المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أنظمة تصنيف التربة
2023-02-25
العاصمة
9-5-2022
الإيجاز
25-03-2015
نموذج العلاقات العامة العالمي
18-7-2022
الاستراتيجـية وتـأثيـرها على التصميـم التنظيمي في المؤسسات
3/11/2022
Isoniazid
30-3-2016


تأثير البيئة على الشخصية  
  
884   08:55 صباحاً   التاريخ: 2024-03-23
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 48 ــ 51
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-02 764
التاريخ: 23-3-2018 1959
التاريخ: 1-11-2017 2849
التاريخ: 4-1-2017 3479

ان البيئة من العوامل المهمة جداً التي تصنع شخصية أي فرد ونقصد به كل انماط المحيط التي يمر بها الإنسان منذ البدء وحتى النهاية مثل محيط البيت، التربية والتعليم، العمل، أنواع المعاشرة الفردية، وبالتالي البيئة الإجتماعية فانه يتبع المحيط كل من الوضع الظاهر للشخصية الإنسانية، وأسلوب قولها وعملها ولباسها وحتى سلامتها وعلمها وغير ذلك من الجوانب الأخرى. وذلك خصوصاً في الطفل الذي هو كنبتة فتية، فكما ان رشد النبتة ونموها وأثمارها ترتبط بمحلها من البستان ومقدار الأشعة الشمسية التي تصلها، والماء الذي يصلها وكيف ومن أين تروى، كذلك الطفل يقبل التأثير جداً من عوامل محيطه بل هو أشد قبولاً للتأثير.

ومن هنا فقد توجه الإسلام لهذه النقطة الحساسة أيضاً فهو يمنع اتباعه من الذهاب إلى المراكز الملوثة بالمعاصي في حين يدفعهم للحضور في مجالس العلماء كما انه يمنعهم من عقد صداقة مع أي كان إذ تسري صفات الصديق لصديقه حتى ان الإسلام ينهى عن الإشتراك في جلسة أو محفل يشرب فيه الخمر.

فما أروع الإسلام بهذه الواقعية والنظر الدقيق.

نموذجان من الشخصيات البارزة في الإسلام

وهنا نعرض نموذجين من الشخصيات المثالية في الإسلام:

1ـ بلال الحبشي:

وبلال الحبشي هو أحد النماذج العظيمة التي ربيت على الشخصية الإسلامية.

فلنقرأ آثار هذه العظمة والتربية في هذا المقطع من قصة حياته، فقد توجه يوماً بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى طلب يد إبنة أحد زعماء القبائل فذهب هو وأخوه إلى بيته وبدلاً من التملق والمدح الزائف قال: (ان تزوجونا فالحمد لله وان تمنعونا فالله أكبر) (1).

انه يعلم ان عزة الشخصية وعظمتها خاصة بعباد الله الحقيقيين وهو تلميذ المدرسة التي تقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].

انه لا يسمح لنفسه ان تصغر وتتملق أمام الميول القلبية أو القدرة المالية لعائلة البنت، ان روحه العظيمة لن تقبل الانضواء تحت لواء عبارات مذلة كأن يقول الشاب لأهل الفتاة: (اقبلوني عبداً) وغير ذلك.

2ـ عبد الله بن حذاقة:

قالوا انه أسلم قديماً وصحب النبي (صلى الله عليه وآله) وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ويمكن استفادة حسن حاله وقوة إيمانه مما روي مسنداً من أن الروم أسرته وعرضت عليه التنصر فأبى، فأغلي الزيت في إناء كبير وأتي برجل من اسرى المسلمين فعرض عليه التنصر فأبى فألقي في الزيت المغلي فإذا عظامه تلوح ثم عرض على عبدالله هذا النصرانية، فأبى، فأمر به أن يلقى في الزيت المغلي، فبكى، فقالوا: قد جزع قد بكى! قال كبيرهم: ردوه فقال: (لا ترى أني بكيت جزعاً مما تريد ان تصنع بي ولكني بكيت حيث ليس لي إلا نفس واحدة يفعل بي هذا في الله، كنت أحب ان يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في ثم تسلط علي فتفعل بي هذا) فأعجب منه وأحب ان يطلقه.

فقال: قبل رأسي وأطلقك.

قال: ما أفعل.

قال: تنصر وأزوجك ابنتي واقاسمك ملكي.

قال: ما أفعل.

قال: قبل رأسي واطلقك وأطلق معك ثمانين من المسلمين.

قال: (أما هذه فنعم، فقبل رأسه فأطلقه وأطلق معه ثمانين من المسلمين...) (2).

ان هذا نموذج من شخصية شاب رباه الإسلام فحصل تحت ظل هذه التربية على شخصية عظيمة بحيث تبعث كل إنسان على ان يكيل لها كل معاني المدح والإكبار فحياه الله وحي شخصيته الصامدة السامية.

الذنب أهم عامل مهدم للشخصية:

كما انه يلزم للإنسان ان يحصل على ما يكون اساساً للموقعية الممتازة والحيثية والشخصية الظاهرية فانه يلزمه ان يكون بصدد ايجاد العوامل التي تصنع قيمه المعنوية والروحية.

وترك الذنب من أكبر هذه العوامل التي تبني الشخصية الحقيقية لكل فرد.

يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (ما من نكبة تصيب العبد الا بذنب) (3).

ويقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (هلك من أضله الهوى) (4).

ان أعظم مثال للشخصية - وأروعه في نفس الوقت - هو المثال الداخلي للشخصية الذي يجب ان يصل إليه كل إنسان في وجدانه وذاته... والذنب ـ مهما كان خفياً - يحطم هذا الهيكل الرفيع الرائع من الداخل وان كان الناس يظنون صاحبه سالماً ظاهراً.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (من هانت عليه نفسه فلا ترجُ خيره) (5).

ان الإسلام لا يجيز للمسلمين ان يلوثوا أنفسهم بالذنوب ونتائجها فيعودوا مع السّفلة والجهلة وغير اللائقين للحياة على حد سواء.

وأخيراً

عزيزنا القارئ، فلتسعَ لبناء شخصيتك الإسلامية على الصعيد الفردي بالتخلق بأجمل الأخلاق، وعلى الصعيد الإجتماعي بالعمل على ان يسترجع مجتمعنا الإسلامي المعالم الأصيلة التي أرادها الإسلام لمجتمعه وأهم هذه المعالم التسليم لأمر الله ونهيه، والإصرار على العمل بقرآنه العظيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ رجال حول الرسول (صلى الله عليه وآله).

2ـ سفينة البحار، ج 2، ص 128.

3ـ الكافي، ج 2، ص 269.

4ـ غرر الحكم، طبع النجف، ص 329.

5ـ المصدر السابق، ص 298. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.