شكل يوضح انحناء المتصل الزمكاني (منظومة المكان – الزمان) حول الشمس بفعل كتلة الشمس حسب النظرية النسبية، وتتبع الكواكب مسارات معينة في داخل هذا الفضاء – الزماني المنحني ²³.

– المتصل الفضائي – الزماني Space – time continuum شيء واحد، رباعي الأبعاد، وفيه يتحد الزمان والفضاء، يمثل بيانياً بمخطط يكون فيه الفضاء بالمحور الأفقي، والزمان بالمحور الرأسي ²⁴، ويُقال بأن آينشتاين صاغه في نظريته النسبية، ويعني وجود مجال حول الأجرام من كواكب ونجوم متناسب طرداً مع الكتلة، فكلما كان الجرم أكبر كان انحناء المتصل الزمكاني أكبر، وبالتالي جذبه للكواكب حوله أكثر، وهذا الانحناء الزمكاني يفسر قوة جاذبية الأجرام السماوية، ونعتقد بأن هذا المفهوم يشبه فكرة خرافة الأثير التي أثبت العلم خطئها، ونحن نبحثه وننقده في هذا التحليل العلمي:

أ – فريضة انحناء الزمكان تعجز عن تفسير العديد من الظواهر الكونية ²⁵ ومنها: الاختلاف الكبير في سرعة دوران كواكب المجموعة الشمسية حول نفسها وحول الشمس فمثلاً الاختلاف الكبير في سنة ويوم عطارد والزهرة والأرض، والمريخ مع أنهما في الجزء الداخلي من المنظومة الشمسية، فكيف تفسر الاختلاف بين يوم الزهرة 243 يوماً أرضياً، بينما سنته 225 يوماً أرضياً، بينما يوم الأرض حوالي 24 ساعة، وسنتها حوالي 365 يوماً، رغم إن قطر الزهرة والأرض متقاربين، ولا يختلفان بشكل كبير في بعدهما عن الشمس، بعد الزهرة عنها 108 مليون كم، بينما بعد الأرض عنها 146 مليون كم، وكيف نفسر بكون كوكب الزهرة يدور باتجاه معاكس لدوران الكواكب الأخرى بحيث يكون يومها يساوي – 243 يوماً أرضياً، وهذا لا يمكن تفسيره بمفهوم الزمكان، كما أن كوكب المشتري المؤلف تقريباً من غاز الهليوم وغاز الهيدروجين أثقل من الأرض بأكثر 315 مرة، ويستطيع أن يخفي بداخله أكثر من 1400 كرة أرضية حقيقية يدور حول نفسه بسرعة رهيبة أشد من دوران الأرض حول نفسها بـ27 مرة، ومع ذلك يكون يومه 9 ساعات و55 دقيقة، وهذا لا يمكن تفسيره بمفهوم الزمكان أيضاً ²⁶.

لا يمكن أن يتكافأ التسارع والجاذبية إلا إذا سبب جرم ضخم إنحناء المكان الزمان، ويؤدي ذلك بالتالي إلى إنحناء مسار الأجرام في جيرته. تمثل الكرة الكبيرة في المركز جرماً ضخماً مثل أحد النجوم، يؤدي وزنه إلى انحناء البساط بالقرب منه، عندما تتدحرج كرات بلي صغيرة فوق البساط فإنها تنحرف بواسطة هذا الانحناء وتدور حول الكرة، بالطريقة نفسها التي يمكن بها للكواكب، التي في المجال الجذبوي لأحد النجوم، أن تتخذ مداراً حوله ²⁷.

ب – الكون ساكن: إن كون آينشتاين ستاتيكي ساكن لا يتغير بالزمان، ولا يتمدد ولا يتقلص وينساب زمنه من ماض لا نهائي إلى مستقبل لا نهائي، بينما اتجاهات المكان محددة ومغلقة على نفسها كسطح الأرض، ولكن مع وجود بعد آخر (الزمن) يمكننا أن نتصور هذا المكان – الزمان على شكل أسطوانة حسب المخطط:

يشبه كون آينشتاين الأسطوانة فهو محدد في المكان وثابت في الزمان، وكنتيجة لحجمه المحدد، فإنه يستطيع الدوران بسرعة أقل من سرعة الضوء في كل مكان. وكون آينشتاين مخالف للكون الذي نعيش فيه، لأن كوننا متحرك ومتغير ومتوسع وهذا يشكل خلل أساسي في أسس النظرية النسبية لاعتمادها على كون ساكن مناقض للكون المرصود ²⁸.

جـ – الكون عنده متقوس:

_______________________________________

هوامش

23– فكرة الزمان عبر التاريخ، مستشار التحرير كولن ولسون، المشرف على التحرير: جون جرانت، ترجمة فؤاد كامل، مراجعة شوقي جلال، عالم المعرفة، الكويت، ع: 159 شعبان/ رمضان 1412هـ / مارس/ آذار 1992م، ص 238.

24– السفر في الزمان الكوني، الألف كتاب الثاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1999، د. باري باركر، ترجمة د. مصطفى محمود سليمان، مراجعة جلال عبد الفتاح، أهم المصطلحات الواردة في الكتاب، ص 444 – 445

25– للتوسع في نقد الزمكان في النظرية النسبية آينشتاين أكذوبة القرن العشرين، د. ناصر ملوحي، م.س، ص 251 – 256.

26– الكون تأملات رياضية، د. أنور حمدي، دار القلم، دمشق، دار الشامية، بيروت، ط1420،1/1999، ص40 – 41، 48 – 50، 75.

27– الكون في قشرة جوز شكل جديد للكون، عالم المعرفة، الكويت، تأليف: ستيفن هوكينج، ترجمة: د. مصطفى إبراهيم فهمي، عدد 291، ذو الحجة 1423هـ / مارس 2003 تاريخ موجز للنسبية، ص 27، شكل الزمان، ص39.

28 – الكون في قشرة جوز شكل جديد للكون، ستيفن هوكينج: ترجمة د. مصطفى إبراهيم فهمي، م.س، حماية الماضي، ص 141، للتوسع: آينشتاين أكذوبة القرن العشرين، د. ناصر ملوحي، م.س، ص212.

29– البحث عن اللانهاية حل أسرار الكون، تأليف غوردون فديزر، إيغيل ليلستول، إنجة سيليفاك، تقديم: ستيفن هوكينغ، ترجمة: د. مكي الحسيني، د. أحمد حصري، مراجعة أدهم السمان، دار طلاس للنشر، المعهد العالي للعلوم، دمشق، ط1، 1997، يوم بلا أمس، ص 98.