أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2016
3433
التاريخ: 18-5-2021
2085
التاريخ: 25-2-2022
2905
التاريخ: 2023-06-10
726
|
يجري الماء منحدرا من أعلى التلة، نحو المحيط، وتتهاوى الصخور نحو الأرض التي أتت منها، غير أن ألسنة اللهب تتعالى في عنان السماء نحو النجوم؛ والهواء كذلك يعلو ويرتفع، وهو ما نراه عندما نرى فقاقيع السابح في الماء؛ ومن ثم فإنه من الواضح بديهيا أن كلا من تلك العناصر الأربعة يسلك سلوكًا يتفق مع طبيعته الخاصة، عائدًا إلى مكانه الطبيعي بميله الفطري. أليست هناك طبيعة نارية جوهرية تدفع اللهب للصعود عاليًا، ونوع من الطبيعة المائية المضادة للصعود تمنع النبيذ المسكوب من أن يحذو حذو النار؟ كلٌّ من الملاحظة والحس السليم يتفقان في وقوفهما ضد ما يسمى بنظرية «الجاذبية»؛ لأن النار والهواء لا يسقطان لأسفل!
من تلك المشاهدات التي تؤكد ذاتها، ظهرت إلى الوجود نظرية حركة عاشت أمدًا طويلًا، ولم تكن مقتصرة فحسب على الحركة وحدها، وإنما سادت علم الكيمياء القديم والطب (أتذكر مسألة «الأخلاط الأربعة»؟) والكيمياء وعلم الفلك. وقد انتشرت العناصر الأربعة وتغلغلت في أغلب الجوانب التي يمكن تخيلها على ظهر تلك الأرض مركز الكون، تامة الاتزان، وهي الفكرة التي سوف يقدم كوبرنيكوس يد العون في تسديد ضربة قاضية إليها. ومن أمثلة ذلك، أنه كان لكل فصل من فصول السنة الأربعة عنصره الخاص به: فالبرودة الجافة للخريف كانت تمثل الأرض أو عنصر التراب، أما البرودة الرطبة في الشتاء فكانت تمثل الماء، والدفء الرطب في فصل الربيع كان يمثل الهواء، وهكذا. وكان لذلك تداعيات فسيولوجية متوافقة تمامًا؛ فعلى سبيل المثال: «الدم، الذي يزداد ويكثر في الربيع، رطب ودافئ، ولأن الكون كان متناغمًا، فإنه حتى في أفلاكه السماوية يمكن وصفه على ذلك النحو؛ ومن ثم كان في استطاعة الفلكي الشهير ألبرتوس ماجنوس أن يؤكد لنا أن زحل يتسم ببرودة قارسة وجفاف، في حين أن المشتري بارد ورطب إلى حدٍّ رحيم ...
هل ترغب في تحضير عطر متلائم فلكيًّا مع كوكب الزهرة؟ حسنًا، «خذ مسكًا، وعنبرا، وصبارًا خشبيا، ووردا بلديًّا أحمر اللون، ومرجانًا أحمر، واخلطها بمخ عصفور ودم حمامة.» إذا أمعنا النظر ولو لبرهة في تلك المكونات لوجدنا تفسيرًا معقولا لها: فالزهرة كوكب متوافق مع فينوس إلهة الحب (بالطبع كمالها أمر مقصود هنا؛ وهي بطبيعة الحال تدور من حولنا في دوائر مثالية!) وما الذي يمكن أن يكون أكثر توافقًا مع الرومانسية من مكونات حمراء بلون الدم ممتزجة بروائح عطرة؟ تماما مثلما يحكم كوكب الزهرة بعض الجوانب فينا على الأرض، كذلك يمكننا أن نؤثر في نواح فيه مستخدمين في ذلك أي مواد فينوسية الطابع تقدمها لنا الأرض.
وكلما أطلنا النظر إلى كون ما قبل كوبرنيكوس، وجدنا المزيد والمزيد من حالات التناغم. إن غياب تلك الحالات الآن يعد سلاحًا ذا حدين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|