدين

وأوصى لقمان ولده، فقال: يا بني، أقم الصلاة، فإنّ مثل الصلاة في دين الله كمثل عمود الفسطاط، فإنّ العمود إذا استقام نفعت الأطناب والأوتاد والظلال، وإن لم يستقم لم ينفع وتد ولا طنب ولا ظلال(3).

لا تستخف بالصلاة فإن....

روى أبو بصير عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: ((قال لي أبي عند موته: يا بني، إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة))(4).

وقال أبو بصير: دخلت على أُمّ حميدة أُعزّيها بأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فبكيت وبكيت لبكائها، ثمّ قالت يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه، ثمّ قال: ((اجمعوا إليَّ كلّ من كان بيني وبينه قرابة))، قال: فما تركنا أحداً إلا جمعناه، قالت: فنظر إليهم ثمّ قال: ((إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة))(5).

وكان ذلك وصيّة من الإمام (عليه السلام) إلى الذين يظنون بأنّ قرابتهم منه (عليه السلام) تضمن لهم السعادة والنجاة، أو تنالهم شفاعته ولو كان بسبب الاستخفاف بالصلاة، وقد كانت الوصية بالصلاة سيرتهم (عليهم السلام) جميعاً.

تعجب الرضا (عليه السلام) من طفل يترك الصلاة

عن الحسن بن قارون أنه قال: سألت الرضا أو سُئل وأنا أسمع عن الرجل يجبر ولده وهو لا يصلّي اليوم واليومين، فقال: ((وكم أتى على الغلام))؟ فقلت: ثماني سنين، فقال: ((سبحان الله، يترك الصلاة))؟ قال: قلت يصيبه الوجع، قال: ((يصلي على نحو ما يقدر))(6).

الصلاة أول الوقت

أوصى علي (عليه السلام) ولده الحسن (عليه السلام) فقال: ((أُوصيك يا بني، بالصلاة عند وقتها))(7).

وكان الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) يأمر من عنده من الصبيان بأن يصلوا الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء في وقت واحد، فقيل له في ذلك، فقال: ((هو أخفّ عليهم وأجدر أن يسارعوا إليها، ولا يضيعوها، ولا يناموا عنها ولا يشتغلوا)) وكان لا يأخذهم بغير الصلاة المكتوبة، ويقول: ((إذا أطاقوا الصلاة فـلا تؤخّروهم عن المكتوبة))(8).

وروى ابن القداح عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: ((إنا نأمر الصبيان أن يجمعوا بين الصلاتين، الأولى والعصر وبين المغرب والعشاء الآخرة، ما داموا عـلـى وضوء، قبل أن يشتغلوا))(9). ولعلّ المستفاد من هذه الرواية كون طريقة جميع الأئمة المعصومين (عليهما السلام) مع أطفالهم هو ذلك.

_________________________

(1) تفسیر نمونه، ج 17، ص52.

(2) تحف العقول، ص 195.

(3) بحار الأنوار، ج 13، ص 435.

(4) وسائل الشيعة، ج 17، ص 262.

(5) المحاسن، ج1، ص 80.

(6) وسائل الشيعة، ج 3، ص 13.

(7) بحار الأنوار، ج 75، ص 458.

(8) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 160: الكافي، ج 2، ص 409.

(9) وسائل الشيعة، ج 15، ص183. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.