قصة أصحاب الرس في القرآن من هم؟ وكيف أهلكهم الله؟
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص13-16
2025-09-07
318
قال تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا} [الفرقان: 39]
{وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ} بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين اعذارا وانذارا فلما اصروا اهلكوا كما قال وكلا تبرنا تتبيرا فتناه تفتينا ومنه التبر لفتات الذهب والفضة.
وفي المعاني والقمي عن الصادق (عليه السلام) يعني كسرنا تكسيرا وزاد القمي قال هي لفظة بالنبطية.
في العيون والعلل عن الرضا عن ابيه عن ابيه عن ابيه عن ابيه عن ابيه الحسين ابن علي (عليهم السلام) قال اتى علي ابن ابي طالب (عليه السلام) قبل مقتله بثلاثة ايام رجل من اشراف تميم يقال له عمرو فقال يا امير المؤمنين اخبرني عن اصحاب الرس في اي عصر كانوا واين كانت منازلهم ومن كان ملكهم وهل بعث الله إليهم رسولا ام لا وبما إذا اهلكوا فاني اجد في كتاب الله تعالى ذكرهم ولا اجد خبرهم فقال علي (عليه السلام) لقد سئلت عن حديث ما سألني عنه احد قبلك ولا يحدثك به احد بعدي الا عني وما في كتاب الله تعالى آية الا وانا اعرفها واعرف تفسيرها وفي اي مكان نزلت من سهل أو جبل وفي اي وقت من ليل أو نهار وان هنا لعلما جما واشار الى صدره ولكن طلابه يسير وعن قليل تندمون لو فقدتموني كان من قصصهم يا اخا تميم انهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال له شاه درخت كان يافث بن نوح غرسها على شفيرة عين يقال لها روشاب كانت انبتت لنوح بعد الطوفان وانما سموا اصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الارض وذلك بعد سليمان بن داود وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له الرس من بلاد المشرق وبهم سمي ذلك النهر ولم يكن يومئذ في الأرض نهر اغزر منه ولا اعذب منه ولا قرى اكثر ولا اعمر منها تسمى احداهن ابان والثانية آذر والثالثة دي والرابعة بهمن والخامسة اسفندار والسادسة فروردين والسابعة اردي بهشت والثامنة خرداد والتاسعة مرداد والعاشرة تير والحادية عشر مهر والثانية عشر شهريور وكانت اعظم مداينهم اسفندار وهي التي ينزلها ملكهم وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن سادن بن نمرود بن كنعان فرعون ابراهيم (عليه السلام) وبها العين والصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العين والانهار ولا يشربون منها ولا انعامهم ومن فعل ذلك قتلوه ويقولون هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد ان ينقص من حياتها ويشربون هم وانعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه اهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من انواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونهما قربانا للشجرة ويشعلون فيها النيران بالحطب فإذا سطع دخان تلك الذبايح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر الى السماء خروا سجدا للشجرة يبكون ويتضرعون إليها ان ترضى عنهم وكان الشيطان يجئ فيحرك اغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي اني قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف ويأخذون الدست بند فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون وانما سمت العجم شهورها بابان ماه وآذر ماه وغيرهما اشتقاقا من اسماء تلك القرى لقول اهلها بعضهم لبعض هذا عيد شهر كذا وعيد شهر كذا حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليه صغيرهم وكبيرهم فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقا من ديباج عليه انواع الصور له اثنا عشر بابا كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجا من السرادق ويقربون لها الذبايح اضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم فيجيء ابليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا ويتكلم من جوفها كلاما جهوريا ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيرفعون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يفيقون ولا يتكلمون من الشرب والغزف فيكونون على ذلك اثني عشر يوما ولياليها بعدد اعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره بعث الله سبحانه إليهم نبيا من بني اسرائيل من ولد يهود بن يعقوب فلبث فيهم زمانا طويلا يدعوهم الى عبادة الله عز وجل ومعرفته وربوبيته فلا يتبعونه فلما رأى شدة تماديهم في الغي والضلال وتركهم قبول ما دعاهم إليه من الرشد والنجاح وحضر عيد قريتهم العظمى قال يا رب ان عبادك ابوا الا تكذيبي والكفر بك وغدوا يعبدون شجرة لا تنفع ولا تضر فأيبس شجرهم اجمع وارهم قدرتك وسلطانك فأصبح القوم وقد يبس شجرهم فهالهم ذلك وقطع بهم وصاروا فرقتين فرقة قالت سحر آلهتكم هذا الرجل الذي يزعم انه رسول اله السماء والارض اليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم الى الهه.
وفرقة قالت لا بل غضب آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويقع فيها ويدعوكم الى عبادة غيرها فحجبت حسنها وبهائها لكي تغضبوا عليه فتضروا منه فأجمع رأيهم على قتله فاتخذوا انابيب طوالا من رصاص واسعة الافواه ثم ارسلوها في قرار العين الى اعلى الماء واحدة فوق الاخرى مثل اليراع ونزحوا ما فيها من الماء ثم حفروا في قرارها بئر ضيقة المدخل عميقة وارسلوا فيها نبيهم والقموا فاها صخرة عظيمة ثم اخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا نرجوا الان ان ترضى عنا آلهتنا إذا رأت انا قد قتلنا من كان يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورها ونضرتها كما كان فبقوا عامة يومهم يسمعون انين نبيهم وهو يقول سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي وعجل بقبض روحي ولا تؤخر اجابة دعوتي حتى مات فقال الله تعالى لجبرئيل يا جبرئيل ايظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وامنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي ان يقوموا لغضبي ويخرجوا من سلطاني كيف وانا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي واني حلفت بعزتي لأجعلنهم عبرة ونكالا للعالمين فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك الا بريح عاصفة شديدة الحمرة فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم الى بعض ثم صارت الارض من تحتهم حجر كبريت تتوقد واظلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب فذابت ابدانهم كما يذوب الرصاص في النار فنعوذ بالله تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، والقمي الرس نهر بناحية آذربايجان.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) انه دخل عليه نسوة فسألته امرأة منهن عن السحق فقال حدها حد الزاني فقالت المرأة ما ذكر الله عز وجل ذلك في القرآن فقال بلى فقالت واين هو قال هن اصحاب الرس.
والقمي عنه (عليه السلام) قال دخلت امرأة مع مولاة لها على ابي عبد الله (عليه السلام) فقالت ما تقول في اللواتي مع اللواتي قال هن في النار إذا كان يوم القيامة اتي بهن فألبسن جلبابا من نار وخفين من نار وقناعا من نار وادخل في اجوافهن وفروجهن اعمدة من نار وقذف بهن في النار فقالت ليس هذا في كتاب الله قال نعم قالت أين هو قال قوله وعادا وثمود واصحاب الرس فهن الرسيات.
وفي المجمع عنهما (عليهما السلام) ان سحق النساء كان في اصحاب الرس وبلفظ آخر كان نساؤهم سحاقات.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في القصص القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة