المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حلف المقداد بن الأسود
15-3-2021
القول في المعرفة
2-07-2015
أهم أنواع السجلات في محطات الانتاج المكثف للأغنام
26-1-2016
ما يحرم على الجنب
26-8-2017
المراجعة الدستورية في العالم العربي وعلاقتها بمبدأ شخصنة الدساتير
27-9-2018
عمليات خدمة القلقاس
4-5-2021


الإمام عليٌ (عليه السلام) صاحب لواء الحمد  
  
822   01:20 صباحاً   التاريخ: 2024-04-29
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص536-539
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الخوارزمي بأسناده عن علي بن موسى الرضا ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، حدّثني أبي محمّد بن علي ، حدثني أبي علي بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن علي ، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي أني سألت الله تعالى فيك خمس خصال فأعطاني ، أمّا أوّلها : فسألت ربي أن تشق عني الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني ، وأمّا الثانية : فسألت ربيّ أن يوقفني عند كفّة الميزان وأنت معي فأعطاني ، وأما الثالثة : فسألت الله أن يجعلك حامل لوائي الأكبر وهو لواء الله الأكبر عليه المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني ، وأمّا الرّابعة : فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي ، فأعطاني ، وأما الخامسة : فسألت ربي أن تكون قائد أمتي إلى الجنة ، فأعطاني ، فالحمد لله الذي منّ علي بذلك "[1].

وروى بأسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّه قال : " يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام اليه رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمي أنت ومن ؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا على دابة الله تعالى البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي ابن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة وبيده لواء الحمد ، ينادي : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، فيقول الآدميّون : ما هذا إلاّ ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميّين ، ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبيّاً مرسلا ، ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي طالب "[2].

وروى بأسناده عن أنس قال : قال رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا أبا برزة ، إنّ الله ربّ العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب ، فقال لي : إنّه راية الهدى ومنار الايمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة ، عليّ بن أبي طالب أميني غداً في القيامة وصاحب رايتي غداً يوم القيامة والأمين على مفاتيح خزائن رحمة ربي "[3].

وروى بأسناده عن جابر بن عبد الله قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : أوّل من يدخل الجنة من النبيين والصديقين عليّ بن أبي طالب ، فقام إليه أبو دجانة فقال له : ألم تخبرنا عن الله تعالى إنه أخبرك إنّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت ، وعلى الأمم حتى تدخل أمتّك قال : بلى ولكن أما علمت إن حامل لواء الحمد إمامهم ؟ عليّ بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي يدخل به الجنة وأنا على أثره ، فقام علي عليه السلام وقد أشرق وجهه سروراً وقال : الحمد لله الذي شرفنا بك يا رسول الله "[4].

وروى بأسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " أنا أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، وأنت معي ومعنا لواء الحمد ، وهو بيدك تسير به إمامي تسبق به الأولين والآخرين "[5].

وروى بأسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة ، فقال له العبّاس عمّه : فداك أبي وأمّي ومن هؤلاء الأربعة ؟ قال : أنا على البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمّي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة ، مدبجة الجنبين عليه حلتان خضراوان من كسوة الرّحمان ، على رأسه تاج من نور لذلك التّاج سبعون ألف ركن على كلّ ركن ياقوتة حمراء ، تضئ للرّاكب مسيرة ثلاثة أيام وبيده لواء الحمد ، ينادي : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا ؟ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش ؟ فينادي مناد من بطنان العرش : ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين في جنات النعيم "[6].

وروى أحمد بأسناده عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أعطيت في عليٍّ خمساً هي أحبّ إلي من الدنيا وما فيها ، أما واحدة : فهو مكاني بين يدي الله عز وجل حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية : فلواء الحمد بيده وآدم ومن ولد تحته ، وأما الثالثة : فواقف على عقر حوضي يسقي من هو عرف من أمتي ، وأما الرّابعة : فساتر عورتي ومسلّمي إلى ربي عزّوجل ، وأما الخامسة : فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد احصان ولا كافراً بعد ايمان "[7].

وروى المتقي عن علي : " سألت يا علي فيك خمساً ، فمنعني واحدة ، وأعطاني أربعاً ، سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي ، وأعطاني فيك أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، أنا وأنت معي ، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يدي تسبق به الأولين والآخرين ، وأعطاني فيك إنك وليّ المؤمنين بعدي "[8].

وروى ابن عساكر بأسناده عن أنس بن مالك : " سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت : بأبي وأمي من صاحب لوائك يوم القيامة ؟ قال : صاحب لوائي يوم القيامة صاحب لوائي في دار الدنيا وأشار إلى علي بن أبي طالب "[9].

روى محمّد صدر العالم بأسناده عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي : إننّا نأتي يوم القيامة فيدفع إلّي لواء الحمد فأدفعه إليك وأنت تذود الناس عن حوضي "[10].

روى ابن عساكر بأسناده عن جابر بن سمرة قال : قيل : يا رسول الله " من يحمل رأيتك يوم القيامة ؟ قال : من كان يحملها في الدنيا علي بن أبي طالب "[11].

 

[1] المناقب ، الفصل التاسع عشر ص 208 ، والمتقي في منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 50 مع فرق .

[2] المناقب ، الفصل التاسع عشر ، ص 209 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 87 .

[3] المناقب ص 220 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 144 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ج 1 ص 66 .

[4] المناقب الفصل التاسع عشر ص 227 .

[5] المناقب ، الفصل الثاني والعشرون ص 259 .

[6] المناقب ، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 333 رقم 836 ، والخطيب في التاريخ ج 11 ص 112 .

[7] الفضائل ج 1 الحديث 237 ، مخطوط .

[8] كنز العمال ج 11 ص 625 طبع حلب .

[9] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 147 رقم 212 .

[10] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 125 مخطوط .

[11] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 146 رقم 209 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.