المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مواضع العفو عن النجاسات المغلظة.
22-1-2016
البقعة الحمراء على كوكب المشتري
23-2-2020
مثلث باسكال Pascal Triangle
3-12-2015
أهداف التهجين في أشجار النخيل
2023-05-04
من أين تأتى النيازك؟
2023-06-11
اهمية جغرافية الصحة - اثر تصرفات الانسان الخاطئة على صحته
14-10-2021


عظمة الله (عز وجل) في القرآن  
  
1177   12:21 صباحاً   التاريخ: 2023-09-23
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص204 ــ 209
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

الكون كله ونظامه الدقيق الذي يسير عليه دال على عظمة الله الخالق المبدع ذي الجلال والإكرام ولا يمكن للإنسان مهما بلغ من العلم والمعرفة والتطور والاختراع أن يتمكن من الإحاطة بعظمة الله سبحانه، وقد تحدث القرآن الكريم في آيات عديدة عن قدرة الله وعظمته في العالم الكبير أو العالم الصغير تلك العظمة اللامحدودة واللامتناهية وإليك جملة منها على سبيل المثال:

قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 26، 27].

الآيتان تحدثنا عن الملك ومالكه وأن الله هو المالك الحقيقي لكل الأشياء لا شريك له في ذلك ومن يطلق على غيره بكونه مالكاً إنما هو على نحو الاعتبار والمجاز، فالله هو المتصرف في الكون كله بقدرته وعظمته وهو قادر على كل شيء لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

وقال تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]، غلب أمره تعالى على كل أمر وكل قوة تدعي القدرة والتصرف في الكون ومن ذلك غلب أمره على أمر فرعون في ذبح أبناء بني إسرائيل لئلا يوجد موسى وإذا قدرة المولى وعظمته تتدخل ويتحول فرعون بنفسه مربياً لموسى (عليه السلام).

ومن ذلك غلب أمره على ما فعله أخوة يوسف (عليه السلام) عندما ألقوه في غيابة الجبّ لكي يتخلصوا منه ولكن الأمور تغيرت بقدرة الله وعظمته حتى صار ملك مصر فقالوا له: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: 91].

وتجلت عظمته سبحانه في حادثة نمرود مع إبراهيم وقومه حيث: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 68، 69].

فغلب أمره على من أراد أن يحرق إبراهيم (عليه السلام) بالنار ولكن الله حول النار إلى برد وسلام عليه فتحولت قدرة نمرود إلى الضعف وكثرته إلى القلة وربحه إلى الخسارة، وانتصر إبراهيم (عليه السلام) عليهم في نهاية المطاف.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73، 74].

نبه القرآن الكريم الناس على أن يفكروا أنهم عاجزون عن خلق أصغر حشرة على وجه الأرض وأضعفها ولا يتمكنون منها وذكر كمثال على ذلك الذبابة.

وحينئذ البشر ومنهم المشركون لم يقدروا الله حق قدره ولم يعرفوا عظمته ولو كانوا كذلك لتغير حالهم مع الله وتبدلت سيرتهم بشكل آخر.

ولكن السؤال الذي يطرح ربما يقال أن مثال الذباب هذا قبل مئات السنين في الوقت الذي لا توجد السيارة والطائرة والآلات الالكترونية، فالموجود اليوم أعظم من الذباب وغيرها من الحشرات.

والجواب: إن هذه الأمور وإن كانت تبهر العقول وتحير الألباب بما توصل إليه العلم الحديث إلا أنه يبقى أن الإنسان عاجز عن خلق كائن حي وبعث الروح فيه بل عاجز عن قتل بعض الفيروسات التي تفتك بالبشرية.

وقد اعترف علماء الطبيعة في العصر الحديث بقدرة الله وأن كل ما توصلوا إليه من علم ومخترعات فهذه تدل على جهل الإنسان بها فيما مضى ودلت على قدرة العزيز الجبار، وقد ألف عدد من علماء الطبيعة في مختلف العلوم كتاباً بعنوان (الله يتجلى في عصر العلم) وذكروا أن كل ما توصلوا إليه فهو دال على قدرة الله. وألف آخرون (مع الله في السماء)، و(مع الله في الأرض)، وغيرها من الكتب التي تدل على ما وصل إليه الإنسان في العصر الحديث وكلها تدل على قدرة الله ويعترف هؤلاء العلماء بعجزهم أمام الله سبحانه.

وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41]؟

لا يوجد في الكون قوي أمام الله سبحانه مهما بلغ ما بلغ من القوة فلا الأنبياء والرسل والأئمة والأولياء ولا غيرهم عندهم قدرة ولا بمقدار ذرة بدون الله سبحانه فالخالق والرازق والمعطي والمحيي والمميت هو الله، ومن يدعي أن لغير الله سبحانه قدرة على أي فعل ولو كان عادياً وصغيراً بدون الله فقد جانب الصواب وابتعد عن التوحيد كل البعد وقرب من الشرك وكل ما في الوجود لا حول له ولا قوة إلا بالله لذلك يذكر القرآن هذا التمثل الرائع فبيوت الحشرات واهنة وضعيفة ولكن أوهنها على الإطلاق هو بيت العنكبوت ولكن الملتجئ لغير الله حاله أضعف من بيت العنكبوت

وإذا أذن الله لبعض عباده ومخلوقاته أن يتصرف في الكون فسوف يصبح الكون وذراته خاضعة له.

قيل مرّ ملك على عارف فما قام له العارف، فقال له الملك: لم ما قمت لي وأنت رعيتي وعبدي.

فقال له العارف: بل أنت عبد عبدي.

قال: وكيف؟

قال: لأنك عبد هواك وأنا جعلت الهوى عبدي (1).

وفي مقام عظمة الله قال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109].

المداد: هو الحبر الذي يكتب به.

والكلمات: جمع (كلمة) تستعمل في الألفاظ التي يتحدث بها الإنسان.

ولكن قد تطلق كلمة (الله) على كل شيء موجود يدل على وجود الله سبحانه خصوصاً الأشياء العظيمة الجليلة فبخصوص المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام) يقول القرآن: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} [النساء: 171].

وفي الآية يراد به هذا المعنى ويقول القرآن ويخاطب الناس أنكم لا تتصوروا أن عالم الوجود محدود بما تتصورونه وتحسونه والذي تعلمونه فلو فرض البحار حبر يكتب به كلمات الله والذي هو عالم الوجود لنفدت تلك البحار قبل ان تنفد كلمات الله وحتى لو جئنا بأضعاف هذه البحار عدة مرات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 427. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.