أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2017
4490
التاريخ: 27-2-2021
2658
التاريخ: 2023-12-19
739
التاريخ: 2-2-2017
2039
|
السيد أو الشيخ (ويُسمَّى شيخًا ولو كان شابًّا، إنما شيخوخته قائمة بفضله) في القبيلة ليس في الحقيقة إلا المقدَّم من بين أشباهه، وليست وظيفته مما تصل إليه وراثة، بل تكون في بيته طالما يُوجد في أبنائه رجال جديرون بما يُعهد إليهم، فهو أمير أو قائد في وقت الحرب بموجب عوائدهم، والآن يُسمى القائد عندهم عقيدًا؛ لأن اللواء يُعقد باسمه. وأما الأمير فهو لقب مَن يُدبِّر شئون الديار التي في يده، ومن ذلك أمير حائل أو شمر. وبجانب الشيخ يقوم القاضي، وكثيرًا ما يكون القضاء محصورًا في بيتٍ من البيوتات، وهو يقضي بموجب «العادة» أو «العُرف»، وهذا يوافق الفقه الإسلامي إذا كان هذا الفقه قد أُفرغ سابقًا في قالب عادتهم أو عُرفهم، وليس على الشيخ إلا المشورة، ولا يحقُّ له أن يأمر في القضايا الراجعة إلى القضاء، كما أن الحكم لا يُوجب على أحد الطرفين إلا إيجابًا أدبيًّا لا إيجابًا مدنيًّا لا مناص له منه. والقضاء في بلاد نجد وقراه يكون للعالِم بالفقه الإسلامي، وهو الذي يكون إمامًا في الصلوات وخطيبًا في الجُمَع والأعياد، ويُسمَّى «المطوِّع»، وأما الذي يحكم بالعادة ويُسمى «العارفة» فهو مخصوص بالأعراب الرُّحَّل، وما يحكم به كالقوانين المُسَلَّمة لديهم. وعرب نجد لا يأكلون ذبائح مثل هؤلاء الأعراب، ويحكمون عليهم بأنهم من الجاهلية. وتكافُل أفراد القبيلة الواحدة وتضامُنها يوجبان على رؤسائها أن يُحافظوا على آداب أبنائهم المنتسبين إليهم؛ ولذلك إذا أتى أحد أعضاء القبيلة أمرًا لا تُريد القبيلة أن تأخذ على نفسها نتيجته، أو إذا أخطأ إلى القبيلة كلها، يُنفَى حينئذٍ ذلك العضو من صميم أهلها، وإذا لم تقبله عشيرة أخرى حاق به البلاء لا محالة. فالشاعرة التي تسوقهم إلى التكافُل والتضامُن وإلى الدفاع عن حقوقهم واتخاذ جميع الوسائل المؤدية إلى خير القبيلة ونفعها وصلاحها تُعرف عندهم بالعصبيَّة، وقد تزول هذه العصبية في بعض القبائل حتى لا يبقى لها أثرٌ يُذكر، فتكون تحزُّبًا صرفًا ليس إلا. وأهل البادية هم من أطمع الناس في الأشياء، وأشدهم حرصًا على منافعهم الشخصية؛ فهم لا ينظرون إلى الأشياء إلا إذا كانت تفيدهم فائدة أو تضرهم ضررًا، وأما الفائدة العامة فقلَّما يلتفتون إليها، اللهم إلا أن تكون عاقبة الأمر مما يعود عليهم بالعار والشنار، فحينئذٍ يُقَدِّرون الأمور حق قدرها. والبدوي قليل الالتفات إلى مسألة الدين؛ فهو عنده من أواخر الأمور، وعقيدته ضعيفة، وليس له من الأوابد (أي الاعتقادات الباطلة) شيء يُلتفت إليه، إلا أنه حيث تسرَّبَت الوهابية فالقائلون به من أهل البادية مُتمسكون بأوامره ونواهيه إن حكمنا على ظواهر ما يبدو منهم، وهذا بين أعراب نجد؛ إذ يُرَوْن متمسكين بأهداب الدين الحنيف، وقد أضرَّ تعصُّب بعض جهلة الوهابيين ضررًا عظيمًا بكثير من أهل البادية. أما العرب أهل الحَضَر فإنهم بخلاف أهل البادية، متمسِّكون بعُروة دينهم، وقد يُحملون على التعصُّب على أهون وجهٍ يكون.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|