أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022
1914
التاريخ: 1-6-2016
2989
التاريخ: 2023-06-07
916
التاريخ: 24-1-2023
1075
|
يحدد كوبرنيكوس الحركة القمرية مستندًا إلى مشاهدات الخسوف التي أجراها بطليموس، وكذا تلك التي أجراها هو بنفسه: «من الواضح الآن أنه في الفضاء الزمني الأوسط بين أول وثاني خسوف، عبر القمر مسافة في الفضاء كتلك التي عبرتها الشمس في حركتها الظاهرية بدون احتساب الدوائر الكاملة – أي 55’ º 161، وبين الخسوفين الثاني والثالث ما يعادل 55’ º138.» نحو حوالي 1389 سنة مصرية من تلك الفترة، حسب بطليموس حركة القمر مبتعدا عن الشمس بمقدار خطأ يبلغ سنا وعشرين دقيقة؛ في حين يبلغ مقدار الخطأ في حسابه لحركة شذوذ القمر ثماني وثلاثين دقيقة. ويذكر كوبرنيكوس في فخر أن أرقامه متفقة مع الظواهر.
إن المدار القمري مائل على المستوى الكسوفي بزاوية خاصة به. ولسوف يُعزي كوبرنيكوس جزءًا من عدم الانتظام الظاهري للقمر إلى انحرافه (الذي قيمته وفقًا لحساباتنا الحالية هي 43’’ 8’ º5)؛ إذ إن نظريته تمتنع عن اشتراط وقوع جميع الدوائر في مستوى واحد. واقع الأمر – كما ذكرنا من قبل – أن مستويات المؤجلات الكوكبية لكوبرنيكوس وأفلاك تدويرها، التي تقع موازية لها، مسموح لها جميعًا بأن تميل عن المستوى المداري للأرض؛ ومن ثم فإن القمر يشطر المسار الكسوفي ثم بدوره «ينشطر بواسطته، ومن هذا الخط التقاطعي يعبر القمر كلتا دائرتي العرض.»
إذن القمر «يدور بانحراف حول مركز الأرض في حركة منتظمة مقدارها حوالي 3 دقائق قوسية في اليوم، وهو يكمل دورته في 19 عامًا؛ بمعنى أنه كل 18 عاما و223 يومًا، يتكرر طور قمري معين ويعود القمر من جديد لوضع البداية بالنسبة للمسار الكسوفي.» كيف كان من الممكن لأسلاف كوبرنيكوس حساب ذلك الأمر؟ حسنًا، لقد وقعت حادثة درامية سماوية جذبت انتباههم له وهي طول الفترة الزمنية التي يستغرقها نمط الخسوف القمري لكي يتكرر مرة أخرى.
أما أكثر ما شكل مادة رصدية تزيد من زخم استخدام المنطق لدى كوبرنيكوس فهو أن القمر يبدو وكأنه يعبر من فوقنا أسرع كلما كان أقرب إلينا؛ «ومن ثم، فَهِم القدماء أن التغير في السرعة يحدث بسبب وجود فلك تدوير والقمر أثناء جريانه حول هذا الفلك، عندما يكون في النصف العلوي من الدائرة يقلل من الحركة المنتظمة، وعندما يكون في نصف الدائرة السفلي، يضيف نفس المقدار إليها.»
ويرسم كوبرنيكوس شكلًا لما لا بد أنه كان يدور بخلد «القدماء»، الذين بدؤوا يذكرونني بشخص ما اسمه كلاوديوس بطليموس. ولكن لو كانت الحال هكذا، فماذا سيكون ردنا على القاعدة البديهية: «حركة الأجرام السماوية منتظمة فيما عدا ما يبدو غير منتظم فيما يتعلق بالظواهر»؛ إذا كانت الحركة المنتظمة الظاهرية لفلك التدوير في حقيقة الأمر غير منتظمة ...؟ وما يعتبره كوبرنيكوس غير مقبول يتبين أنه بما قد الموازن البغيض الذي يوصف تعريضًا هنا بأنه «نقطة أخرى يتوافق مع تخمينك مختلفة، تجعل الأرض في منتصف المسافة بينها وبين مركز الدائرة اللامتراكزة.»
ويظل حله الخاص به لعدم الانتظام القمري الظاهري متوافقا مع المبادئ الأولى: في كل شهر يدور القمر مرتين حول فلك تدوير، وهذا بدوره يُحمَل بواسطة فلك تدوير أكبر يقوم خلال نفس الفترة الزمنية «بدورة واحدة بالنسبة للموضع المتوسط للشمس.»
ويبلغ نصف قطر فلك التدوير الصغير 474 وحدة؛ ويصف مركز تلك الدائرة دائرة نصف قطرها 1097 وحدة، جميعها محسوبة عن طريق عمليات «الجمع والطرح» الهندسية.
هل هي متوافقة فعلا؟ إليك الطريقة التي يرى بها فلكيونا المعاصرون الأمر: «مدار القمر حول الأرض يقترب من شكل القطع الناقص.» في الواقع، متوسط لاتراكزية القمر كبير: 0.0549، والمسافة بين الأرض والقمر من الممكن أن تتفاوت بنسبة تبلغ 14 في المائة، أو ما يعادل 51 ألف كيلومتر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|