النحل والعسل في تاويله ظاهر وباطن
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص143- 144
2025-05-26
771
قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل: 68]
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} ألهمها وقذف في قلوبها فإن صنعتها الأنيقة ولطفها في تدبير أمرها ودقيق نظرها شواهد بينة على أن الله سبحانه وتعالى أودعها علما بذلك القمي قال وحى إلهام.
والعياشي عن [الامام] الباقر (عليه السلام) {أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} يعرش الناس من كرم أو سقف.
وقال تعالى: { ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69]
{ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} من كل ثمرة تشتهيها حلوها ومرها {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ} الطرق التي ألهمك في عمل العسل ذللا مذللة ذللها وسهلها لك أو أنت منقادة لما أمرتك به {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ} يعني العسل فإنه مما يشرب مختلف ألوانه أبيض وأصفر وأحمر وأسود فيه شفاء للناس. في الكافي والخصال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لعق العسل شفاء من كل داء ثم تلا هذه الآية قال وهو مع قراءة القرآن ومضغ اللسان يذيب البلغم.وفي العيون عنه (عليه السلام) ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم وذكر هذه الثلاثة.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجام وفي شربة عسل.
وعنه (عليه السلام) لا تردوا شربة عسل من أتاكم بها وقد سبق في أول سورة النساء حديث في الاستشفاء به في المجمع في النحل والعسل وجوه من الاعتبار منها اختصاصه بخروج العسل من فيه ومنها جعل الشفاء من موضع السم فإن النحل يلسع ومنها ما ركب الله من البدايع والعجايب فيه وفي طباعه ومن أعجبها أن جعل سبحانه لكل فئة منه يعسوبا هو أميرها يقدمها ويحامي عنها ويدبر أمرها ويسوسها وهي تتبعه وتقتفي أثره ومتى فقدته اختل نظامها وزال قوامها وتفرقت شذر مذر وإلى هذا المعنى فيما أخال .
أشار علي أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله أنا يعسوب المؤمنين.
والقمي عن [الامام] الصادق (عليه السلام) نحن والله النحل الذي أوحى الله إليه {أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} [النحل: 68] أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة {وَمِنَ الشَّجَرِ} [النحل: 68] يقول من العجم {وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل: 68] يقول من الموالي والذي {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } [النحل: 69] أي العلم الذي يخرج منا إليكم.
والعياشي عنه (عليه السلام) النحل الأئمة والجبال العرب والشجر الموالي عتاقه ومنها يعرشون يعني الأولاد والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله والأئمة والثمرات المختلفة ألوانه فنون العلم الذي قد يعلم الأئمة شيعتهم فيه شفاء للناس والشيعة هم الناس وغيرهم الله أعلم بهم ما هم ولو كان كما تزعم أنه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة إلا شفي لقول الله تعالى فيه شفاء للناس ولا خلف لقول الله وإنما الشفاء في علم القرآن وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية وأهله أئمة الهدى الذين قال الله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة