المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الصحافة الأدبية في أوروبا وأمريكا
2024-11-24
صحف النقابات المهنية
2024-11-24
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
الصحافة العمالية
2024-11-24
الصحافة العسكرية العالمية والعربية
2024-11-24
الرقابة على الصحافة العسكرية
2024-11-24



أهل البيت (عليهم السلام) والرعاية الإلهية عند ولادتهم  
  
604   09:19 صباحاً   التاريخ: 2024-06-27
المؤلف : مجموعة مؤلفين
الكتاب أو المصدر : الأسرة في رحاب القرآن والسنة
الجزء والصفحة : ص154ــ157
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 3218
التاريخ: 25-6-2022 1697
التاريخ: 23-3-2018 1959
التاريخ: 25-7-2016 2128

آمنة بنت وهب الزهري: لما حملت برسول الله (صلى الله عليه وآله) لم أشعر بالحمل ولم يُصِبني ما يصيب النساءَ من ثقل الحمل، فرأيت في نومي كأن آتٍ أتاني فقال لي: قد حملتِ بخير الأنام. فلما حان وقت الولادة خف على ذلك، حتى وضعته وهو يتق الأرض بيديه وركبتيه، وسمعت قائلاً يقول: وضعتِ خيرَ البشر، فعوِّذيه بالواحد الصمد من شر كل باغٍ وحاسد(1).

الإمام الصادق (عليه السلام): إنما سُمّوا آلَ الله لأنهم في بيت الله الحرام، وقالت آمنة: إن بني واللهِ سقَطَ فاتقى الأرض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر اليها، ثم خرج مني نورٌ أضاء له كلّ شيءٍ وسمعت في الضوء قائلاً يقول، إنكِ قد ولدتِ سيّد الناس فسمّيه محمداً. وأتي به عبدَ المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال،

الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان(2).

                                                   قد سادَ في المهدِ على الغِلمان(3).

وعنه كان حيث طَلَقت آمنة بنت وهب وأخذها المَخاض بالنبي (صلى الله عليه وآله)، حضرتها فاطمة بنت أسد؛ امرأة أبي طالب، فلم تزل معها حتى وضعت، فقالت: إحداهما للأخرى: هل ترين ما أرى؟ فقالت: وما ترين؟ قالت: هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب. فبينا هما كذلك إذ دخل عليهما أبو طالب فقال لهما: ما لكما؟ من أي شيء تعجبان؟ فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت، فقال لها أبو طالب: ألا أبشرك؟ فقالت: بلى، فقال: أما إنك ستلدين غلاماً يكون وصيَّ هذا المولود(4).

وعنه (عليه السلام) ـ في الإمام المعصوم (عليه السلام) عند ولادته - إذ وقع من طن أمه وقع واضعاً يدَه على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء(5).

المفضل بن عمر: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): كيف كانت ولادة فاطمة (عليها السلام)؟ قال: نعم، إن خديجة رضوان الله تعالى عليها لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) هَجَرَتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها، ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة من ذلك، فلما حملت بفاطمة (عليها السلام) صارت تحدثها في بطنها وتصبّرها.. (إلى أن قال:)

فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوةٍ طوال كأنهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن، فقالت لها إحداهن: لا تحزني يا خديجة، فإنا رسل ربك إليك، ونحن أخواتك: أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه صفراء بنت شعيب، بَعَثنا الله تعالى إليك لِنليَ من أمرك ما تلي النساءُ من النساء. فجلست واحدة عن يمينها، والأخرى عن يسارها، والثالثة من بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت خديجة فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور، فتناولتها المرأة التي كانت بين بديها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خِرقَتَين بيضاوتَين أشد بياضاً من اللّبن، وأطيب رائحة من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة. وقنّعتها بالأخرى، ثم استنطَقَتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد الأنبياء، وأن بَعلي سيّدُ الأوصياء، وأن وَلَدي سيّدا الأسباط. ثم سلمت عليهن، وسمّت كل واحدة منهن باسمها، وضحكن إليها، وتباشرت الحور العين، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضاً بولادة فاطمة (عليها السلام) وحدث في السماء نورٌ زاهرٌ لم تَرَه الملائكة قبل ذلك اليوم، فلذلك سميت «الزهراء» (عليها السلام) وقالت(6): خذيها يا خديجة طاهرةً مطهّرةً زكيةً ميمونةً، بُورك فيها وفي نسلها، فتناولتها خديجة (عليها السلام) فَرِحةً مستبشِرة، فألقمَتها(7) ثديها، فشربت فدرّ عليها، وكانت (عليها السلام) تنمي في كلِّ يوم كما ينمي الصبي في شهر، وفي شهر كما ينمي الصبي في سنة، صلى الله عليها وعلى أبيها، وبعلها وبنيها(8).

الإمام الكاظم (عليه السلام): - لما وُلد الرضا (عليه السلام) ـ: إن آبني هذا وُلِد مختوناً طاهراً مطهراً، وليس من الأئمة (عليهم السلام) أحدٌ يولَد إلا مختوناً طاهراً مطهراً، ولكن سنُمرّ الموسى عليه لإصابة السنة، واتباع الحنيفية(9).

نجمة أم الرضا (عليه السلام): لما حملتُ بابني علي.. (إلى أن قالت)؛ فلما وضعته وقع على الأرض واضعاً يديه على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء، يحرّك شفتَيه كأنه يتكلم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) فقال لي: هنيئاً لكِ يا نجمة كرامةَ ربّك فناوَلتُه إياه في خِرقةٍ بيضاء، فأذن في أذنه الأيمن وأقام في الأيسر، ودعا بماء الفرات فحنكه به(10).

________________________________

(1) كمال الدين: 196/39، عنه في البحار 15: 269/15.

(2) الأردان جمع الرّدن: أصل الكّم (اللسان).

(3) أمالي الصدوق: 235، م48 عنه في البحار 258:15.

(4) الكافي 8: 302/460، عنه في البحار 15: 295/30.

(5) بصائر الدرجات: 461، عنه في البحار 43:25.

(6) اي سارة.

(7) ألقمَتها، أي: ناولتها (التاج).

(8) العُدد القوية: 222/15، عنه في البحار 16: 80.

(9) كمال الدين 433/15، عنه في الوسائل 15: 164/1.

(10) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1: 20/2. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.