شغل موضوع النوم واضطراباته أذهان كثير من الرجال والنساء والمفكرين منذ أكثر من ألفي عام إلى الدرجة التي خصص فيها اليونانيون القدامى إلهاً للنوم هو (هبنوس) توأم الموت، ولكن البحث العلمي الجاد في موضوع النوم لم يظهر بجلاء إلا منذ حوالي أربعين عاما، حيث شغل مزيداً من الاهتمام في الوقت الراهن. (أحمد عبد الخالق، مايسة السينال، 1992، ص34).

وبائيات اضطراب النوم:

توصلت الدراسات الوبائية الى الخطوط الرئيسية الآتية:

ـ أن معدلات إنتشار مشكلات النوم أكثر إنتشاراً مما نتوقع. ففي ولاية فلوريدا بأمريكا توصلت إحدى الدراسات إلى أن 25% من أفراد عينة الدراسة (ومع ذلك في عينة مكونة من 113 مفحوصا) يعانون من الأرق.

ـ وفي ولاية لوس أنجلوس إرتفعت النسبة إلى 42%.

ـ وفي شمال النرويج وجد أن 42% من النساء و30% من الذكور يعانون من الأرق في فصل الشتاء، و18% من النساء و9% من الذكور يعانون من الأرق بصفة عامة، وذلك في عينة مؤلفة من 156 مفحوصاً.

ـ وفي السويد وجد أن 14% يعانون من الأرق، و17% من فرط النوم، و16% من الشخير.

ـ وفي سويسرا وجد أن 50% من الراشدين لديهم شكوى من الأرق، و70% من الذكور و12% من الإناث يعانون من أكثر من نوع من مشكلات النوم بصفة دائمة.

ـ كما وجد إنتشار الأرق لدى عينة من اليابانيات بنسبة 11,2%، وذكرت 16,8% من العينة أنهم يستخدمن بصفة دائمة العقاقير المنومة خلاصاً من الأرق.

ـ وفي بريطانيا وفي استفتاء شمل 25 ألف شخص قررت نسبة تقدر بحوالي 25% أنها مشت خلال النوم مرة أو أكثر في حياتهم.

ـ كما تنتشر مشكل النوم الأخرى بنسبة 40% لدى الأطفال فيما بين 1-12 عاما، وبنسبة 2,5% لدى الراشدين.

ـ كما توصلت بعض الدراسات الأخرى إلى إنتشار العديد من مشكلات النوم مثل: توقف التنفس أثناء النوم وعلاقة ذلك بالسمنة أو اضطراب إيقاع النوم وعلاقتها بتغير نوبات العمل، والفزع والكوابيس والشخير وبنسب عالية لدى المسنين والمسنات فوق سن 65 عاماً.

ـ وفي واقعنا المصري وجدت دراسة (خالد عبد الغني 1998) شيوع مشكلات النوم لدى الراشدين والمسنين؛ حيث بلغ الأرق الخفيف نسبة 55%، والمتوسط 41%، والشديد 4,5% في حين وصل الأرق الخفيف إلى 43%، والمتوسط 54%، والشديد 3% عند الراشدين (على عينة مكونة من 388 منهم 144 من الذكور، و144 من الإناث، وعينة من المسنين بلغت 100).

(محمد حسن غانم، 2002، 67- 68)

تعريف اضطرابات النوم:

وتقصد بها معاناة الفرد من اضطراب أو أكثر من اضطرابات النوم كما ذكرت في الدليل الإحصائي والتشخيصي الرابع (1994 DSM IV)، وأن هذه المعاناة متكررة وتقود إلى إحداث خلل في وظائف الفرد الحياتية.