أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-11
817
التاريخ: 2023-12-07
732
التاريخ: 2024-04-06
886
التاريخ: 2023-04-12
864
|
شرد ذهني طويلا بعد محاضرة عن تطبيقات تكنولوجيا النانو كنت قد تلقيتها خلال مرحلة دراستي للماجستير في العام 1985 بإحدى الجامعات اليابانية. ورجعت بي الذاكرة إلى ما قبل ذلك التاريخ بنحو 20 سنة، حين شاهدت وأنا في العاشرة أحد أشهر أفلام السينما الأمريكية وهو «الرحلة الخيالية Fantastic Voyage. لم أكن الوحيد الذي لاحظ هذا التشابه الرابط بين فلسفة طب النانو وتلك الفكرة الخيالية لمؤلف ذلك الفيلم الذي دارت أحداثه حول فريق من الجراحين استقلوا مركبة على هيئة غواصة بحرية تم تقليصها، وهم على متنها، إلى ما دون حجم الخلية، ثم أدخلت إلى جسم المريض كي تغوص وتسبح في دماء أوردته وشريانه، حتى تصل في النهاية إلى مرساها بالمخ. وعند ذلك، تبدأ مهمة أعضاء الفريق الجراحي، المتقلصة أحجامهم في إذابة تجلط دموي به وبرهنت فكرة تلك الرواية على تأثر مُبدعها بالمحاضرة التاريخية التي ألقاها عالم الفيزياء الأمريكي الشهير البروفيسور ريتشارد فينمان – الأب الروحي لعلم وتكنولوجيا النانو – في العام 1959، والتي تعد حجر الزاوية لفلسفة تكنولوجيا النانو التي تفجرت مع بداية القرن الحادي والعشرين.
الشكل (9 – 6) يوضح الشكل العلوي شكلا افتراضيا للنانو روبوت المتوقع إنتاجه مستقبلا في أثناء إجرائه لاستئصال موضعي لورم سرطاني داخلي. بينما يوضح الشكل السفلي نوعا آخر من النانو روبوت يتوقع إنتاجه مستقبلا حيث يستخدم عن طريق توجيهه إلى أحد الفيروسات الغازية لعضو ما بالجسم حيث يسحقه عن طريق إطلاق أشعة من الليزر بدقة عالية، من دون أن تتأثر بذلك خلايا الجسم الحاضنة لهذا الفيروس. (مصدر الصور: www.foresight.org).
وعلى الرغم من الخيال العلمي المنعوت بالخصوبة، في فكرة رواية فيلم «الرحلة الخيالية»، فإنها قد حازت قبولا واهتماما كبيرين لدى فئة عريضة من العلماء في جميع التخصصات، فانكبوا على نمذجة ومحاكاة الفكرة وذلك من خلال تقديم مزيج متجانس لأبحاث راقية وفريدة في مجالات المواد والتكنولوجيات الحديثة مثل: المواد المتقدمة Advanced Materials، تكنولوجيا النانو – حيوية، إنتاج وصناعة الجزيئات المستخدمة في إنتاج أنظمة كهربية وميكانيكية على المستويين المايكرومتري Micro–Electrical–Mechanical Systems (MEMS) والنانومتري Nano–Electrical–Mechanical Systems (NEMS). هذا في الوقت الذي تدور فيه الآن مناقشات مستفيضة تشمل طرح سيناريوهات متعددة متعلقة بكيفية إدخال تلك الغواصات النانوية – النانو روبوت Nanorobots أو النانو بوتس Nanobots – إلى داخل الجسم البشري وعن موقف الأجسام المضادة Antibodies منها. هل سيتم طلاؤها Coating بطبقات نانوية السمك Nanolayer تتوافق بيولوجيا مع الجسم لضمان عدم مقاومته لها؟ وما هو نوع وسمك تلك الطبقات المقترح استخدامها؟ هل ستقوم تلك الروبوتات النانوية بتعقب الفيروسات وإصلاح خلايا الجسم من خلال تشفيرها عن طريق وضع برامج خاصة على شريحة إلكترونية نانوية Nanochip تُثبت عليها؟ أم هل سيتم توجيهها والتحكم في مسارها وأدائها من الخارج بواسطة أجهزة التحكم؟ ولكن السؤال الأكثر أهمية هو المتعلق بمصير تلك المركبات النانوية بعد الانتهاء من مهامها وعن كيفية إخراجها من الجسم. هناك الكثير والكثير من الحوارات والمناقشات العلمية المهمة والمشوقة. وعلى الرغم من صعوبة تلك المناقشات واصطدامها بعدم المعرفة في كثير من الأحيان، فإنه من المنتظر أن يُطرح الجيل الأول من النانو روبوت قبيل العام 2025.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|