أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2015
4007
التاريخ: 16-10-2015
3210
التاريخ: 17-04-2015
3503
التاريخ: 17-04-2015
3177
|
احتجاجه على الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق روى الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول خبر دخول سفيان الثوري على الصادق (عليه السلام) الذي مر في صفته في لباسه (عليه السلام) ثم قال : ثم أتاه قوم ممن يظهرون التزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف فقالوا إن صاحبنا حصر عن كلامك ولم تحضره حجة فقال لهم هاتوا حججكم فقالوا إن حجتنا من كتاب الله قال لهم فادلوا بها فإنها أحق ما اتبع وعمل به ، قالوا يقول الله تبارك وتعالى يخبر عن قوم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الحشر: 9] فمدح فعلهم وقال في موضع آخر { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8] فنحن نكتفي بهذا ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : أخبروني أيها النفر أ لكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الأمة ؟ فقالوا أ وبعضه فاما كله فلا ، فقال لهم من ها هنا أتيتم وكذلك أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما ما ذكرتم من أخبار الله إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله وذلك أن الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم وكان نهى تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين ونظرا لكي لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفان والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد ان يمضيها فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه ثم الثانية على نفسه وعياله ثم الثالثة على القرابة واخوانه المؤمنين ثم الرابعة على جيرانه الفقراء ثم الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا ؛ ثم قال حدثني أبي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال أبدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه مفروض من الله العزيز الحكيم قال الذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما أ فلا ترون أن الله تبارك تعالى عير ما أراكم تدعون إليه والمسرفين في غير آية من كتاب الله يقول إنه لا يحب المسرفين فنهاهم عن الاسراف ونهاهم عن التقتير لكن أمر بين أمرين لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم : رجل يدعو على والديه ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال ولم يشهد عليه ورجل يدعو على امرأته و قد جعل الله تخلية سبيلها بيده ورجل يقعد في البيت ويقول يا رب ارزقني ولا يخرج يطلب الرزق فيقول الله جل وعز عبدي أ ولم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري ولكيلا تكون كلا على أهلك فان شئت رزقتك وإن شئت قترت عليك وأنت معذور عندي ، ورجل رزقه الله مالا كثيرا فانفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول الله أ لم أرزقك رزقا واسعا أ فلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف وقد نهيتك ورجل يدعو في قطيعة رحم . ثم علم الله نبيه كيف ينفق وذلك أنه كان عنده أوقية من ذهب فكره أن تبيت عنده فتصدق بها وأصبح ليس عنده شئ وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه وكان رحيما رفيقا فأدب الله نبيه بأمره إياه فقال ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ، يقول إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد حسرت من المال .
فهذه أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصدقها الكتاب ، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين ثم من قد علمتم في فضله وزهده سلمان وأبو ذر فاما سلمان فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتى يحضره عطاؤه من قابل فقيل له يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا وأنك لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا فكان جوابه أن قال : ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء أ وما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت .
وأما أبو ذر فكانت له نويقات وشويهات يحلبها ويذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم أو نزل به ضيف أو رأى باهل الماء الذين هم معه خصاصة نحر لهم الجزور أو من الشاء على قدر ما يذهب عنهم قرم اللحم فيقسمه بينهم ويأخذ كنصيب أحدهم لا يفضل عليهم ، ومن أزهد من هؤلاء وقد قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال ولم يبلغ من أمرهما أن صارا لا يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بالقاء أمتعتهم وشيئهم ويؤثرون به على أنفسهم وعيالاتهم ، وأخبروني عن القضاة ، أ جور منهم حيث يفرضون على الرجل منكم نفقة امرأته إذا قال أنا زاهد وأنه لا شئ لي ؟ فان قلتم جور ظلمتم أهل الاسلام وإن قلتم بل عدل خصمتم أنفسكم .
أخبروني لو كان الناس كلهم كما تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم فعلى من كان يتصدق بكفارات الايمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة إذا كان الأمر كما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا إلا قدمه وإن كان به خصاصة فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله وسنة نبيه وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل أوردكم إياها بجهالتكم وترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر والنهي .
وأخبروني أنتم أعلم أم سليمان ابن داود (عليه السلام) حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد الله عاب ذلك عليه ولا أحد من المؤمنين وداود قبله في ملكه وشدة سلطانه ثم يوسف النبي حيث قال لملك مصر اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم فكان من أمره الذي كان أن أختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن فكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه ثم ذو القرنين عبد أحب الله فأحبه طوى له الأسباب وملكه مشارق الأرض ومغاربها وكان يقول بالحق ويعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه فتأدبوا أيها النفر بآداب الله للمؤمنين واقتصروا على أمر الله ونهيه ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به وردوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعذروا عند الله وكونوا في طلب علم الناسخ من القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه وما أحل الله فيه مما حرم فإنه أقرب لكم من الله وأبعد لكم من الجهل ودعوا الجهالة لأهلها فان أهل الجهل كثير وأهل العلم قليل وقد قال الله عز وجل وفوق كل ذي علم عليم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|