المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

وحدة أبي ذر (رض).
2023-09-14
اغتيال الإمام الرضا ( عليه السّلام )
2023-03-18
مرض النار الضارية في التبغ
2023-02-06
معمر بن يحيى
15-9-2016
كذب حمزة البربري على ابي جعفر الباقر
21-8-2016
ما معنى أن الله نور السماوات والأرض ؟
13-12-2020


الامام الصادق يرد شبهات الطاعنين  
  
3671   02:35 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص409-413.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /

أخبرني ابو القاسم جعفر بن محمد القمي، عن محمد بن يعقوب الكلينى، عن على بن ابراهيم بن هاشم عن العباس بن عمرو الفقيمى، ان ابن ابى العو جاء وابن طالوت وابن الاعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام، وأبو عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فيه اذ ذاك يفتى الناس، ويفسر لهم القرآن، ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات، فقال القوم لا بن ابى العوجاء: هل لك في تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به فقد ترى فتنة الناس به وهو علامة زمانه؟ فقال لهم ابن ابى العوجاء : نعم، ثم تقدم ففرق الناس فقال : يا أبا عبدالله ان المجالس أمانات ولا بد لكل من كان به سعال أن يسعل، أفتأذن لى في السؤال؟

فقال له أبوعبدالله (عليه السلام) : سل ان شئت فقال له ابن ابى العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر؟ تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدار؟ وتهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر؟ فقل فانك رأس هذا الامر وسنامه، وابوك أسه ونظامه؟

فقال له الصادق (عليه السلام) : ان من اضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذ به، وصار الشيطان وليه وربه، يورده مناهل الهلكة ولا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته، وجعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدى إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال، و مجمع العظمة والجلال، خلقه الله تعالى قبل دحو الارض بألفي عام، فأحق من أطيع فيما أمرو انتهى عما زجر، الله المنشئ للأرواح والصور.

 فقال له ابن أبى العوجاء : ذكرت ياأبا عبدالله فأحلت على غائب؟ فقال الصادق (عليه السلام) : كيف يكون  ياويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد، واليهم اقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ويعلم اسرار هم، لا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، تشهد له بذلك آثاره، وتدل عليه أفعاله، والذى بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد (صلى الله عليه وآله )، جاءنا بهذه العبادة، فان شككت في شيء من أمره فاسئل عنه أوضحه لك، قال : فأبلس ابن ابى العوجاء ولم يدر ما يقول، فانصرف من بين يديه فقال لأصحابه : سئلتكم ان تلتمسوا إلى خمرة فألقيتمونى على جمرة.

 قالوا له : اسكت فوالله فضحتنا بحيرتك وانقطاعك، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه ! فقال لهم : ألي تقولون هذا؟ انه ابن من حلق رؤوس من ترون، وأومي بيده إلى أهل الموسم.

وروى ان ابا شاكر الديصانى وقف ذات يوم في مجلس ابى عبدالله (عليه السلام)، فقال له : انك لاحد النجوم الزواهر، وامهاتك عقيلات عباهر، وعنصرك من أكرم العناصر، واذا ذكر العلماء فعليك تثنى الخناصر، خبرنا ايها البحر الزاخر، ما الدليل على حدوث العالم؟

فقال له أبوعبدالله (عليه السلام) : من أقرب الدليل على ذلك ما اظهره لك، ثم دعى ببيضة فوضعها في راحته، وقال : هذا حصن ملموم، داخله غرقى  رقيق يطيف به كالفضة السائلة والذهبة المايعة، أتشك في ذلك؟

قال أبو شاكر : لاشك فيه، قال ابوعبدالله (عليه السلام) : ثم انه ينفلق عن صورة كالطاووس، أدخله شيء غيرما عرفت؟

قال : لا. قال : فهذا الدليل على حدوث العالم.

فقال أبو شاكر : دللت يا أبا عبدالله فأوضحت، وقلت فأحسنت، وذكرت فأوجزت وقد علمت انا لانقبل الا ما أدركناه بأبصارنا أو سمعناه بآذاننا، أوذقناه بأفواهنا، أو شممناه بأنوفنا، او لمسناه ببشرتنا.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام) : ذكرت الحواس الخمس، وهى لا تنفع في الاستنباط الا بدليل، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح، يريد به (عليه السلام) ان الحواس بغير عقل لا توصل إلى معرفة الغائبات، وان الذى أراه من حدوث الصورة معقول بنى العلم به على محسوس.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.