أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2018
1950
التاريخ: 10-8-2022
1376
التاريخ: 20-7-2022
1290
التاريخ: 15-10-2018
2657
|
ان شرب الخمر يوجه ضربة قوية للكيان الاقتصادي للشعوب لان المبالغ التي تصرفها العوائل التي تشرب الخمر إذا جمعت وتوفرت شكلت رقماً كبيراً يمكن ان تحل به الكثير من المشكلات المالية للعوائل أو تتوفر على الأقل مصاريف دراسة أبناء العوائل المتوسطة تقول المجلة السويسرية (كازت دلوزان في عدد فبراير 1960): (ان الشعب الأمريكي في الربع الآخر من القرن الأخير صرف على المشروبات الكحولية أكثر من ضعفي المبلغ الذي صرفه على المؤسسات الثقافية التي بلغت 181,900,000,000دولار) (1).
والملاحظ للأسف ان الدول أيضاً تعني - طمعاً في الضرائب التي تجبيها - بتوسعة شرب الخمر دون ان تتوجه إلى الخزينة الضخمة التي تصرفها في مجال ترميم مفاسد الخمر ومتلفاته.
ففي كل سنة يصاب الاقتصاد البريطاني بلطمة تقدر بـ 250 مليون دولار نتيجة غياب العمال والموظفين الكحوليين وذلك لان 250 ألف شخص لا يستطيعون مباشرة أعمالهم كالمعتاد في أول يوم بعد العطلة الأسبوعية لأنهم سكارى.
وفي سنة 1955 كانت مدخولات فرنسا من الضرائب والمبيعات والجمارك والباندورل على المشروبات الكحولية قد بلغت 62 مليار فرنك فرنسي (قديم) في حين بلغت الخسارات الواردة - في تلك السنة - على الدولة والشعب نتيجة لإباحة الخمر مقدار 1125 مليار فرانك قديم.
كان هذا نموذجاً من الأضرار الاقتصادية التي يوردها الخمر على الدولة والشعب مع الأخذ بعين الإعتبار الأضرار الكبرى الأخرى التي تنتج من الخمر مثل ميزانيات السجون الثقيلة وميزانيات المستشفيات ومستشفيات الأعصاب وأمثال ذلك.
وليس أي قطر في أمان من هذه الأضرار مما يبدي لنا بوضوح عظمة الكلام القرآني في مورد الشراب والقمار الذي جعل منافعهما لا قيمة لها أمام اضرارهما حيث يقول تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219].
ويتساءل البعض فيقول:
ان البدن يحتاج للكحول فهو ضروري له يومياً؛ فلماذا صار الكحول حراماً؟
ونحن نقول: ان الاحتياجات البدنية تشبع بالأسلوب الطبيعي عن طريق الأغذية حيث ان البناء الداخلي يشبه مختبراً عظيماً يقوم بتوفير احتياجاته من (الحديد والنحاس وغيره) عن طريق المواد المتوفرة في الأغذية ثم يرسلها إلى مواضع الحاجة.
ترى هل ان العقلاء يحكمون - نظراً لاحتياج البدن للحديد أو اوكسيد الكالسيوم مثلاً - بان يأكل الإنسان برادة الحديد أو يشرب ماء أوكسيد الكالسيوم.
وعلى هذا القياس يشبع احتياج البدن للكحول بشكل طبيعي ولا مجال هناك لأي عاقل ان يشرب الكحول محتجاً بهذا الاحتياج ذلك، لأنه كما ان شرب ماء النورة له أثره المهلك فان شرب الخمر أيضاً مضر ومهلك؛ أليس هناك الملايين من الناس الذين لم يقربوا الخمر مطلقاً مع ان أبدانهم تحتاج للكحول؟ ولو لم يتم الاكتفاء الا بتوفير كمية من الكحول عن طريق شرب الخمر فلماذا نجد هؤلاء أحياء مع انهم لم يشربوها مطلقاً بل انهم أكثر سلامة من أولئك الشاربين وأطول عمراً.
ان مثل هذه الحجج انما يتذرع بها من خلت شخصياتهم من عناصر التماسك والإرادة والإيمان وليست مطلقاً بالتي تجيز شرب الخمر حتى ولو كان قليلاً ذلك ان الطبع الإنساني المستزيد من الشيء ما ان يجد السد أمامه متحطماً حتى يتطلب المزيد، وما ان يشرب جرعة حتى ينجر إلى الهاوية ليصرخ: تعال يا صاح واغرقني في بحر من الخمر.
ينقل الإمام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (كل مسكر حرام فقال له أحدهم أصلحك الله كله؟ قال: نعم الجرعة منه حرام (2) وقال: ان الله حرم الخمر بعينها فقليلها وكثيرها حرام كما حرّم الميتة والدم ولحم الخنزير (3).
فهنيئاً لأولئك الذين لم يلوثوا بواطنهم الطاهرة الصافية الناصعة بمساوئ المشروبات المحرمة وقذرها وتحية للشخص الذي جره الجهل والغفلة إلى هذه العادة الذميمة ولكنه صمم منذ الآن وبخطى ثابتة على ان ينقذ نفسه من هذه الوهدة ويعيد بدنه وروحه طاهرين نقيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ فوائد ومضرات مشروبات الكلى، ص 112.
2ـ مستفاد من الوسائل، ج 17، ص 259.
3ـ المصدر السابق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|