أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-23
859
التاريخ: 30-6-2016
1957
التاريخ: 2023-05-02
906
التاريخ: 2023-05-06
833
|
وضع جابر بن حيان للحرارة بوصفها مفهومًا تعريفين:
الأول عام بأنها «غليان الهيولى، وهي حركتها في الجهات كلها.»28 وهو لا يشبه بأي شكل تعريف أرسطو. والآخر خاص يتعلق بالمعالجة الكيميائية للمواد، حيث تسلط الحرارة على المادة حتى تُصبح جسمًا شَفَّافًا له بريقٌ أحمر شديد الحُمْرة والنقاء، يقول جابر: «أما حد الحرارة في التدابير أن يبلغ بها إلى أن تَصِير جسمًا شَفَّافًا، له بريق أحمرُ شديد الحمرة، صافيًا غير كمد.» 29
وفي كلا التعريفين نجد خروجًا واضحًا عن الفكر اليوناني، والبدء بالتحضير لمرحلة تأسيسية جديدة سيبني عليها جابر تعريفه لعلم الحرارة. وبذلك رُبَّما يكون جابر أول من طرح تعريفا لـ «علم الحرارة» فهو العلم الذي يبحثُ عن طبيعتها والأثر الذي تُحْدِثه، والسبب الذي أدى إلى توليدها، وهو أدق وأقدم تعريف علمي عربي نجده في الوثائق الموجودة بين أيدينا، يقول جابر: «وحد علم الحرارة هو العلم بجوهرها وأثرها وما تأثرت منه إذا كان علمًا بها على التفصيل، فأما إذا كان علمًا بها على الجملة فهو العلم بأثرها الخاص بها.» 30
علمًا أنَّ علم الحرارة في أوروبا لم يتأسس إلا في عقد الستينيات من القرن الثامن عشر الميلادي، 31 أي بعد حوالي تسعة قرون من جهود جابر بن حيان، وهو تلكُو علمي أخَّر تَقَدُّم البشرية كلها، لا نجد له أي مبرر. على العموم هذا العمل التأسيسي لعلم الحرارة الذي قام به جابر، لم يكن ضربًا من العبث بالكلمات أو الكلام الفلسفي، وإنما تمهيدٌ نَظَري لنظرية جابر في قياس وضبط كمية الحرارة، سواء تلك الموجودة بحالتها العنصرية داخل المادة، أو التي يتم استخدامها في معالجة المواد.
هوامش
28 جابر بن حیان، مختار رسائل جابر بن حيان عُني بتصحيحها ونشرها: بول كراوس، مطبعة الخانجي، القاهرة، 1935م، ص 474.
29 المرجع السابق نفسه، ص 104.
30 المرجع السابق نفسه، ص 104.
31 McCormmach, Russell, Henry Cavendish on the theory of heat, ISIS, Vol.79, No.1 (Mar. 1988), Chicago Uni., p. 245.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|