أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2016
3809
التاريخ: 2023-06-08
790
التاريخ: 2023-06-10
821
التاريخ: 2023-09-16
925
|
ظهر هذا الجنس الأدبي في القرن التاسع عشر في البلدان الصناعية في أوروبا وأمريكا الشمالية بسبب تأثير التكنولوجيا إلى حدٍّ كبير. فإذا كان البشر قد استطاعوا القيام بكذا، فما الذي لا يُمكننا فعله؟ وألهم إطلاق المناطيد الذي بدأ في فرنسا عام 1783 بالعديد من الحكايات حول القيام برحلة ناجحة إلى القمر خلال القرن التالي، قبل أن يُثبت علم الفلك والصعود إلى الستراتوسفير أنَّ الغلاف الجوي له حدود – على الرغم من أنَّ الفهم الشعبي لتلك الحقيقة قد تأخَّر عقودًا عن العلم – اقترح فيرن، مدركًا لهذه الحقائق، مدفعًا بدلًا من المنطاد، على الرغم من أنه فشل في فهم أنَّ التسارع اللحظي سيُهلك ركابه الخياليين. واستخدم ويلز في روايته «أول رجال على سطح القمر» (1901) وكيرد لاسفيتس في روايته الألمانية المهمة التي تناولت رحلات الفضاء «گوگبَان» (1897) مواد غامضة لمقاومة الجاذبية، وهي وسيلة مفضّلة في خيال المؤلفين المبكرين. وهكذا، فإنَّ السفر إلى الفضاء قد دخل في وعي الجزء المتقدِّم من العالم الذي يُهيمن عليه البيض على الأقل، حتى لو بدَت الرحلات الفعلية مستحيلةً أو بعيدة جدًّا.2
بدأ الصاروخ غزوه لرحلات الفضاء الخيالية في عشرينيات القرن العشرين، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى الصدى العالمي لأطروحة روبرت جودارد سميثسونيان «وسيلة للوصول إلى الارتفاعات القصوى» (1919). بعد ذلك بوقت قصير، عزّزت أعمال هيرمان أوبرث وكونستانتين تسيولكوفسكي الاهتمام بالصاروخ كوسيلة لرحلات الفضاء، خاصة في وسط وشرق أوروبا. أدى ذلك إلى إنتاج أول أفلام واقعية تتحدث عن الفضاء: «إليتا» (1924) و«رحلة كونية» («كوزميك فويدج»، 1936) في الاتحاد السوفييتي، وفيلم «امرأة في القمر» («وومان إن ذا مون»، 1929) في ألمانيا. وبداية من أواخر عشرينيات القرن العشرين ظهرت مجلات وسلاسل أفلام خيال علمي رخيصة وجماهيرية في الولايات المتحدة، تضمُّ قائدي صواريخ مثل باك روجرز وفلاش جوردون. كان الخيال العلمي الرديء منتشرا للغاية في الثلاثينيات من القرن الماضي لدرجة أنه أضر بمصداقية رحلات الفضاء في الولايات المتحدة وشوَّه كلمة «صاروخ». عندما عرض سلاح الطيران بالجيش الأمريكي تمويلا للصواريخ المساعدة للإقلاع في عام 1938، أخبر مهندس طيران رائد ثيودور فون كارمان، عالم الديناميكا الهوائية المشهور في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أنه كان بإمكانه الحصول على «وظيفة باك روجرز». ولذلك عندما حصلت مجموعة كالتيك على دعم متزايد من الجيش في عام 1944، أطلقت على نفسها اسم مختبر الدفع النفاث (وليس الصاروخي).3
بعد الحرب العالمية الثانية أعطت رحلات صواريخ «في - 2» وصواريخ التجارب شرعية جديدة لفكرة أنَّ رحلات الفضاء يمكن أن تكون قريبة، لكنَّ الموضوع لا يزال يحمل رائحة خيال الكتب الهزلية وشرع المدافعون عن فكرة رحلات الفضاء في إقناع الجماهير الأنجلو أمريكية، من خلال الواقع والخيال، بوشوك السفر إلى الفضاء وأهميته. وكان العديد من الشخصيات البارزة التي قادت هذه الدعوة نتاجًا مجتمعات الفضاء بين الحربين، ولا سيما اثنين من الألمان السابقين وهما الكاتب العلمي ويلي لي ومهندس الصواريخ فيرنر فون براون، والمؤلف البريطاني آرثر سي كلارك. وكان كلارك استثنائيا في نجاحه في نشر أعمال حول السفر إلى الفضاء سواء كانت خيالية أو غير خيالية، ولكن كتاب الخيال العلمي مثل روبرت هاينلين شاركوا مشاركةً مثمرة في هذه الدعوة أيضًا.
ابتكر الباحث الأدبي دي ويت دوجلاس كيلجور مصطلح «المستقبلية الفلكية» لوصف هذه الظاهرة، وكانت ذُروتها في الخمسينيات من القرن العشرين. وكان المبدأ الجوهري هو أن مستقبل الجنس البشري يكمن في الفضاء. في الحقيقة، كانت رحلات الفضاء ضمانًا للتقدُّم البشري نظرًا إلى المعرفة والموارد خارج كوكب الأرض التي سوف تتيحها هذه الرحلات. وكان من بين المصطلحات المجازية الرئيسية في رؤية المستقبلية الفلكية الاستكشاف العالمي، والغزو الإمبريالي، واليوتوبية التكنولوجية، و(بالنسبة إلى الولايات المتحدة بشكل خاص) الحدود الغربية. وكانت الإنجازات البارزة في الدعوة إلى رحلات الفضاء هي كتاب لي لعام 1949 «غزو الفضاء»، مع رسومات فنان الفضاء الرائد تشيسلي بونستيل، وكتاب كلارك «استكشاف الفضاء» (1951)، وسلسلة مقالات مجلة «كوليير» الخاصة بفون براون ولي وبونستيل وغيرهم (1952-1954). وأدَّت السلسلة إلى ثلاثة كتب وثلاثة برامج تليفزيونية من إنتاج شركة والت ديزني (1955-1957) تضم كلا من لي وفون براون. وكانت هوليوود قد أنتجت بالفعل فيلم «الوجهة القمر» («ديستينيشن مون») وهو فيلم روائي طويل يرجع تاريخه إلى عام 1950 ويستند إلى كتاب هاينلين. فاز الفيلم بجائزة الأوسكار للمؤثرات الخاصة. ومع ذلك، فإنَّ ما ظهر في دور السينما كان في الغالب أفلامًا منخفضة الجودة مثل أفلام الرعب والوحوش. ومع ذلك، نجح مؤيدو المستقبلية الفلكية في إقناع الكثيرين في العالم الناطق باللغة الإنجليزية وفي أوروبا الغربية بوشوك القيام برحلات إلى الفضاء حتى قبل إطلاق القمر الصناعي «سبوتنيك».4
حدثت ظاهرة موازية في الاتحاد السوفييتي في ظروف مختلفة للغاية؛ إذ بعد الحرب، بدأ مهندسو الصواريخ البارزون مثل سيرجي كوروليف، وفالنتين جلوشكو، وميخائيل تيخونرافوف، الذين شاركوا سرًا في برامج الصواريخ الباليستية، حملة لإضفاء الشرعية على السفر إلى الفضاء، والذي تم التخلّي عنه لمدَّة عقد بسبب قمع ستالين والحرب العالمية الثانية. واستغلوا ذكرى تسيولكوفسكي، الذي تُوفّي عام 1935، في حديثهم إلى الجلسات المغلقة، وكذلك فيما نشروه أيضًا في الصحافة السوفييتية بأسماء مستعارة، لتأكيد ريادة روسيا / الاتحاد السوفييتي في مجال السفر إلى الفضاء. وبعد وفاة ستالين في عام 1953، بدأ الذوبان الثقافي لخروتشوف في فتح المجتمع، وبدأ الخيال العلمي في الازدهار مرةً أخرى، وزادت المقالات عن رحلات الفضاء. ونجح كوروليف وشركاؤه أيضًا سرا في إقناع قيادة الحزب بمشاريع الأقمار الصناعية، مما أدى إلى صدمة «سبوتنيك».5
شكل: يقف مهندس الصواريخ الألماني الأمريكي فيرنر فون براون أمام لوحة تشيسلي بونستيل لمجلة «كوليير» في عام 1952، حاملاً نموذجًا للمُعزّز الخاص به، للإعلان عن حلقات والت ديزني التليفزيونية عن الفضاء 1955. بعد أن كان فون براون قائدا في برامج صواريخ الجيش الألماني والأمريكي، ثُم في وكالة ناسا، جعل نفسه أيضًا واحدًا من أهم مروجي المستقبلية الفلكية في أمريكا في الخمسينيات من القرن العشرين (المصدر: متحف الطيران والفضاء الوطني التابع لمؤسسة سميثسونيان).
لم تنته ظاهرة المستقبلية الفلكية بانقضاء الخمسينيات، بل إنها أصبحت، بدعمٍ من سباق الفضاء المبكّر، عُملةً مُشتركة في الستينيات. وأصبحت رحلات الفضاء جزءًا طبيعيًّا من رؤى المستقبل؛ بل إنَّ الكثيرين من الجمهور والصحافة والنخبة السياسية أصبحوا يساوونها بمستقبل الإنسان. وبرز دُعاة جُدد للسفر إلى الفضاء، مثل عالم الفلك كارل ساجان، الذي أصبح شخصيةً عامة في السبعينيات. وازدهر الخيال العلمي، لكن بتنوع رهيب، مبتعدا في الكثير من الأعمال عن التفاؤل الذي اتسمَتْ به أصوله، وأيضًا مبتعدا عن البطل الذكر الأبيض. كما أدى تراجع سباق الفضاء إلى تقويض الإيمان برحلات الفضاء باعتبارها المستقبل. وسيتم استكشاف هذه الظواهر أدناه.
_________________________________________________________
هوامش
(2) Brian W. Aldiss, with David Wingrove, Trillion Year Spree: The History of Science Fiction (New York: Atheneum, 1986); David Seed, Science Fiction: A Very Short Introduction (Oxford: Oxford University Press, 2013).
(3) Winter, “The Silent Revolution”; Koppes, JPL, 8, 19.
(4) DeWitt Douglas Kilgore, Astrofuturism: Science, Race, and Visions of Utopia in Space (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2003), 2; McCurdy, Space and the American Imagination, 29–51.
(5) Siddiqi, The Red Rockets’ Glare, 290–313.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|