بالإضافة إلى توظيف الحساسات النانوية في رصد ملوثات الهواء الجوي فقد استخدمت الوكالة الوطنية للملاحة الفضائية ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) NASA أنواعا متقدمة من الحساسات الحرارية نانوية التركيب Thermal Nanosensors في رصد وتعقب حرائق الغابات التي اندلعت بولاية كاليفورنيا الأمريكية في أكتوبر من العام 2007 وذلك باستخدام تقنية التصوير الحراري Thermal–imaging ⁽¹³⁾. وقد أقدمت ناسا على هذه الخطوة المهمة بعد أن عجزت الطائرات التي أقلعت لتحلق فوق مناطق الحرائق المندلعة عن وضع خرائط دقيقة لمواقع اندلاع النيران وتعقب زحفها إلى المناطق المتاخمة، وذلك بسبب ظروف الطقس السيئة في تلك المناطق المنكوبة التي كان لها الأثر السيئ الذي حال دون إنجاز الطائرات تلك المهمة الصعبة. لذا فلم يكن أمام مركز الحرائق الوطني الأمريكي غير أن يدعو وكالة ناسا إلى استخدام مركبة جوية من دون طيار مزودة بأجهزة استشعار حراري نانوية متقدمة للمساعدة في تتبع ورصد تلك الحرائق المستعرة واضعة بذلك التطبيق بعدا مهما للحساسات النانوية وتحديا جديدا من ضمن التحديات التي تواجه تكنولوجيا النانو يوما من بعد يوم.

وقد استمرت المهمة لمدة ثلاثة أيام كاملة حلقت فيها المركبة الجوية فوق مناطق الحرائق المختلفة حيث التقطت صور الحرائق وعولجت ورسمت خرائط لمناطق وجودها وزحفها وقد أرسلت هذه البيانات والخرائط إلى مراكز المراقبة والمتابعة الأرضية إرسالا حيا مباشرا فور التقاطها ومعالجتها على متن المركبة، مما أتاح لمتخذي القرار وفرق مكافحة الحرائق وضع خططهم الملائمة لمكافحة وإخماد الحرائق ومحاصرتها بهدف منعها من الامتداد إلى مناطق متاخمة.

وقد أفاد التقرير النهائي الذي أُعد بواسطة فريق العمل الذي قاد هذه المهمة، وبالتنسيق مع العلماء والباحثين في وكالة ناسا الفضائية، في الحساسات التقليدية المستخدمة في رسم خرائط حرائق أنه بالمقارنة مع الحساسات الدقيقة المستخدمة في رسم خرائط حرائق الغابات عن طريق تقنية المسح الخطي Line Scanning فإن حساسات النانو الحرارية قد وفرت دقة متناهية وحساسية فائقة في المدى الحراري علاوة على قدرتها الفائقة في تعقب تلك الحرائق. وقد كان لهذا كله أبلغ الأثر في تأدية رجال مركز الحرائق الوطني الأمريكي مهمتهم الصعبة. يأتي هذا بالإضافة إلى ما وفرته تلك التقنية الحديثة من مزايا متقدمة تتمثل في القدرة على التقاط ومعالجة الصور وإرسالها إرسالا حيا، وذلك على النقيض من التقنيات السابقة التي كانت تتطلب كثيرا من الوقت في تحليل البيانات، وبالتالي عدم القدرة على إرسال بيانات موثوق في دقتها بصورة مباشرة وحية.

_____________________________________________________
هوامش

(13) www.technologyreview.com