المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06



الضمير والعقل  
  
1236   09:37 صباحاً   التاريخ: 2024-01-15
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص224ــ226
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 3943
التاريخ: 3/10/2022 4735
التاريخ: 31-12-2017 8590
التاريخ: 24-4-2017 4431

إن أهم ما يجب الإلتفات إليه في هذا البحث هو أن الضمير الأخلاقي هو غير العقل، وثمة فروقات بين الإثنين. فالعقل يحتاج إلى تنظيم مقدمات وإجراء تحليلات دقيقة كي يتمكن من أن يستنتج من مجموعها حكمه أو موقفه إزاء أمر ما ، أما الضمير الأخلاقي فهو قادر على التمييز بين الخير والشر وإعلان موقفه حيال أمر معين دونما حاجة إلى مقدمات أو تحليلات. كما أن العقل قد يخطئ أحياناً في تنظيم المقدمات والاستنتاجات ويتخذ موقفاً تجاه أمر معين يتناقض والواقع ، بينما الضمير الأخلاقي تأتي مواقفه دائماً متطابقة مع الواقع. والعقل يخوض في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية والاجتماعية والتربوية ، بينما يقتصر حكم الضمير الأخلاقي على المحاسن والمساوئ الأخلاقية. وبخلاصة نقول إن الضمير الأخلاقي والعقل يشكلان قوتين مستقلتين عن بعضهما البعض ، ولكل منهما دوره في توجيه وهداية الإنسان.

الضمير أو النور الذاتي :

«يقول «جان ديوئي»: إعتبر رجال وعلماء الأخلاق القدامى الضمير بأنه وحدة مستقلة ، وقد جاءت كافة المدارس الأخلاقية فيما بعد لتشاركهم هذا الرأي ، حيث قالت باستقلالية الضمير ، وأكدت ان الضمير ما هو إلا نور ذاتي يشع على الحقائق ليجسدها كما هي أمام مرأى الإنسان» .

«ثمة اختلافات في وجهات نظر أنصار هذه العقيدة إزاء أهداف نشاط الضمير. فمنهم من يعتقد أن جل اهتمامات الضمير ينصب على تحديد المبادئ الكلية للأخلاق، ومنهم من يعتقد أن الضمير يتحكم بالإجراءات الآنية، واعتبرت مجموعة أخرى أن مسؤولية الضمير تنحصر في تحديد قيمة الأهداف الإنسانية، بينما اعتبرت مجموعة ثانية أن دائرة نشاط الضمير هي الاحساس بالمسؤولية ، وأخيراً جاءت مجموعة اخرى لتؤكد أن العلم بالحقائق الأخلاقية مصدره إلهام الضمير. ولكن يوجد قاسم مشترك واحد يجمع بين أنصار كل هذه المدارس وهو التأكيد على وجود قوة غير طبيعية ومنفصلة لعلم الأخلاق ، فليس لنشاط الإنسان أي معنى أخلاقي ما لم يكن خاضعاً لإشراف ومراقبة هذه القوة الطبيعية المنفصلة التي اسمها الضمير»(1).

_____________________________

(1) الأخلاق والشخصية، ص177. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.