المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اخلاقيات العلاقات العامة
18-8-2022
وهب بن يهوذا
2023-03-28
هل خروج الإمام الحسين عليه‌ السلام يعدّ إلقاءً في التهلكة ؟
1-11-2021
الامانة والخيانة
28-3-2020
DISPROPORTIONATION OF TOLUENE
11-9-2017
موعد زراعة الشوندر السكري (بنجر السكر) Planting date
19-11-2019


الشاب والصداقة  
  
1358   08:00 صباحاً   التاريخ: 2023-09-27
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص281ــ285
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-22 1175
التاريخ: 22-12-2016 5874
التاريخ: 18/12/2022 1378
التاريخ: 2024-10-23 271

قال تعالى في محكم كتابه : {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 28].

حاجة الإنسان إلى الصحبة :

عادة ما يكون الإنسان في جميع مراحل حياته من طفولته وحتى شيخوخته بحاجة إلى صحبة الآخرين. فمثلما يشعر المرء بالغبطة والسرور عندما يصاحب رفيقاً مخلصاً ، تجده يتألم من الوحدة ويعاني من افتقاده للصديق المناسب.

إن الصداقة لا تقتصر في أن يأنس الإنسان بصديقه ويفضي إليه ما في قلبه من شجون وهموم مستمداً منه نشاطه وحيويته فحسب، بل إن الصديق قادر على النفوذ في شؤون صديقه المادية والمعنوية والتأثير على معتقداته وأخلاقه وسلوكه كل حسب حجم العلاقة التي تربطه بصديقه.

تأثير الصديق:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرء على دين خليله وقرينه(1).

وروي أن سليمان (عليه السلام) قال : لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا إلى من يصاحب ، فإنما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه وينسب إلى أصحابه وأخدانه(2).

فالصديق المناسب والفاضل يعد ثروة عظيمة يكتسبها الإنسان في حياته وعاملاً من عوامل سعادته. وقد حث أولياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين المسلمين على اختيار الصديق العاقل المؤمن ، وبينوا فوائد هذا الأمر.

ثروة الحياة:

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة ، ألا تسمعون إلى قوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء: 100، 101].

فالصديق الفاضل الحميم الذي يكون عوناً للإنسان في السراء والضراء له أهميته البالغة في حياة كل إنسان ، وفقده يعدّ من المصائب الكبرى التي تحل به.

قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : من فقد أخاً في الله فكأنما فقد أشرف أعضائه(3).

ورغم أهمية الصديق الناصح الوفي لعامة الناس في مختلف مراحل حياتهم، إلا أنه أكثر أهمية لجيل الشباب، لأن الشاب المقبل على حياة اجتماعية يستطيع من خلال الصديق الفاضل المخلص تعزيز شخصيته وإظهار استعداداته الاجتماعية وإعداد نفسه لخوض نشاطات اجتماعية واسعة في المستقبل

مدرسة التضحية :

«إن لعلاقات الصداقة خلال فترة الشباب ومرحلة البلوغ دوراً مهما في بناء شخصية الإنسان لما تمنحه من تجارب للطرفين. كما أن هذا النوع من العلاقات يساهم في قيام علاقات صداقة أكثر عقلانية تستند على الود والثقة المتبادلة خلال الكبر. ويعتقد البعض أن لهذا النوع من العلاقات قيمة عظيمة كونها تولد في أعماق الإنسان الشعور بحب الإنسان. وثمة حقيقة لا غبار عليها تقول بأن هذا النوع من العلاقات يدفع بالإنسان إلى تجاهل نفسه قليلاً ، بمعنى أنه يصبح في الحقيقة مدرسة في التضحية»(4).

رفيق السوء:

صحيح أن عدم امتلاك صديق مناسب ورفيق مخلص ودود ، يجعل الإنسان يعاني كثيراً من الحرمان في الدنيا ويتحسر ويندم في الآخرة ، إلا أن الطامة الكبرى هي في مصاحبة رفاق السوء ومعاشرة الفاسدين ، لأن مثل هؤلاء يسعون بإيحاءاتهم الشيطانية إلى تضليل من يصاحبهم وجره نحو الرذيلة والمعصية.

وبعبارة أخرى نقول إن من ليس لديه صديق حميم لا يبلغ بعض النعم ويبقى محروماً مما كان سيبلغه في ظل الصديق ، أما ذلك الذي يقيم علاقة مع رفيق السوء ليس فقط يحرم نفسه من بلوغ الكمال بل إنه يفرط بكمالاته الفطرية وفضائله الطبيعية ، وبالتالي سيعرض نفسه لآلام دنيوية وعقاب أخروي ، وحينما يبتئس ويشقى ويفقد دينه ودنياه يعض على اصابع الندم ويتمنى لو أنه لم يتخذ فلانا خليلا.

قال تعالى : {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 28].

وصايا الأولياء:

لقد حذر أولياء الله (عليهم السلام) في الكثير من خطبهم ورواياتهم من مخاطر رفاق السوء والعلاقات الضارة ، وأكدوا على عدم مجالسة الأشرار ومعاشرة الفاسدين.

قال امير المؤمنين (عليه السلام): واحذر صحابة من يفيل رأيه وينكر عمله ، فإن الصاحب معتبر بصاحبه(5).

سرقة لا شعورية :

وعنه (عليه السلام) : لا تصحب الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه شراً وأنت لا تعلم(6).

وعن الصادق (عليه السلام) : من يصحب صاحب السوء لا يسلم(7).

وهنا لا بد من تخصيص جانب من بحثنا هذا لموضوع الصحبة واختيار الصاحب أو الصديق لما لهذا الموضوع من أهمية كبيرة من الناحيتين الدينية والعلمية وتأثيره العميق على سعادة الإنسان في مختلف مراحله أو تعاسته لا سيما في مرحلة الشباب.

الشاب واختيار الصديق:

تعد مسألة اختيار الصديق الحميم من أكثر المشاكل تعقيداً لجيل الشباب ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ، بحيث انها عادت عليهم في بعض الأحيان بويلات لم يكن بمقدورهم تلافيها.

والمشكلة تكمن في ان الإنسان يندفع في شبابه تلقائياً وبصورة طبيعية للبحث عن صديق أو اكثر ممن هم في سنه ليرتبط معهم بعلاقة صداقة قوية ، كما أنه قد يختار أفراداً فاسدين وغير كفوئين أصدقاءً له نتيجة حدّة أحاسيسه وعدم اهتمامه بجانب العقل والمصلحة ، فتكون هذه العلاقة المشؤومة والخطيرة سبباً في شقائه وتعاسته.

الشاب وحب الصحبة:

لا يحتاج الشاب إلى تشجيع من قبل أبويه أو ترغيب من قبل مربيه ليتكيف مع من هم في سنه أو يرتبط معهم بعلاقة صداقة ، فهو يمتلك جسماً وروحاً سالمين طبيعيين وليس هناك أي نقص عضوي أو عقدة نفسية يعاني منها ، لذا فهو يندفع وبشكل تلقائي نحو البحث عن صديق ليقيم معه علاقة صداقة متينة ممهداً لإقامة علاقات اجتماعية في المستقبل.

«إن ولادة الغريزة الجنسية لدى الشاب هي التي تثير اهتمامه بمن هم في سنه ، فمن جهة تعزز فيه الرغبة في الصحبة وإيجاد من يحفظ له أسراره ، ومن جهة ثانية تثير فيه روح المنافسة.

ورغم أن تفتح الغريزة الجنسية يشكل مقدمة لإقامة علاقات بين الشاب ومن هم في سنه إلا أن هذه الحاجة لا تنحصر فقط بهذه المرحلة، فالشاب ينفصل عن مرحلة ما قبل البلوغ التي تكون فيها غريزته الجنسية خامدة ويتخطى كل ما له علاقة بهذه المرحلة، ليدخل مع تفتح هذه الغريزة في أعماقه عالماً جديداً يستلزم علاقات جديدة.

إن الانفصال عن مرحلة ما قبل البلوغ يصاحبه اضطراب خاص لا يهدأ إلا بإقامة علاقات مع منهم في نفس السن، وهذه العلاقات تصبح فيما بعد مقدمة لعلاقات تخص مرحلة ما بعد البلوغ(8).

____________________________

(1) وسائل الشيعة 4، ص 207.

(2) مستدرك الوسائل 2، ص 62.

(3) غرر الحكم، ص723.

(4) ماذا أعرف ؟ ، البلوغ ، ص 57.

(5) نهج البلاغة الرسالة 69.

(6) شرح ابن أبي الحديد 20، الكلمة 147 ،ص 272.

(7) مستدرك الوسائل 2 ، ص 65.

(8) تجدد حياة الشباب، ص 26. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.