3- تطوير التصميم   

قد تعطى المصانع عناية خاصة للتصميمات التي تعد لمنتجاتها، حتى تحصل على إجازة بتوزيع هذه المنتجات بالسوق أو لتفادي الإنتاج في حالة وجود خطأ في  التصميم يرتـب أضراراً للمستهلك. فمثلاً في صناعة الأدوية في جميع دول العالم يشترط الحصول على إجازة من الهيئات الصحية عند تقديم أي صنف من الأدوية لأول مرة في السوق ، وتمنح هذه الإجازة بعد فحص الدواء، وتحليله واختباره ،وقد تتدخل الدولة لفرض مواصفات معينة على التصميم بقصد حماية المستهلك. ومثال على ذلك ما حدث في صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية. فقد أعطت الحكومة مهلة إلى شركات السيارات تنتهي في نهاية عام 1975 لاستكمال أجهزة الأمان في السيارة ، ولتنقية العادم الناجم من احتراق الوقود والذي يسبب تلوث الجو .

وقد تقوم الشركة من تلقاء نفسها على سحب المنتج من السوق عندما تكتشف خطأ في التصميم يؤثر على سمعة الإنتاج، وتتحمل تكاليف تغير الأجزاء المعيبة واستبدالها بحيث تتفادى العيوب المكتشفة. والمثال الواضح على هذه الحالة ما أقدمت عليه الشركة المنتجة لطائرات الكومين منذ عدة سنوات، إذ عملت على استعادة الطائرات المبيعة وفكها بالكامل لمحاولة اكتشاف الأخطاء في التصميمات والتي أدت إلى بعض الحوادث.

وترجع العناية بالتصميم بالدرجة الأولى إلى محاولة تنشيط الطلب على منتجات الشركة عن طريق تقديم سلعة ذات تصميم مفضل من قبل الجمهور ، أو تصميم يقدم خدمات أفضل للمستهلك.
فالشركات المنتجة للمنسوجات تطوّر من الألوان والرسومات والمواد المستخدمة بشكل مستمر ومتغير من موسم إلى أخر، بهدف جعل المستهلك يقدم على الشراء في كل موسم ليحتفظ بتشكيلة مختلفة من الأقمشة. وقد تسعى بعض المصانع إلى تنشيط الطلب عن طريق تقدیم تصمیمات تعطى خدمات أكثر من التصميمات الأخرى الموجودة في السوق، أو توفر للمستهلك خدمات أكثر وأكفـاً. فإنتاج الثلاجة ذات البابين كان يستهدف المحافظة على انتظام درجة التبريد في الجزء من الثلاجة المخصص لحفظ الأطعمة المثلجة، وكذلك تعمل على إزالة الثلج المتراكم أوتوماتيكياً.

وتهتم المصانع بأعداد التصميمات التفصيلية لمنتجاتها بقصد التعرف على مراحل الإنتاج واحتياجات كل مرحلة من مستلزمات الإنتاج ومواصفات التنفيذ الواجب الالتزام بها ، والاستعداد مقدماً لتدبير هذه المستلزمات.

وأخيراً يجب أن نعلم أن تصميم المنتج يتوقف على عدة عوامل منها :

1- نوع وطبيعة المنتج : هل هو سلعة إنتاجية أو سلعة استهلاكية؟ فالتصميم الذي يطلبه المستهلك في السلع الاستهلاكية، يختلف عنه في السلع الإنتاجية.

2 – حجم وطبيعة وموقع السوق الذي يباع فيه المنتج ؛ ومدة المنافسة فيه، ومدى التقدم الإنتاجي الذي حققه المنافسون.  

3- السعر المنتظر بيع المنتج به. فإذا هدف المنتج إلى البيع بسعر أعلى من سعر السوق وجب عليه الاهتمام بالتصميم اهتماماً كبيراً، بعكس الأمر لو هدف المنتج إلى البيع بسعر أقل من سعر السوق.  

4- تكاليف التصميم ومدى فرصة المنتج في رفع سعر البيع  حتى يستطيع تغطية التكاليف الإضافية التي أنفقها على التصميم.

5 ـ اختلاف العادات الشرائية والأذواق باختلاف البيئة التي يعيش فيها المستهلك.  

بالإضافة لما ذكرناه فإن تطوير المنتجات وتصميمها يجب أن يخضع إلى اعتبارات تتعلق بالآتي:

أ- احتمال قبول المستهلك للإنتاج والإقبال على شرائه بسبب تمتعه بمواصفات يراها ملائمة، كمظهر الإنتاج ، والمنفعة التي قدمها وسهولة التشغيل، وكلفته ومتانة المنتج وسعره وتوافره دوماً بالكميات المطلوبة.

ب ـ قدرة المنظمة الصناعية في المحافظة على اختراعها ضد الشركات الصناعية المنافسة بحيث لا تجد نفسها وقد خسرت الكثير من الجهد والمال في الأبحاث التي أجرتها. وللمحافظة على الاختراعات الصناعية تلجأ المنظمة إلى تسجيل العلامات الفارقة الخاصة بإنتاج (الماركة) في دائرة تسجيل امتيازات الاختراعات الصناعية، كما تلجأ المنظمة إلى إنتاج منتج بعلامة فارقة تميزه عن المنتجات المصنوعة من قبل الشركات الأخرى.  

ج- قدرة المنظمة على تغطية تكاليف تطوير الإنتاج بواسطة العائد المحقق من عملية البيع، ولهذا على المنظمة دراسة السوق والتنبؤ عن أوضاعه بالنسبة للإنتاج المقرر تطويره ، ودراسة متطلبات تطوير الإنتاج من ناحية الوقت والجهد والأجهزة ، والآلات ، والأدوات اللازمة ، ثم تحديد تكاليف التصنيع. وعندما تتوصل إدارة الأبحاث إلى قرار تطوير الإنتاج يجب أن يتم الإنتاج على نطاق تجاري بالكميات المطلوبة والكلفة الملائمة وبالوقت والمكان المناسب.

وأخيراً نقول إن استمرار تطوير التصميم، يعد أمراً أساسياً لاستمرار المشروعات الحديثة، وتقدمها، وازدهارها، حيث أن عملية التطوير تساعد على تلبية رغبات المجتمع المتطورة بصورة مستمرة، وتحقيق نمو الأسواق وتحسين مستوى المبيعات.