المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الشباب ومشكلة تناول المخدرات  
  
700   01:44 صباحاً   التاريخ: 2024-05-14
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 164 ــ 167
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022 1708
التاريخ: 18/9/2022 1370
التاريخ: 19-6-2016 2842
التاريخ: 3-2-2021 1832

إن من المشكلات الكبرى، والآفات الإجتماعية والصحية والأمنية التي تعاني منها الحضارة المعاصرة، والإنسان غير الطبيعي هي مشكلة المخدرات، واللجوء إلى إستخدامها، والإدمان عليها.

وتؤكد الإحصاءات التي تقوم بها المعاهد والجهات المختصة، أن من مشكلات المراهقين الشباب المعقدة ذكوراً وإناثاً هي مشكلة تناول المخدرات.

فلهذه المواد آثارها المدمرة ونتائجها السلبية الهدامة في مجال الصحة الجسدية، والنفسية، والإقتصادية، وفي مجال الجريمة والانحراف السلوكي العام. والتأثير سلباً على الإنتاج والعلاقات الأسرية والإجتماعية.

فالمخدرات آفة تدمر طاقة الإنسان وقواه العقلية والنفسية وتسقط وجوده الإجتماعي. و تشل قدرته، فيتحول إلى عالة، ومشكلة في المجتمع، ويصبح وجوده غير مرغوب فيه.

وبعبارة أخرى: إن مشكلة تناول المخدرات تتولد منها عدة مشكلات حتى يصبح المدمن عليها هو بنفسه مشكلة.

وقد بُذلت جهود كبيرة من قبل مؤسسات إصلاحية وإعلامية ضخمة لمكافحة هذه المشكلة وإنقاذ الإنسان من شرورها لا سيما جيل الشباب والمراهقين.

وقد صدرت عدة قوانين، وابرمت عدة اتفاقات دولية، وعقدت عدة مؤتمرات لمكافحة المخدرات على مستوى الإنتاج والمتاجرة والتعاطي، إضافة إلى ما تقوم به بعض الحكومات الحالية من جهود للقضاء على هذه الآفة الخطيرة.

وليس هذا فحسب، بل وقد بذلت جهود علمية كبيرة من قبل علماء الطب والإجرام والكيمياء وعلماء الإجتماع وغيرهم، لدراسة ظاهرة تناول المخدرات، والإدمان عليها، وتأثير ذلك على الصحة الجسدية والسلوك والشخصية والمجتمع والاقتصاد أيضاً. فكانت كلها تسير باتجاه واحد وهو إنقاذ الإنسان والمجتمع من شرور المخدرات.

وبالتالي انتهت الأبحاث العلمية، ودراسات العلماء والمختصين في شتى الحقول إلى ما قررته الشريعة الإسلامية من تحريم تناول الكحول والمخدرات، والمعاقبة على تناولها.

وتعتني الدول والمؤسسات الإصلاحية بإعادة تأهيل المدمنين ومتعاطي المخدرات مهنياً واجتماعياً، لإعادة الإعتبار الأدبي للشخص المدمن ودمجه في الحياة الطبيعية، من حيث الإنتاج، والعلاقات الإجتماعية والسلوك السوي المقبول، بعد الإنحراف السلوكي والمفارقات السلوكية الشاذة.

وحين تتظافر جهود العلماء، والإعلاميين والأسرة، والمدرسة، والقانون، والسلطة، والمؤسسات الإصلاحية لإنقاذ الإنسان من هذا الوباء الخطير، فالشاب هو الأولى بإنقاذ نفسه وإنقاذ شخصيته - إن بقيت له شخصية - من الانهيار، وإنقاذ سلوكه من الإنحراف والسقوط الإجتماعي، وتعريض صحته وحياته للخطر، وتحوله إلى عالة على المجتمع ينظر إليه بازدراء. لخروجه على القانون والقيم الاخلاقية فيجني على نفسه بإسقاط شخصيته، وتعريض وجوده للخطر.

وقد حرمت الشريعة الإسلامية تناول الخمور، كما حرمت تناول المخدرات لضررها بالعقل والنفس والجسم والمال.

وفرضت عقوبات صارمة على متناولها. حماية للصحة الفردية وللمجتمع من شرور هذه الآفات وما تقود إليه من جرائم القتل والاغتصاب، والسرقة والمشكلات الأسرية، والآثار التربوية السلبية السيئة على الأبناء الناشئين في ظل الآباء المدمنين من متناولي الكحول والمخدرات الأخرى.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].

وأنت ترى عزيزي الشاب أن القرآن الكريم إعتبر الخمر رجساً، وعملاً شريراً، يجب اجتنابه كما اعتبره من الأسباب المؤدية إلى النزاع والتخاصم، والمشكلات الأمنية التي عبر عنها بالعداوة والبغضاء.

قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91].

والميسر في الآيتين يعني: القمار بمختلف أشكاله.

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (كل شراب أسكرَ فهو حرام) (1) أي أن مدار الحرمة هو مسكرية الشراب. ولذا ترى الإسلام العظيم يلتفت إلى الخطر المتأتي من تناول هذه المادة الفتاكة فيحرم صناعة الخمر وبيعه وشراءه وشربه، بل وبيع المواد التي يصنع منها إذا علم البائع أنها مشتراة ليصنع منها الخمر.

والإهتمام التربوي والإعلامي والتثقيفي على حرمة الخمر وتناول جميع المخدرات وخطرها على الحياة إنما يقوم على أساس حفظ الحياة البشرية ودفع الشرور عنها.

وقد تصرف مليارات الدولارات على تناول هذه المواد المحرمة كل عام في العالم. ولو وظفت هذه المبالغ الضخمة في مكافحة الفقر والأمية وتوفير الخدمات الصحية وتأهيل المراكز العلمية للإنسان لكان أولى وأفضل من تبذيرها وإتلافها الذي يقف وراء شقاء ملايين الأسر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أسد الغابة، 1 / 123. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.