العفن الطري (الرخو) على الفواكه والخضار

Soft rot of fruits and vegetables

يصيب هذا العفن الفواكه والخضروات، سواء أكانت جذورا لحمية أو درنات أو قرونا أو ثمارا، وذلك أثناء التخزين والنقل والتسويق. ومن المحاصيل الأكثر إصابة بهذا المرض البطاطا الحلوة، والفريز، وثمار القرعيات، وثمار اللوزيات (الخوخ والدراق والكرز)، والفول السوداني، والعديد من الفواكه والخضروات الأخرى. كما أن الذرة وبعض الحبوب الأخرى يمكن أيضا أن تصاب في ظروف الرطوبة العالية. إضافة إلى أن أبصال وكورمات وريزومات نباتات الأزهار، مثل الكلاديول والتوليب، معرضة أيضا للإصابة. وكذلك يشاهد العفن على أي مادة عضوية مناسبة تترك معرضة في جو رطب.

الفطر المسبب:

.Rhizopus sp (صف الفطريات الزيجية Zygomycetes)

الأعراض:

تبدأ الأعراض الأولى للإصابة على شكل بقعة طرية مائية القوام. وفي بعض الثمار العصيرية كالبندورة والعنب، يسيل العصير الخلوي ويتسرب خارج الثمار، ويطلق على هذه الظاهرة مرض السيلان أو الرشح Leak. وأخيرا يظهر على سطح الأجزاء المتعفنة مشيجة الفطر التي تكون في البداية بيضاء اللون وقطنية. ثم يتحول لونها إلى الأسود الرمادي نتيجة تشكل الأكياس البوغية للفطر. وتنتشر غالبا مشيجه الفطر الكثيفة لتغطي سطوح الأجزاء السليمة من الثمار المصابة، وحتى سطوح الحاويات بعد أن تصبح رطبة بالسوائل العصيرية التي تخرج من الثمار المصابة وتهاجم المناطق المصابة لاحقا بالخمائر والبكتيريا، فيظهر العفن مصحوبة برائحة تخمر مميزة.

أعراض الإصابة بالعفن الطري على الدراق. إذ تلاحظ نموات الفطر السوداء الرمادية نتيجة تشكل الأكياس البوغية السبورانجية.

دورة المرض:

تنتشر الأبواغ السبورانجية بالهواء، وعندما تسقط على الجروح والخدوش على الثمار والجذور والكورمات والأبصال، أو على بقعة ضعيفة من الثمار نتيجة النضج الزائد، تنبت لتعطي مشيجة تقوم بإفراز أنزيمات محللة للبكتين، حيث تقوم بهدم المركبات البكتينية في الصفيحة المتوسطة، مما يفقد الخلايا تماسكها مع بعضها داخل النسيج النباتي، فتأخذ المنطقة المصابة القوام المائي، وهذا ما يدعى بالعفن الطري Soft rot.

تتقدم الأنزيمات المحللة للبكتين أمام مشيجة الفطر، وتقوم بفصل الخلايا النباتية عن بعضها بعضا، ثم تهاجم الخلايا بالأنزيمات المحللة للسيللوز، حيث تقوم هذه الأنزيمات بهدم سيللوز الجدر الخلوية مما يؤدي إلى تحطم الخلايا وتحللها. ولا يبدو أن مشيجة الفطر تغزو الخلايا الحية، وإنما تبقى محاطة بالخلايا الميتة والمواد العضوية غير الحية، وبالتالي فإن هذا الفطر يسلك سلوك الفطريات الرمية أكثر من المتطفلة.

يستمر الفطر بالنمو داخل الأنسجة المتحللة، وعندما تضعف البشرة وتتحلل تخرج مشيجة الفطر، وتظهر عليها حوامل بوغية طويلة Sporangiophores، تحمل في قمتها أكياسا بوغية سبورانجية Sporangia كروية وسوداء اللون، ويحتوي كل منها على آلاف الأبواغ السبورانجية Sporangiospores. وعندما تنمو مشيجة الفطر على سطح الأجزاء المصابة، تشكل ما يدعى بالمدادات Stolons، وهي عبارة عن خيوط فطرية هوائية تعطي عند ملامستها للوسط من جديد أشباه جذور Rhizoids، تستطيع أن تخترق البشرة الطرية، وتتغلغل داخل النسيج النباتي، وتخرج منها حوامل بوغية هوائية تحمل الأكياس البوغية. ومن كل نقطة تلامس مع الوسط يتشكل المزيد من المدادات التي تنتشر في كافة الاتجاهات. وعندما يبدأ المصدر الغذائي بالنفاذ في الأنسجة المصابة، ومع وجود السلالات الفطرية المتوافقة جنسيا، يبدأ تشكل الأبواغ الزيجية، فعندما يتسنى لخيطين فطريين من سلالاتين متوافقتين الاقتراب من بعضهما، يخرج من كل منهما بروز، ليتشكل بذلك طلائع الأكياس العروسية Progametangia، وبعد تلامسهما تنفصل قمة كل منهما بجدار عرضي لتتشكل بذلك الأكياس العروسية Gametangia، ثم يحدث الاندماج الهيولي المتبوع باندماج نووي لتتشكل البيضة الملقحة Zygote، التي تتطور إلى بوغ زيجي Zygospore ذي جدار أسود وثخين، وهو يمثل طور السكون عند هذه الفطريات. وعند إنباته يعطي حاملا بوغيا يحمل في قمته كيسا بوغية مليئة بالأبواغ السبورانجية.

الوقاية من المرض ومكافحته:

- تجنب إحداث جروح أو خدوش على الثمار والجذور والدرنات والأبصال المعرضة للإصابة، وذلك أثناء القلع أو الجني والتوظيب والنقل.

- فرز المحصول قبل تخزينه أو تسويقه، واستبعاد التالف والمصاب كي لا يكون مصدرا للعدوى.

دورة مرض العفن الطري على الفواكه والخضروات (عن 2004 ,Agrios)

- تنظيف وتطهير أماكن التخزين برشها بمحلول كبريتات النحاس 2 %، أو بالفورمالدهيد، أو بالكلوروبكرين، أو التدخين بالكبريت.

- جني الثمار العصيرية، مثل الفريز والعنب، في الصباح عندما تكون باردة، وحفظها بدرجة حرارة أقل من 10 م. وتعريض الثمار والأجزاء النباتية الأخرى غير العصيرية كالبطاطا الحلوة مثلا لدرجة حرارة بين 25 – 30 °م ورطوبة 90 % من 10 إلى 14 يوما قبل تخزينها، مما يسمح بتفلن السطوح المجروحة، وتجنب حدوث الإصابة بالفطر فيما بعد.

لقد أثبتت بعض الدراسات نجاح عملية المكافحة الحيوية مخبرية للفطر Rhizopus على الدراق والنكتارين بمعاملتها بالخمائر من الأجناس Candida و Pichia.