أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-3-2022
1755
التاريخ: 2023-02-16
846
التاريخ: 5-12-2019
1513
التاريخ: 7-3-2022
1376
|
يتطلع الناس من قديم الأزل إلى المريخ، بوصفه كوكبًا يحمل الحياة. وقد سجلوا ظنونهم أو معتقداتهم تلك في الأساطير وقصص الخيال التي كانوا يرددونها. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1888م)، أعلن الفلكي الإيطالي «سكياباريلي» نتائج أبحاثه عن شبكة الخطوط والعلامات التي تُرى على سطح المريخ. وقد كانت إشاراته إلى تلك الخطوط مبهمة بطريقة جعلت البعض يفسرونها على أنها قنوات مائية. وهكذا تلقف «برسيفال لويل» تلك الإشارات واعتبرها دليلا ماديًا على وجود حياة عاقلة على سطح كوكب المريخ. ومنذ ذلك الوقت شغف الناس بأبحاث المريخ، خاصة تلك التي تتعلق بالحياة. ويبدو أن هناك من يستثمر ذلك الشعور استثمارًا جيدًا. فمن يكشف عن وجود حياة على المريخ، يمكن أن يتصل بها، في حال كونها حياة عاقلة، ويمكن أن يسخرها في حال كونها مجرد حياة بدائية. وهذا يفسر سر الاهتمام المحموم بدراسة احتمال وجود حياة على سطح المريخ. وسر الهالة الإعلامية التي تحيط بمن يتطرقون لهذا الموضوع، خاصة ولو أشار إشارات – حتى وإن كانت مبهمة – تفيد توقع وجود مثل تلك الحياة. وفي عام 1996م، صاحب إعلان فريق من الباحثين من وكالة الفضاء والطيران الأمريكية «ناسا»، عن وجود آثار أشكال بدائية للحياة، في ما اعتبروه نیزكا مریخيًّا، هالة إعلامية كبيرة، انضم إليها الرئيس الأمريكي آنذاك «بيل كلينتون». ولا يمكن الوثوق في غالبية هذه الدراسات؛ فالصخرة التي اعتبرت مريخية، لا يمكن التأكد من كونها كذلك بصورة مطلقة، والأشكال التي بدَتْ على أنها تشبه آثار الحياة البدائية الأرضية (على شكل الكائنات الأرضية وحيدة الخلية)، لا يمكن اعتبارها كذلك بصورة أيضًا مطلقة. فهناك من يشكك أصلا في احتمال وجود نيازك مريخية على الأرض، من ضمن النيازك المعروفة. وهناك من يشكك في كون الصخرة التي درست (مكتشفة في القارة القطبية الجنوبية)، من الصخور المريخية الساقطة على الأرض. كما أبدى العديد من الباحثين تحفظهم، حول دقة ما ذهب إليه الفريق من نتائج، واعتبروها متسرعة، باعتبار أن ما ظنه الفريق بمثابة آثار حياة بدائية، لا يعدو كونه أكثر من تراكيب معدنية عادية.
وفي حقيقة الأمر، يصعب من خلال البيانات المتاحة عن الظروف المناخية السائدة على الكوكب، وطبيعة مكونات غلافه الجوي، تصور إمكانية وجود حياة عليه. وهناك عامل آخر في منتهى الأهمية في هذا الخصوص، وهو التقلبات المناخية المفاجئة التي تجتاح الكوكب؛ فعدم وجود قمر كبير كتابع للمريخ، مثل ما هو الحال بالنسبة للأرض، لا يساعد على ثبات دوران الكوكب حول محوره. وهذا يلعب دورًا بارزا في إحداث تغيرات وتقلبات فجائية في مناخ الكوكب، ويجعل ثباتها لفترات زمنية طويلة نسبيا (كما هو الحال بالنسبة للأرض أمرًا نادرًا. وهذا من شانه أن يقلل من احتمال ظهور الحياة، أو استمرارها على سطحه. ومع ذلك يعتبر المريخ - في نظر البعض – أكثر كواكب المجموعة الشمسية الأخرى التي يُحتمل قيام حياة عليها.
ويورد عالم الفلك الراحل «كارل ساجان»، بخصوص احتمال وجود حياة من عدمه على كوكب المريخ، قولا بليغًا معبرًا، في كتابه «الكون»، فيذكر: 22 «وعموما فإن بعض الناس يريدون فعلا أن توجد حياة في المريخ، بينما يريد بعضهم الآخر العكس تماما. وحدثَتْ مواقف متطرفةٌ من كل جانب. وهذا القول يعبر عن الخلاف الحاد بين الباحثين بخصوص احتمال العثور على حياة على كوكب المريخ، وهو الخلاف الذي يتطور إلى صراعٍ في بعض الأحيان. وعلى العموم، سوف يظل أمر احتمال وجود حياة على المريخ رهن الحصول على عينات صخرية فعلية من سطح الكوكب، بواسطة سفن فضائية تهبط على سطحه، ودراستها دراسات متأنية ودقيقة.
_________________________________________________
هوامش
(22) كارل ساجان، الكون، ترجمة: نافع أيوب لبس، عالم المعرفة، 1993، عدد 178، ص89.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|