أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-24
784
التاريخ: 2023-06-01
1105
التاريخ: 2023-05-11
1027
التاريخ: 2023-05-08
920
|
طرح جاليليو جاليلي Galileo Galilei (1564 – 1642م) في خطابه (المحلل) الذي وجهه إلى الدون فيرجينيو تشيزاريني حوارية بين شخصيتين؛ إحداهما : اسمها سارسي، والأخرى: جويدوتشي، الأول منهما كان مُتعَصِّبًا لآراء أرسطو والآخر غير متعصب، فالأول يقول – كما قال أرسطو – إن سبب الحرارة هو الحركة، في حين أن الآخر يقول إن الاحتكاك السريع لجسمين صُلبين هو السبب، ويرجح جاليليو أن مقولة الثاني هي الصحيحة، ثم يقول: «في الحقيقة أنا لا أصدق أنَّ جويدوتشي قد يقول (كما يدعي سارسي ) إنه حتى تحدث الحرارة لا بُدَّ للأجسام أن تتخلخل أولا، وأنَّ هذا التخلخل ينقصها وتتطاير الأجزاء الرقيقة بعيدًا ... وفي هذه العملية التي نُناقشها لا بدَّ أن يأخذ المرء في اعتباره الجسم الذي سيُنتج الحرارة من جهة، ومن جهة أخرى الجسم الذي سيستقبلها، ويعتقد سارسي أنَّ جويدوتشي يتطلب إثارةً واستهلاك أجزاء من الجسم الذي يستقبل الحرارة، وأعتقد أنا [جاليليو] أن الجسم الذي ينقص لا بُدَّ أن يكون هو الجسم الذي يولد الحرارة. وعندما سخّن سارسي قطعةً صغيرةً من النحاس بالطرق عليها مرَّاتٍ عديدة، فإنني أعتقد أنه لم يكتشف أي نقص في وزنها حتى لو استخدم أكثر الموازين دقة. إلا أنني لا أعتقد أنه لم يحدث أي نقص، فقد يكون النقص الذي حدث من الصغر لدرجة لا يمكن اكتشافه بوساطة أي ميزان مهما كان. دعوني أسأل سارسي إذا كان يعتقد بوجود فرق في الوزن يمكن اكتشافه في زِر من الفضة بعد طلائه بالذهب. لا بد أن يقول لا؛ لأننا نرى كيف أنَّ الذهب قد اختُزل إلى ورقة رقيقة لدرجة أنها تظل مُعَلَّقة في الهواء الساكن ولا تسقط لأسفل إلا ببطء شديد، ويمكن طلاء أي فلز بمثل هذا الذهب. والآن قد يمُرُّ شهران أو ثلاثة من استخدام هذا الزر قبل أن تتآكل طبقة الطلاء، وهكذا وحيث إن الطلاء قد استهلك في النهاية فلا بد أنه كان يتناقص كل يوم بل حتى كل ساعة.» 69
وبعد استطراد طويل ومتعدد الجوانب، يعود ليشرح لصديقه الدون تشيزاريني كيف أنَّ الحركة تكون سببًا للحرارة، لكن تفسيره كان غامضًا، وغير محدد الطبيعة الحرارة نفسها، فيقول: «أولا لا بد أن نأخذ في اعتبارنا ما الحرارة؟ لأنني أتشكك في أنَّ الناس عمومًا لديهم فكرة عن الحرارة بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فهم يعتقدون أنَّ الحرارة ظاهرة واقعية أو خاصية أو صفةٌ كامنة في الماء التي نشعر فيها بالدفء. والآن أقول إنني إذا فَكَّرْتُ في أية مادة جسدية، فإنني أشعر في الحال بحاجتي للتفكير فيها كشيء محدد له شكل ما؛ كبيرًا كان أم صغيرًا بالنسبة للأشياء الأخرى، وموجودة في مكان معين في زمن ما، وهي في حركة أو سكون تتلامس أو لا تتلامس مع جسم آخر، وواحدة، أو في عدد قليل أو كثير. ومن كل هذه الظروف لا يمكن أن أفصل هذه المادة بمجرد توسع تصوري. أما كونها بيضاء أو حمراء، مُرَّة أو حلوة، صاخبة أو صامتة، ورائحتها طيبة أو كريهة، فإنَّ ذهني لا يشعر أنه مُجبر على استيعاب ذلك كضرورة متلازمة معها. وبدون إرشاد من حواسنا ومنطقنا وتصورنا ودون معاونة فإننا على الأرجح لم نكن أبدًا لنتوصل إلى خصائص مثل تلك.» 70
___________________________________________
هوامش
69- جاليليو جاليلي، اكتشافات وآراء جاليليو، ترجمة: كمال محمد سيد وفتح الله الشيخ، ط1، دار كلمة، أبو ظبي، 2010م، ص 295-296.
70- جاليليو جاليلي، اكتشافات وآراء جاليليو، ص303.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|