إنهما أختان توأمان، تبلغان من العمر 20 سنة. تعملان بنفس ناطحة السحاب في مانهاتن. واحدة تعمل مساعدة في محل تجاري بمستوى الشارع، والأخرى تعمل نادلة في مطعم بالطابق 52. انها الساعة 8:30 صباحاً. دخلتا من خلال الأبواب المدورة إلى النادي، وذهبتا بطريقين منفصلين ذهبت إحداهما مباشرة فوق الأرضية الرخامية في الطابق الأرضي حيث محل التسوق، وركضت الثانية بشكل مفاجئ لغاية باب المصعد العالي قبل انغلاق الأبواب.

تدور عقارب الساعة الموجودة قرب المصعد، وتلف حول نفسها. والآن الساعة 5:30 عصراً. وعند الطابق الأرضي، تحدق مساعدة المحل في ضوء المؤشر الأحمر، وتعد الطوابق النازلة. ومع صوت الجرس، تفتح الأبواب إلى الخارج وتأتي اختها النادلة 85 سنة بعمر وشكلها منحن، وهي تشبه صورة الزمام المنزلق الفضي. فاذا فكرت بأن هذا السيناريو يبدو بالحقيقة مهزلة، فكر مجدداً انه مبالغ فيه ومبتذل، ولكنه حقيقة مبالغ فيها وأنت بالواقع تعمل ببطء أكثر على الطابق الأرضي للمبنى منه في الطابق العلوي. انها تأثير اینشتاین للنظرية النسبية العامة، والهيكل الذي اتى به عام 1915 ليثبت ملخصاً لنظريته الخاصة.

المشكلة مع النظرية النسبية الخاصة هي أنها خاصة. إنها تتعلق بما يراه الشخص عندما يتطلع إلى شخص آخر يتحرك. بسرعة ثابتة نسبة له، ويظهر ان الشخص المتحرك يبدو بأنه يتقلص في اتجاه حركته بينما يتباطأ الزمن، هذه التأثيرات تصبح أكثر ملاحظة عند وصوله إلى سرعة الضوء. لكن الحركة بسرعة ثابتة هي نوع خاص جداً. والأجسام بشكل عام تغير سرعتها مع الزمن. مثلاً، تزيد سيارة سرعتها بعد الإشارة الضوئية، أو يبطئ مكوك الفضاء لناسا سرعته عندما يعيد الدخول للغلاف الجوي الأرضي.

والسؤال الذي أوجد له اينشتاين الجواب بعد نشره نظريته الخاصة عام 1905 هو: ماذا يرى الشخص عندما يتطلع إلى شخص آخر يسرع بالنسبة له؟ الجواب – ذلك الذي احتاج إلى أكثر من عقد من الزمن ليحصل عليه – هو انها النظرية النسبية العامة، والمساهمة الكبرى للعلم بعقل بشري واحد.

فعندما باشر اينشتاين في بحثه أقلقته مسألة واحدة: ماذا نفعل بقانون نيوتن للجاذبية. بالرغم من بقائها غير متحدية لما يقرب 250 سنة، فقد كان واضحاً لأينشتاين أنها غير متوافقة مع النظرية النسبية الخاصة. وطبقاً لنيوتن، كل جسم ضخم يشد بقوة نحو جسم ضخم آخر بقوة جذب تسمى الجاذبية. مثلاً، هناك سحب جذبي بين الأرض وكل شيء حولها انها تحفظ اقدامنا مثبتة بقوة إلى الأرض. وهناك قوة جاذبية بين الأرض والشمس والتي تحفظ الأرض في مدار حول الشمس. لم يهدف اينشتاين إلى هذه الفكرة، لأن ما واجهه من صعوبة كان مع سرعة الجاذبية. وافترض نيوتن بأن قوة الجاذبية تعمل آنياً، وان جاذبية الشمس تصل عبر الفضاء إلى الأرض، وأن الأرض تشعر بقوة شد الجاذبية بدون أي تأخير. وبالنتيجة إذا محيت الشمس في تلك اللحظة – على سبيل افتراض ليس إلا – فالأرض ستشعر بغياب جاذبية الشمس في وقتها، وتطير في الفضاء بين النجوم.

هذا التأثير الذي يمكنه أن يقطع الهوة بين الشمس والأرض بغياب الزمن، يجب أن ينتقل بسرعة محددة ومتكافئة تماماً. على كل حال، اكتشف اينشتاين أنه لا شيء ضروري – بما فيه الجاذبية – يستطيع السفر أسرع من الضوء. وحيث ان الضوء يستغرق أكثر من ثماني دقائق للسفر بين الأرض والشمس، فتبعاً لذلك، إذا أزيلت الشمس فجأة فالأرض تستمر في مدارها على الأقل لثماني دقائق قبل ان تلف خارجاً نحو النجوم.

إن الفرضية الضمنية لنيوتن بأن الجاذبية تصل عبر الفضاء في سرعة لا نهائية ليست هي فقط الاختلال الحقيقي (الصدع) في نظريته للجاذبية. بل أيضاً لقد افترض ان قوة الجاذبية متولدة مع الكتلة. اكتشف اينشتاين بأن كل أشكال الطاقة لها تأثير الكتلة، أو تزن شيئاً. وبالنتيجة كل أشكال الطاقة – ليس فقط كتلة – طاقة – يجب أن تكون مصادر الجاذبية.

ان التحدي الذي واجه اينشتاين كان في دمج أفكار النظرية النسبية الخاصة في نظرية جديدة للجاذبية – في الوقت نفسه – لابتكار نظرية خاصة للنسبية لوصف ما يبدو عليه العالم بالنسبة لشخص متعجل. لقد كان كما تأمل هذه التحديات العملاقة مثل المصباح الذي يضيء في رأس اينشتاين. فأدرك في – ما فاجأه وأبهجه – بأن الفرضيتين كانتا فرضية واحدة وهما متشابهتان.