أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
1889
التاريخ: 18-3-2020
1547
التاريخ: 2023-07-26
1034
التاريخ: 2023-10-23
923
|
دعاء اليوم الثامن والعشرين:
بسم الله الرحمن الرحيم
«اللهمّ وفّر حظّي فيه من النوافل، وأكرمني فيه بإحضار المسائل، وقرّب فيه وسيلتي إليك من بين الوسائل يا من لا يشغله إلحاح الملحّين».
أضواء على هذا الدعاء:
«اللهمّ وفّر حظّي فيه من النوافل».
أي: اجعلني يا رب وافر الحظ كثيره بالإتيان بالنوافل التي يزداد المرء فيها قربا من الله وتكثر طاعته ويتعاظم أجره، والنوافل تأتي بعد الفرائض التي يجب على الإنسان أن يؤديها امتثالا لأمر الله لأنه فرضها عليه وجعلها مفروضة، أي: واجبة، وأما النوافل فإنّ الإنسان إن أدّاها يُثاب على ذلك، وإن تركها ليس عليه شيء.
والنوافل كثيرة منها صلاة الليل، وهي: من أهمّها، وصلاة أول الشهر، والنوافل اليوميّة الأخرى، وصيام شهرَي شعبان ورجب مثل صيام شهر رمضان، وغيرها من المستحبّات الأخرى، وفي مقدّمتها الزيارات المخصوصة للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطيّبين الطاهرين.
وأكرمني فيه بإحضار المسائل ولعل المقصود بهذه الفقرة أن النبي (صلى الله عليه وآله) يدعو الله أن يكرمه بأن تكون المسائل التي تقرّبه من الله وتبعده عن غيره حاضرة عنده وبين يديه وفي متناوله دون سهو أو غفلة أو نسيان ، وفي ذلك تذكير لأمّته منه (صلىاللهعليهوآله) أو قد يكون المطلوب أن يوفّقه الله للطاعة ، والعبادة ، والإخلاص ، والتجرّد لله حتى يكون ذلك زادًا له يوم القيامة يوم يقوم الناس ليوم الحساب ، فتعرض صحائف العباد على الله تعالى ، ويسأل الإنسان عمّا عمله فيكون جواب المسائل المقدمة إليه حاضرا في ذلك اليوم ، قال تعالى {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13، 14] ، وقال : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24].
ثم يقول (صلىاللهعليهوآله): «وقرّب فيه وسيلتي إليك من بين الوسائل»
و[الوسيلة ـ لغة ـ ما يتقرّب به إلى الغير وجمعها الوسيل، والوسائل، والتوسيل، والتوسّل شيء واحد، ويقال توسّل إليه بوسيلة، إذا تقرّب إليه بعمل] (1).
ومعنى هذه الفقرة واضح بعد معرفة الوسيلة لغويا، أي: اجعل عملي الذي أتقرّب به إليك قريبا منك بالرضا به والقبول منّي.
ثم يختم (صلىاللهعليهوآله) الدعاء بقوله: «يا من لا يشغله إلحاح الملحّين»
وقد ورد في دعاء آخر: «يا من لا تشتبه عليه الأصوات، ويا من لا تُغلِّطهُ الحاجات، ويا من لا يُبرمه إلحاح الملحّين» (2).
وفي اللغة: [الإلحاح كالإلحاف، يقال: ألحّ عليه بالمسألة، ويقال: ألحف السائل، أي: ألحّ، ويقال: ليس للملحف إلا الرد] (3).
وقد ورد إنّ من آداب الدعاء الإلحاح في الدعاء، وطلب المسألة، فقد جاء: «إذا دعوت فأسأل الله كثيراً فإنّك تدعوا كريماً».
والذي ينشغل بإلحاح الملحّين، هو: الذي ينسى، ويشتبه، ويسهو، ويعجز عن إجابة الدعوات على كثرتها، والله سبحانه منزه عن ذلك كله؛ لأنّه العالم الخبير، والسميع البصير، والقادر على كل شيء قدير سبحانه وتعالى عمّا يصفون والحمد لله ربّ العالمين.
__________________
(1) مختار الصحاح: 731.
(2) مفتاح الجنّة: 108.
(3) مختار الصحاح: 593.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|