المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

نشأته رعمسيس الأول قبل تولي الملك.
2024-07-08
DIFFUSION IN SMALL CONTAINERS
20-9-2020
ممن تعلّم الأحنف الحلم؟
24-10-2017
أحمد بن محمد بن فرج الجياني الأندلسي
10-04-2015
Molecular Anatomy Reveals Evolutionary Relationships
7-8-2016
احوال خلافة يزيد بن الوليد
21-11-2016


الأضرار الاقتصادية والمالية لشرب الخمر  
  
1558   02:12 صباحاً   التاريخ: 2023-11-23
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 118 ــ 121
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2018 1950
التاريخ: 10-8-2022 1376
التاريخ: 20-7-2022 1290
التاريخ: 15-10-2018 2657

ان شرب الخمر يوجه ضربة قوية للكيان الاقتصادي للشعوب لان المبالغ التي تصرفها العوائل التي تشرب الخمر إذا جمعت وتوفرت شكلت رقماً كبيراً يمكن ان تحل به الكثير من المشكلات المالية للعوائل أو تتوفر على الأقل مصاريف دراسة أبناء العوائل المتوسطة تقول المجلة السويسرية (كازت دلوزان في عدد فبراير 1960): (ان الشعب الأمريكي في الربع الآخر من القرن الأخير صرف على المشروبات الكحولية أكثر من ضعفي المبلغ الذي صرفه على المؤسسات الثقافية التي بلغت 181,900,000,000دولار) (1).

والملاحظ للأسف ان الدول أيضاً تعني - طمعاً في الضرائب التي تجبيها - بتوسعة شرب الخمر دون ان تتوجه إلى الخزينة الضخمة التي تصرفها في مجال ترميم مفاسد الخمر ومتلفاته.

ففي كل سنة يصاب الاقتصاد البريطاني بلطمة تقدر بـ 250 مليون دولار نتيجة غياب العمال والموظفين الكحوليين وذلك لان 250 ألف شخص لا يستطيعون مباشرة أعمالهم كالمعتاد في أول يوم بعد العطلة الأسبوعية لأنهم سكارى.

وفي سنة 1955 كانت مدخولات فرنسا من الضرائب والمبيعات والجمارك والباندورل على المشروبات الكحولية قد بلغت 62 مليار فرنك فرنسي (قديم) في حين بلغت الخسارات الواردة - في تلك السنة - على الدولة والشعب نتيجة لإباحة الخمر مقدار 1125 مليار فرانك قديم.

كان هذا نموذجاً من الأضرار الاقتصادية التي يوردها الخمر على الدولة والشعب مع الأخذ بعين الإعتبار الأضرار الكبرى الأخرى التي تنتج من الخمر مثل ميزانيات السجون الثقيلة وميزانيات المستشفيات ومستشفيات الأعصاب وأمثال ذلك.

وليس أي قطر في أمان من هذه الأضرار مما يبدي لنا بوضوح عظمة الكلام القرآني في مورد الشراب والقمار الذي جعل منافعهما لا قيمة لها أمام اضرارهما حيث يقول تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219].

ويتساءل البعض فيقول:

ان البدن يحتاج للكحول فهو ضروري له يومياً؛ فلماذا صار الكحول حراماً؟

ونحن نقول: ان الاحتياجات البدنية تشبع بالأسلوب الطبيعي عن طريق الأغذية حيث ان البناء الداخلي يشبه مختبراً عظيماً يقوم بتوفير احتياجاته من (الحديد والنحاس وغيره) عن طريق المواد المتوفرة في الأغذية ثم يرسلها إلى مواضع الحاجة.

ترى هل ان العقلاء يحكمون - نظراً لاحتياج البدن للحديد أو اوكسيد الكالسيوم مثلاً - بان يأكل الإنسان برادة الحديد أو يشرب ماء أوكسيد الكالسيوم.

وعلى هذا القياس يشبع احتياج البدن للكحول بشكل طبيعي ولا مجال هناك لأي عاقل ان يشرب الكحول محتجاً بهذا الاحتياج ذلك، لأنه كما ان شرب ماء النورة له أثره المهلك فان شرب الخمر أيضاً مضر ومهلك؛ أليس هناك الملايين من الناس الذين لم يقربوا الخمر مطلقاً مع ان أبدانهم تحتاج للكحول؟ ولو لم يتم الاكتفاء الا بتوفير كمية من الكحول عن طريق شرب الخمر فلماذا نجد هؤلاء أحياء مع انهم لم يشربوها مطلقاً بل انهم أكثر سلامة من أولئك الشاربين وأطول عمراً.

ان مثل هذه الحجج انما يتذرع بها من خلت شخصياتهم من عناصر التماسك والإرادة والإيمان وليست مطلقاً بالتي تجيز شرب الخمر حتى ولو كان قليلاً ذلك ان الطبع الإنساني المستزيد من الشيء ما ان يجد السد أمامه متحطماً حتى يتطلب المزيد، وما ان يشرب جرعة حتى ينجر إلى الهاوية ليصرخ: تعال يا صاح واغرقني في بحر من الخمر.

ينقل الإمام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (كل مسكر حرام فقال له أحدهم أصلحك الله كله؟ قال: نعم الجرعة منه حرام (2) وقال: ان الله حرم الخمر بعينها فقليلها وكثيرها حرام كما حرّم الميتة والدم ولحم الخنزير (3).

فهنيئاً لأولئك الذين لم يلوثوا بواطنهم الطاهرة الصافية الناصعة بمساوئ المشروبات المحرمة وقذرها وتحية للشخص الذي جره الجهل والغفلة إلى هذه العادة الذميمة ولكنه صمم منذ الآن وبخطى ثابتة على ان ينقذ نفسه من هذه الوهدة ويعيد بدنه وروحه طاهرين نقيين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ فوائد ومضرات مشروبات الكلى، ص 112.

2ـ مستفاد من الوسائل، ج 17، ص 259. 

3ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.