المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

انواع استعمالات الخطوط
11-8-2021
A VERB and TAKE A VERB construction
2023-04-29
الفريق العامل في الاستديو
1-8-2021
Simion Stoilow
16-6-2017
الفرق بين النّبوة والإِمامة والرسالة
25-09-2014
yperbolic Cosine
23-11-2018


كظم الغيظ  
  
1380   08:27 صباحاً   التاريخ: 2023-12-19
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص165ــ168
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-06 1035
التاريخ: 2023-06-04 1418
التاريخ: 3-1-2022 3022
التاريخ: 9-1-2022 4150

الكمال الإنساني يتوقف على سلسلة من العوامل التي يجب أن تتخلق بها الذات ليصل صاحبها إلى الكمال ومن أهم الأمور التي يصل بها الإنسان إلى كماله كظم الغيظ، وسرعان ما ينحدر الإنسان من كماله من خلال أنه لم يستطع أن يسيطر على الغضب، وبالتالي يهدم كل عمل يقوم به الإنسان، ولذلك نلاحظ أن العظماء لم يصلوا إلى الكمال إلا من خلال السيطرة على الغضب. ومن هؤلاء العظماء الشيخ جعفر كاشف الغطاء. فقد حلق في مراتب الكمال ويعبر عن نفسه في بعض الكلمات: كنت جعيفر ثم أصبحت جعفر ثم الشيخ جعفر ثم شيخ العراقيين.

فيذكر للشيخ حادثة تبين فضله ومقدار تحليه بالأخلاق الحسنة وكظم الغيظ. فقد كان الشيخ في إحدى المدن الإيرانية وهي يزد وكان يؤم الجماعة. ولشهرته العظيمة فمتى أم الجماعة بمقامه العلمي ومكانته القدسية والروحانية يأتيه آلاف من المصلين للإتمام به (رضوان الله عليه) وفي يوم من الأيام جاء أحد الفقراء من السادة وكان ضعيف الحال طلب من الشيخ المساعدة.

وقال للشيخ: يا شيخنا أريد مساعدة.

الشيخ لم يكن لديه مالا ليعطيه، فاعتذر منه وغضب ذلك السيد في وجه الشيخ أمام المصلين فبصق في وجه الشيخ، مما أثار حمية وغضب بعض المصلين الذين أرادوا ضرب السيد الفقير إلا أن الشيخ رفض ذلك. فالتفت إلى الناس فقال وقد أشار بيده إلى الرجل الفقير: هذا ابن رسول الله. كل من يحب الشيخ جعفر فليساعد هذا السيد.

ولم يكتفي الشيخ بذلك بل رفع ثوبه وأخذ يجمع بنفسه لهذا الفقير المال من الناس.. فجمعها وأعطاها إياه وأعتذر منه أيضاً.

ونحن حينما نتأمل ذلك لا نجد إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لهذه الشيخ الجليل ولا سيما أن كثيراً من الناس ينطلقون من خلال ردود الفعل أما الإنسان الكامل فهو ذلك الشخص الذي يتحكم بأعصابه وبنفسه ومن خلال هذه السيطرة يحلق في مراتب الكمال.

النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: «الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل»(1) وعنه (صلى الله عليه وآله): «من كف غضبه كف الله عنه غضبه يوم القيامة»(2). وفى رواية: «كف عنه عذابه»(3).

وعن الباقر (عليه السلام): «أي شيء أشد من الغضب أن العبد ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله، ويقذف المحصنة)(4)، «من كف غضبه ستر الله عورته»(5).

فالإنسان يحيط به الضعف والنقص من جميع جوانبه فإذا استطاع أن يسيطر على غضبه فإن الله يبدي محاسنه للآخرين، ويظهره بصفات الكمال. وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام): «في التوراة مكتوب يا بن ادم اذكرني حين تغضب أذكرك حين غضبي»(65).

وقد قال تعالى في كتابه الشريف مدحاً لمن يتصف بكظم الغيظ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

قال السجاد (عليه السلام): «الغضب مفتاح كل شر»(7).

كثير منا وللأسف يطلق لنفسه العنان أن تتحكم فيها القوى الغضبية بحيث تخرجها عن حد الاعتدال، فما تشعر إلا وقد ارتكبت أكبر حماقاتها على أقرب الناس لها، سواء كان في نطاق الأسرة، أو نطاق المجتمع وبعدها لا ينفع الندم ولا يمكن تعويض تلك الخسارة. من هنا يجب أن ينطلق الإنسان من صفة كظم الغيظ في كل مراحل حياته ويحكم العقل وسيرى فضل الله. ولا يكفي أن يكظم الإنسان غضبه بل لابد أن يعفو عمن أخطأ في حقه، ويسعى في إصلاحه، عندها يكون قد سيطر على نفسه وصيرها وفقاً لحكم العقل، جعلنا الله وإياكم من السائرين على هذه النهج المحمدي الأصيل.

________________________________

(1) الكافي 2: 302.

(2) مكارم الأخلاق: 350.

(3) عيون أخبار الرضا 1: 76.

(4) الكافي 303:2.

(5) م. ن.

(6) الكافي 304:2.

(7) الكافي 303:2. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.