أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-25
894
التاريخ: 27-6-2016
1712
التاريخ: 2023-04-27
838
التاريخ: 15-9-2016
1196
|
تُعد النار أحد عناصر نظرية العناصر الأربعة التي وضَعَها أرسطو، والعناصر الثلاثة الباقية هي التراب والماء والهواء، وتختلف العناصر الأربعة عن الكيفيات الأربع والتي هي«الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة»، أما البسائط الأولى فهي المواد التي لا يُمكن أن تتحلل إلى أشياء أبسط منها.39
مارست هذه النظرية تأثيرها على الفكر العلمي اليوناني كما حَظِيَت بالقبول في الفكر العلمي العربي والأوروبي؛ فقد تمكنت من تفسير الكثير من الظاهرات الطبيعية سواء المتعلقة بتركيب المادة أو الأدوية أو الكائنات الحيَّة، وكان أرسطو يرى بأنه لا يمكن للنار التي يقصد بها هنا الحرارة الداخلية أن تكون سببًا في نمو الكائن الحي: «ويذهب بعض الفلاسفة إلى أن طبيعة النار، هي على الإطلاق، علة التغذي والنمو؛ إذْ يظهر أنها وحدها من بين الأجسام أو العناصر، هي التي تتغذى وتنمو، ومن أجل ذلك قد نفترض أنَّ النار هي العلة الفاعلة في النبات والحيوان على السواء، ولكن إذا كانت النار من وجه علةً مُصاحبة، فإنها مع ذلك ليست علةً بالمعنى المطلق؛ إذْ الأولى أن تكون النفس هي هذه العلة؛ ذلك أن نمو النار يذهب إلى ما لا نهاية له، ما دام هناك وقود، وعلى العكس في جميع الكائنات الحية يُوجد حد وتناسب في المقدار والنمو. وترجع هذه الأمور إلى النفس لا إلى النار، وإلى الصورة لا إلى الهيولى.» 40
أَمَّا بخصوص العلاقة بين الاحتكاك وتولد الحرارة، فقد كان مفهوم الاحتكاك عند أرسطو مثاليا في السماء؛ ففي عالم ما فوق القمر تُوجد سلسلة من الهياكل الأثيرية المتراكزة والمتداخلة بعضها مع بعض، وتُفسّر لنا دوراناتها حركات الأجرام السماوية. يبلغ: عدد هذه الهياكل 55 هيكلا، وهي تتحرك بنوع من الدفع الاحتكاكي الذي ينقل نزولا، من واحد لآخر. وكما نلاحظ أن أرسطو كان يقصد بكلامه حالة الاحتكاك المثالي الذي لا ينتج عنه أي حرارة، كما هو الحال عندما يحتك أي جسمين مع بعضهما، علمًا أنَّ الأثير كان بالنسبة لأرسطو مادة صلبة بلورية شفافة. 41
أخيرًا، فإن أرسطو لم يكن يعتقد بإمكانية الانفصال بين النار والحرارة الناتجة عنها؛ أي لا يمكن أن تُوجد نار بلا حرارة؛ حيث إن «صورة الأشياء وغاياتها يمكن أن يقال إنها كيفيات وعادات، في حين أنَّ المادة إنما هي المادة القابلة تمامًا. على هذا، حينئذ [فإن] النار لها حرارتها في المادة، وإذا كانت الحرارة شيئًا ما قابلا للانفصال عن مادة النار فلا يُمكنها أن تقبل شيئًا ولا أن تتأثر، ولكنه محال من غير شك أنَّ الحرارة تكون منفصلة عن النار التي تُسخّن، وإذا كان ثمة أشياء منفصلة بهذه المثابة، فإنَّ ما قلناه آنفًا لا يكون صادقًا إلا بالنسبة لتلك.»42
وقد ذكر أرسطو أنَّ خصومه من الذريين يرون أنَّ الذرات تختلف بحسب الحرارة، فاشدها حرارة هي الذرات الكروية التي تتألف منها النار، 43 فكان أن ردَّ عليهم بقوله: «إذا كان الحار والبارد من الصفات التي تُضَاف إلى الذرات فمن التناقض كذلك ألا يكون لها صفات الثقل والخفة والصلابة والليونة.» 44 أي ليس مقبولًا منطقيا أن نضيف صفات ولا نضيف أخرى، والواقع أن ما أثبت صحته العلم الحديث هو أنَّ الذريين كانوا على حق؛ فنحن نعلم اليوم أن من الذرات ما هو خفيف أو ثقيل حسب عدد الجسيمات التي تكتنزها بداخلها.
__________________________________
هوامش
39- بدوي، عبد الرحمن، أرسطو، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1943م، ص226.
40- أرسطو، كتاب النفس، ترجمة: أحمد فؤاد الأهواني، ط 1، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1949م، ص 56.
41- أبليارد، بريام، فهم الحاضر تاريخ بديل للعلم، ترجمة: عبد الكريم ناصيف، وزارة الثقافة، دمشق، 2009م، ص46.
42- أرسطو، الكون والفساد، ترجمة: أحمد لطفي السيد، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2014م، ص 161.
43- عطيتو حربي عباس الفلسفة القديمة، ص206.
44- المرجع السابق نفسه، ص 215.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|