أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-13
1005
التاريخ: 2024-09-24
264
التاريخ: 2024-11-02
183
التاريخ: 2023-10-30
1842
|
1. من الممكن أن يكون المقصود من النزول في: أنزلنا هو النزول من مخزن الغيب، من باب أن نعماً كهذه مما يُرسل من الخزانة هي الإلهية؛ نظير قوله: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } [الزمر: 6]، {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} [الحديد: 25]، كما وقد يكون المراد منه النزول من الفضاء العلوي أيضاً، لأن إحدى المعاني الواردة للمن هي مادة حلوة المذاق مثل العسل تنزل من السماء كقطرات الندى لتستقر على الصخور وأوراق الأشجار وتجمد فيعمد بنو إسرائيل إلى جمعها وإن المعنى المعروف للسلوى هو طائر يهبط من السماء.
تنويه: مع أن الإنزال يأتي أحياناً بمعنى إضافة الضيف وتضييفه إلا أنه يُقال في هذا المورد: أنزلت فلاناً أي أضفته"، لكن إنزال المن وما شاكله فهو بالمعنى المذكور.
2. المعنى السادس الذي ذكره القرطبي (1) للمن (كل ما يمن الله به على عبده من دون عناء وزراعة) يستلزم عدم انحصار "المن" في مصداق معين من النعم المادية. إذن فهو يشمل كل نعمة أنعم بها الله على بني إسرائيل في تلك الصحراء، ومن جملتها "السلوى". وطبقاً لهذا المعنى الذي يؤيده الحديث النبوي الشريف: "الكمأة من المن ..."(2) ومجيء كلمة: طيبات بصيغة الجمع - جاء ذكر "السلوى" بعد "المن" من قبيل ذكر الخاص بعد العام ومن باب الأهمية الخاصة التي يتمتع بها هذا الخاص، ومن الواضح أن "السلوى" سواء كان بمعنى العسل أو طائر السماني أو أي طائر آخر يُعد طعاماً فائق اللذة ونعمة خاصة مما استوجب ذكره على حدة.
هذا المعنى على الرغم من تأييده بالحديث النبوي المذكور واختياره بصراحة من قبل بعض أرباب اللغة (3) وكونه سبباً لرفع الاختلاف بين
المعاني المختلفة المذكورة للمن (لأن كل واحد منها يشير إلى مصداق من مصاديقه إلا أنه يخالف ظاهر الآية 61 من نفس هذه السورة التي إسرائيل: {لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} [البقرة: 61] حيث يوحي ظاهرها أن الطعام الذي كان ينزل على بني إسرائيل لم يكن فيه تنوع.
3. على الرغم من الاختلاف الحاصل في معنى "المن" و"السلوى" لكن غالبية اللغويين والمفسرين والمؤرخين اتفقوا على أن المراد من هاتين المفردتين هو النعمتان الماديتان اللتان كان الله عز وجل ينزلهما على بني إسرائيل. إذن فالذين عدوا السلوى بمعنى مطلق ما يوجد حالة طيب الخاطر وسكون النفس أعم من أن يكون من الماديات أو من المعنويات، بل اعتبروه ظاهراً في المعنويات (4)، فإنّه غير مناسب لسياق الآية؛ لأن الآية مورد البحث قالت بعد ذلك كلوا من طيبات ما رزقناكم ومن الواضح أن للأكل ظهوراً في تناول الطعام المادي وهو سبب في ظهور المن والسلوى في المأكولين الماديين؛ وإن لم تتباين مع معنى السلوة والتسلي وطمأنينة القلب.
تنويه: لعلّ في جملة {كلوا من طيبات ما رزقناكم} تنويها إلى ما صدر من نهي عن ادخار المن والسلوى والذي قد مر توضيحه في شرح من ؛ أي إنّنا قلنا لهم لا تأكلوا إلا من الطيبات والرزق الحلال الطيب، ولا تستبدلوا به الحرام الفاسد باتخاره، إلا أنهم بظلمهم ومعصيتهم استبدلوا الخبيث بالطيب وبهذه الطريقة فإنّهم قد ظلموا أنفسهم، ولم يظلمونا نحن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 381.
2. مجمع البيان، ج 1 - 2 ص 243؛ وتفسير نور الثقلين، ج 1، ص 82 .
3. التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 11، ص 198 - 200، م ن ن"؛ و ج 5، ص246، س ل و ".
4. التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 5، ص 246، س ل و".
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|