أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2017
2051
التاريخ: 4-12-2016
1741
التاريخ: 26-7-2019
1560
التاريخ: 2023-08-08
1049
|
أما أصل هذه الزخارف المشهورة بالزخارف العربية فهو الهند؛ فقد قال هيرودوتس وإسترابون وإريانس وجماعة من قدماء المؤرخين، إن الهنود كانوا يصنعون منذ عهد عهيد ثيابًا، يطبعون عليها تصاوير زاهية الألوان لا تنفض (لا تجرب). وتلك التصاوير تُمثل أزهارًا وأنبتة وحيوانات ونقوشًا مختلفة. وكانت تلك الثياب (الأقمشة) تُباع في الديار المصرية واليونانية قبل أن يفتح الإسكندر الكبير فتوحاته الشهيرة، فتنقل إلى اليونان أسرار صنعها. وكان البطالسة أقاموا في الإسكندرية معامل وكان فيها مَهَرَة العَمَلَة من اليونان، يرشدون المصريين إلى تقليد تلك الثياب الهندية، وكانوا ينقشون عليها — على ما قال كلوديانس — «وحوشًا مختلفة الأشكال، وسلاحف طائرة، ونسورًا ذات قرون، وصورَ بشر مُتصلة بصدف الحلزون.» وقد أخذ المصريون أيضًا في ذلك العهد عن الفُرس والبابليين صنْع الطنافس والبُسط التي كان قد أُغرم بها اليونان في زمن أرسطوطاليس، الذي قال عنها: إنها كانت مرغوبة لحُسن ألوانها الزاهية وغرابة نقشها وإتقان صنعها. ولعلَّ رؤية الثياب الشرقية هي التي هَدَت اليونان إلى معرفة الزخارف العربية من شماريخ وتعاريج وأوراق زيَّنوا بها بعض أبنيتهم، ومن جملتها رأس البناء المعروف عندهم بما معناه: «مصباح ديمستينس»، لكنه لا يُنكر أن الرومان لم يأخذوا ذوق هذه الرسوم إلا من ديار مصر حتى بلغَت عندهم (أي عند الرومان) الشأو الأبعد. ولقد أشار فتروفس (1) إلى هذه الرسوم كأنها حديثة في عهده. ومع ما كتب هذا الناقد من الكلام اللاذع بشأن أولئك الذين أحدثوا أمورًا في الريازة الرومانية، بقي معاصروه محافظين على ما أدخلوه في بلادهم من تلك النقوش والتزينات، وظلوا يُزخرفون بها مصانعهم ومعاهدهم، بل ومدافنهم نفسها، لا ترى ثَمَّ إلا تصاوير ومنحوتات تمثِّل لك مناظر أبنية خيالية ونقوشًا تشتبك فيها الأبنية الوهمية والحيوانات الوحشية، وأطفالًا تلعب بضروب من عنقاء مغرب، وغيرها كالسباع التي لا حقيقة لها. وترى بينها أيضًا أثمارًا وحيوانات صيد وأزهارًا، أو أدوات لهو وتخاريم؛ إلى غيرها. وأغلب هذه المرسومات تشفُّ عن تقليد مأخوذ عن الشرق، مثل النباتات والحيوانات المقدسة المصرية والهندية، وبجانبها مصانع بناؤها فارسي الطَّرْز أو بابلية. أما الرموز التي تُشير إليها تلك المصوَّرات، فإن الرومان ما كانوا يفقهون لها، فكانوا يتخذون «الطَّرْز المصري» طَرْزًا صناعيًّا لا غير. كما يقلِّد اليوم الإفرنج «الطَّرْز الصيني والياباني» وهم لا يفهمون ما تنطوي عليه من المغازي والمعاني والإشارات الدقيقة. ولقد اكتشف الباحثون منذ نحو قرنين كثيرًا من هذه التصاوير العربية في بنبئي وهركلانم، وقد رُسمت قبل الإسلام بنحو خمسمائة وخمسين سنة، فوجودها قبل الحضارة العربية دليل واضح على أن أبناء يعرب لم يخترعوا تلك النقوش، بل أخذوها عن المصريين والهنود كما تقدمت إليه الإشارة، وبهذا القدْر كفاية في هذا الصدد.
..................................................
1- فتروفس: راز ُ روماني طوي بساط أيامه في المائة السابقة للميلاد، وقد ألَّف كتابًا في الريازة في نحو سنة 88 ق.م، وأهداه إلى أوغسطس قيصر.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|