المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6197 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

وحشيّ الحبشيّ
2023-03-28
معاوية والموالي
6-11-2017
السخاء
19-7-2016
الخوف من الله
30-6-2017
الاطياف الدورانية للجزيئات اللاخطية
14-1-2021
حـالات اعـادة الهيـكلـة واخـتيار المـستشاريـن (امثلة وتطبيقات)
2024-10-18


الهجرة إلى بلاد الحبشة.  
  
935   10:57 صباحاً   التاريخ: 2023-10-15
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : عمّار بن ياسر.
الجزء والصفحة : ص 46 ـ 49.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / مقالات متفرقة في علم الحديث /

ازداد المسلمون عدداً فازدادت قريش حنقاً واستمرت في محاربتها لهم آملةً من وراء تنكيلها بهم القضاء عليهم أو إنهاء قدرتهم على التحرك، فافتتن من افتتن وثبت من ثبت وعصمه الله. ورأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله وعمه أبي طالب، وأنّه لا يقدر أن يمنع أصحابه ممّا هم فيه من القهر والمطاردة، فأشار عليهم أن يتفرّقوا في الأرض. قالوا: إلى أين نذهب؟ قال (صلى الله عليه وآله): لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإنّ بها ملكاً لا يُظلم أحدٌ عنده، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً ممّا أنتم فيه (1).

والحبشة بلاد تقع في شمال افريقيا، وهي هضبةٌ مرتفعة، تعلوها جبالٌ شامخة كثيرة الوعورة، صعبة المسالك، بها أنهار كثيرة أشهرها النيل الأزرق بالإِضافة إلى أنّ الطقس فيها جيّد صحي في الجبال لكنّه حار مضر في المنخفضات أمّا أهلها فيعتنقون الديانة المسيحية والمذهب القبطيّ بالذات وكان هذا الدين قد دخل تلك البلاد في القرن الرابع الميلادي (2).

وهكذا خرج المسلمون قاصدين تلك الأرض مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم فلحقهم الطلب لولا أن يسّر الله لهم سفينةً تنقلهم وتنقذهم، وكانوا اثني عشر رجلاً من بينهم عمّار بن ياسر (3).

لقد كانت أرض الحبشة متجراً لقريش يجدون فيها سعةً من الرزق وأمناً، وكان بينهم وبين زعمائها علاقات ودّ وصداقة لذلك طمعوا في إرجاع أولئك النفر المسلمين بأن أوعزوا إلى عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد المخزوميّ أن يحملا معهما الهدايا للملك وحاشيته وأن يسألاه تسليمهم إياهم والرجوع بهم إلى مكة.

سار عمرو وعمارة حتى وصلا إلى الحبشة، فلمّا استقرت بهم الدار طلبا من بعض المقربين للملك أن يكونوا عوناً لهم على ما جاؤوا لأجله فوعدوهم بذلك، ثم لما اجتمعا بالملك قالا له: أيّها الملك؛ إنّ ناساً من سفهائنا فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دين الملك وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم ولقد أرسلنا أشراف قومهم لتردهم إليهم .ووفقاً للخطة أشار أصحاب النجاشي عليه بتسليم المسلمين إليهم، فغضب من ذلك وقال: لا والله، لا أسلم قوماً جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم وأسألهم عمّا يقول هذان، فان كانا صادقين سلمتهم إليهما، وإن كانوا على غير ما يذكر هذان منعتهم واحسنت جوارهم. ثم أرسل النجاشي إلى أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فدعاهم، فحضروا وقد أجمعوا على صدقه فيما ساءه وسرّه، وكان المتكلم عنهم جعفر بن أبي طالب. فقال لهم النجاشي: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم؟ ولم تدخلوا في ديني ولا دين أحدٍ من الملل!؟ فقال جعفر: أيّها الملك، كنّا أهل جاهليّة نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام ونسيء الجوار، ويأكل القوي منّا الضعيف حتى بعث الله إلينا رسولاً منّا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا لتوحيد الله وأن لا نشرك به شيئاً ونخلع ما كنّا نعبد من الأصنام، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم، وأمرنا بالصلاة والصيام، فآمنّا به وصدّقناه، وحرّمنا ما حرّم علينا، وحلّلنا ما أحلَّ لنا، فتعدّى قومنا علينا، فعذّبونا وفتنونا عن ديننا ليردّونا إلى عبادة الأوثان فلمّا قهرونا وظلمونا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك، ورجونا أن لا نُظلم عندك أيها الملك .فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله شيء؟ قال: نعم، فقرأ عليه سطراً من سورة مريم، فبكى النجاشي وأساقفته وقال: إنّ هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاةٍ واحدة. انطلقا، والله لا أسلمهم إليكما أبداً! فلمّا خرجا من عنده قال عمرو بن العاص: والله لآتينّه غداً بما يبيد خضراءهم. فلمّا كان الغد قال للنجاشي: أيّها الملك، إنّ هؤلاء يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً! فأرسل النجاشي فسألهم عن قولهم في المسيح. فقال جعفر: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا: هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول. فأخذ النجاشي عوداً من الأرض وقال: ما عدا عيسى ما قلت هذا العود، فاستاءت بطارقته، فقال: وإن أنكرتم. ثم قال للمسلمين: اذهبوا فأنتم آمنون، ما أحب أنّ لي جبلاً من ذهب وانّني أذيت رجلاً منكم. وردّ هدية قريش وقال: ما أخذ الله الرشوة منّي حتى أخذها منكم، ولا اطاع الناس فيّ حتى أطيعهم فيه (4).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الطبري 2 / 328.

(2) دائرة معارف القرن العشرين / حرف الحاء.

(3) كما يظهر من بعض النصوص.

(4) راجع الكامل: 2 / 80 ـ 81.

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)