المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05



سر ابتلاء بني اسرائيل بعذاب المسخ  
  
1419   01:13 صباحاً   التاريخ: 2023-07-06
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج5 ص152 - 157
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / مواضيع عامة في القصص القرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014 2139
التاريخ: 2023-02-23 2545
التاريخ: 2023-03-27 1147
التاريخ: 2023-03-05 919

يقول تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 65، 66]

لماذا ابتلي بنو إسرائيل بمثل هذا العذاب المذل المهين؛ وهو عذاب يعرفه الله سبحانه وتعالى كنموذج للسوء والشر ويقول رداً على اعتبارهم الإيمان بالله عز وجل شراً وسخريتهم من الإسلام والمظاهر الإسلامية: أيها النبي ! قل لهم: هل أخبركم عمن هم أسوأ من ذلك مكانة وثواباً عند الله؟ إنهم هم الذين طردهم من رحمته وغضب عليهم وبدلهم إلى قردة وخنازير... : {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 60].

فلماذا باتت قصة السبت سبباً لمثل هذا اللعن والخروج من رحمة الحق: {كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47] وأتبعت، كما في تعبير الآية محط البحث، بالـ «خس» والطرد والذل {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65]

وأساساً لماذا يجب أن يكون بنو إسرائيل محطّ غضب الله وسخطه  المستمرين: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: 90]، وأخيراً لماذا ابتليت أمة بني إسرائيل بهذه الصنوف من العذاب المهين والمذل ولم يحدث مثل ذلك مع سائر الأمم؟

وجواباً على ذلك من الممكن القول:

أولاً: إن قياس الأمم والأجيال الأخرى بأمة بني إسرائيل هو قياس مع الفارق، وذلك لأن النعم التي مَنَّ الله (عز وجل) بها على بني إسرائيل لم تنعم بها أي أمة أخرى وأنَّ المعجزات والبينات التي أظهرها لهم لم يظهرها لأيّ من الأمم الأخرى؛ فنعمة ومعجزة التحرر من أصناف العذاب التي كان ينزلها بهم فرعون، والتي تمت عن طريق شق البحر وعبورهم وغرق آل فرعون (لا عن طريق الحرب والجهاد الشاق ونعمة ومعجزة إطعامهم المنَّ والسلوى النازل من السماء، وحصولهم على الماء العذب عبر تشقق الصخرة المعجز، ومعجزة رفع الجبل وإعادة الحياة للقتيل وسائر القضايا التي كانت كلها آيات بينات على رفع العديد من مشاكل بني إسرائيل عبر الطريق غير العادي، وهم - حقيقة - قد فضلوا من هذه الناحية على باقي الأمم: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 47] لا ريب أن كل هذه النعم والبينات وكلّ ذلك التفضيل والترجيح على الآخرين، يتطلب شكراً خاصاً منهم ويلقي على كاهلهم مسؤولية طاعة وتسليم وخضوع وإيمان خاص أيضاً؛ والحال أنهم، وبدلاً من أن يَسموا على بقية الأمم في شكرهم وطاعتهم وإيمانهم، فقد أصبحوا شر الأمم في الكفران وزرع العراقيل واقترفوا أقبح أنماط المعاصي كعبادة العجل وعبادة الطاغوت: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 60]. وبهذا البيان يمكن القول - طبقاً للبحث القرآني - إن قصة اعتداء يوم السبت المشفوع بالعتو والطغيان والتمرد وعدم المبالاة بالوحي وعدم الثقة بهداية هداة الدين هي بمنزلة الجزء الأخير من العلة التامة لصيرورتهم قردة، وأنَّ ما كان له التأثير في هذه الذلة والطرد الاجتماعي هو مجموع ما مارسوه من أصناف الكفران وما أوجدوه من العراقيل: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف: 166].

ثانياً: واستناداً إلى البحث الروائي وطبقاً للحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مما سيأتي تفصيله في البحث الروائي فإن ما تسبب في مسخ بني إسرائيل لم يكن مخالفتهم لتكليف واحد بل لقد كان لإصرارهم على هذه الخطيئة لأمد طويل وإنكارهم لحكم الله سبحانه وتعالى وتحريفه أيضاً الدور الأساسي في ذلك: «فقد كان أملى لهم حتى أثروا وقالوا: إن السبت لنا حلال وإنما كان حراماً على أوّلينا» [1]. ويتبيّن بجلاء مما مر ذكره عدم صواب كلام صاحب المنار. فإنّه، وبدليل أن الله (عز وجل) يتعامل مع القرون الخالية بمثل ما يتعامل مع القرون الآتية وبقياس بني إسرائيل على سائر الأمم، فإنّه قد أول حادثة عذاب أصحاب السبت ومسخهم إلى قردة بمسخ القلوب [2]؛ وذلك لأنه على الرغم من إمكانية القبول - بعنوان القاعدة الغالبة ـ بتماثل التعامل الإلهي بالنسبة للأمم والأجيال المختلفة إلا أنه، وبالالتفات إلى ما مرَّ، فإن استثناء بني إسرائيل من تلك القاعدة وابتلائهم بعذاب خاص أيضاً من مقتضى الحكمة، وهو ينسجم أيضاً مع سنة أخرى من السنن الإلهية وهي أن كل معصية خاصة ومستحدثة يتبعها عذاب خاص وجديد. وبناءً عليه فإنّ عود مثل هذا الاستثناء يكون إلى الانقطاع ومرجع مثل هذا التخصيص هو التخصص" [3].

وعلى الرغم من أن عقوبة مسخ الإنسان لا تحدث إلا نادراً ولعلها لا تقع إلا مرة واحدة عبر قرون متعاقبة بيد أن كل عمل نادر، إذا أخذ بعين الاعتبار مع شروطه وظروفه الخاصة به، فهو يعتبر أمراً دائمياً وقانوناً عاماً، بل إنه ـ أساساً ـ لا وجود في الكون لأمر استثنائي يحدث صدفة؛ فكل أمر إذا تحققت شروطه فإنه يتحقق لا محالة [4]. فلا ينبغي الخلط بين الحوادث التاريخية والاجتماعية وأمثالها وبين مباحث العلية والمعلولية لتنظر إلى ندرة الحوادث التاريخية وكونها استثنائية من منظار المسألة العقلية للعلة والمعلول [5]. وعلى هذا الأساس ينذر القرآن الكريم أهل الكتاب المعاصرين لزمان النزول بأن آمنوا بالقرآن المصدق للتوراة والإنجيل الأصيلين غير المحرفين من قبل أن يحيق بكم أيضاً عذاب :المسخ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47].


[1] البرهان في تفسير القرآن، ج 2، ص 360 طبعة دار بنیاد بعثت / طهران، سنة 1416 هـ.

[2] راجع تفسير المنار، ج 1، ص 344.

[3] صاحب تفسير الكاشف، وبعد إشارته إلى قول صاحب المنار في ذيل الآية مورد البحث والرد عليه عبر القبول بكون بني إسرائيل مستثنين يخرج بنتيجة إمكانية الالتزام بظاهر الآية: ورفعنا فوقكم الطور سورة البقرة، الآية (63) بقوله: «وأيضاً يتبين أن الله قد أراد برفع الجبل أن يكرههم ويلجئهم الى الأخذ بما في التوراة، وأن قول السيد الطباطبائي في كتاب الميزان: إن رفع الجبل لا يدل على الإلجاء والإكراه، لأنه لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ (سورة البقرة، الآية 256) أن هذا القول بعيد عن الواقع بالنسبة الى قوم موسى الذين عاملهم الله معاملة أبعد ما تكون عن الضوابط والقواعد. أما الحكمة الإلهية لذلك فلا مصدر لدي أعتمده لمعرفتها. وقد يكمن السر في أن الله جل وعلا أراد أن يضرب من أولئك اليهود مثلاً على أن الحياة لا تطيب وتحلو إلا بالكد والكفاح ضد الطبيعة، وبه وحده تكتشف الحقائق، وتعرف الأسرار، وترتقي الانسانية في مدارج الرقي والحضارة (تفسير الكاشف، ج 1، ص 122 - 123). وجواباً على هذا الإشكال وتبييناً وتحليلاً لرأي العلامة الطباطبائي منه فليرجع إلى ما مر الحديث عنه في هذا الخصوص في ذيل الآية 63 من هذه السورة وإجماله أن ما جاء في كتاب الميزان القيم مطابق للقرآن من جهة وللبرهان من جهة أخرى؛ فلا السنة الإلهية القطعية قابلة للتخصيص ولا الدليل العقلي يتحمل الاستثناء.

[4] فكما أن وقوع ظواهر من قبيل الزلزال، والسيل، والخسوف، والكسوف، هو أمر نادر مقارنة بأمور مثل شروق الشمس وغروبها، إلا أن نفس هذه الظواهر النادرة كلما تهيأت شروط تحققها فإنها ستقع وإن تحققها ضروري؛ وبناءً عليه فإن كونها نادرة الوجود يعني أن شروط تحققها لا تتوفّر إلا نادراً، لا أنه على الرغم من تهيؤ شروطها وموجبات تحققها فإنها لا تحدث إلا صدفة.

[5] المباحث العقلية تنطق بلسان البرهان وإن نتائجها القطعية واليقينية لا تقبل الاستثناء والتخصيص على الإطلاق؛ بخلاف القضايا التاريخية والاجتماعية حيث إن المحللين في التاريخ والاجتماع هم غالباً غير مطلعين على المبادئ والعلل الحقيقية للأحداث، ويقتصر تعاملهم مع العلامات والأدلة؛ لذا فإنّهم يعتبرون الظواهر الاجتماعية النادرة الحدوث استثناء و تخصيصاً للأصول العامة ومن قبيل «الصدفة»، وبناءً على ذلك ففيما يخص المباحث الاجتماعية فإنه بالإمكان التحدث مسامحة، عن الاستثناء والصدفة، في حين أنه لا مجال لمثل ذلك في المباحث العقلية.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .