المقومات الطبيعية لتقييم الوزن السياسي للدولة- الموقع - الموقع بالنسبة للدولة المجاورة |
851
02:17 صباحاً
التاريخ: 2023-02-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2018
1958
التاريخ: 16-1-2022
2151
التاريخ: 21-5-2022
1199
التاريخ: 24-1-2022
1574
|
الموقع بالنسبة للدولة المجاورة:
يتركز الاهتمام هنا على الأثر الذي يتركه الموقع الجغرافي على العلاقات بين الدول المتجاورة . والواقع ان مجاورة الدول بعضها لبعض يؤثر دائماً في علاقاتها في السلم وفي الحرب على حد سواء, ويعتبر الجانب الاستراتيجي لموقع الدولة وتأثيره في جغرافيتها السياسية أكثر جوانب الموقع حساسية, لأن وقوع دولتين كبيرتين متجاورتين أحداهما في مواجهة الأخرى ، من شأنه ان يوجه السياسة الداخلية والخارجية لكل منهما وجهة دفاعية وقد كانت المانيا قبل الحرب العالمية الثانية تركز دائماً على أخطار (التطويق) التي تهددها نتيجة لما كانت تشعر به من احاطة دول كبرى معادية لها من الشرق (روسيا) والغرب (فرنسا). وكان لهذا الشعور أثره في اقتناع الشعب الألماني بالسياسة الخاصة بإعادة التسلح التي كان لها نتائجها الخطيرة على الاقتصاد الداخلي لألمانيا . ومن ناحية أخرى كان موقع فرنسا المواجه لألمانيا يشغل بال الساسة الفرنسيين ، ولهذا فقد كانت فرنسا دائمة الاستعداد للحرب شديدة الاهتمام بالخدمة العسكرية الإجبارية ، وذلك بعكس بريطانيا مثلاً، التي لم تكن تعير ذلك اهتماماً. وكانت تلك السياسة من جانب فرنسا تفرض عليها التزامات مادية ومعنوية، تلك ان نسبة عالية من الدخل القومي كانت تخصص لأغراض الدفاع مما يشكل عقبة في سبيل تقدم البلاد الاقتصادي والاجتماعي وفضلاً عن ذلك فقد أتخذ التوزيع الجغرافي الصناعات الفرنسية نمطاً خاصا بسبب وجود المانيا على الحدود الشرقية لفرنسا ، حيث نمت هذه الصناعات بعيداً عن موارد الفحم الكبيرة في الشمال وأقيمت في مناطق جبال الالب الفرنسية حيث مساقط المياه، وفي البرانس والهضبة الوسطى.
كما أنشئت صناعة الحديد في نورماندي رغم أكبر موارد الحديد في أوروبا توجد في اللورين. وقد حدث نفس هذا التأثير في الاتحاد السوفياتي ولكن في عكس الاتجاه . فقد كان موقع المانيا على حدود الاتحاد السوفياتي الغربية مصدر قلق دائم للساسة السوفييت، فكانت توقعاتهم دائماً ان احتمال العدوان على دولتهم قائم في كل وقت، وانه لن يكون الا من الغرب، ولهذا فقد عملوا على نقل صناعاتهم الثقيلة - وخاصة الاستراتيجية - نحو الشرق، الى ما وراء جبال الاورال وسيبريا الغربية، بعيداً عن المتناول.
وعلى العكس مما تقدم فان لموقع الجوار آثار جيدة اذا كانت العلاقات بين دولتين أو أكثر علاقات حسنة، فمثلا نجد أن الجوار والحدود الطويلة المشتركة بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية ساعد على تنشيط العلاقات الاقتصادية والسياسية والحضارية بينهما . فقد شجع عامل الجوار والتقارب المكاني وسهولة الاتصال تصدير المواد الأولية من كندا الى الولايات المتحدة. وفي الاتجاه المعاكس تنساب رؤوس الأموال الأمريكية الى كندا، مما ساعد على أعمار أراضيها واستغلال مواردها وحفز عملية تصنيعها.
وبصورة عامة نجد أنه كلما كثر عدد الدول المجاورة كلما زادت احتمالية ظهور المشاكل بينها في أي وقت من الأوقات. ويظهر ذلك واضحاً اذا قارنا بين موقع اليابان الجزري وموقع يوغسلافيا أو جيكوسلوفاكيا التي تحيط بها سبع دول مجاورة التي تحيط بها ست دول . ويظهر أن قليلاً من الدول الأفريقية لها أقل من خمس أو ست دول مجاورة تشترك معها في الحدود.
كما يظهر التأثير الجيوبولتيكي لموقع الجوار على العلاقات الدولية اذا كان هناك تباين بين الدول من حيث القوة فاذا تجاورت دولتان احداهما أقوى بكثير من الأخرى، فان هذا يعني، على الأغلب، خضوع الدولة الضعيفة لتأثير الدولة القوية, وفي هذه الحالة قد تضطر الدولة الضعيفة الى تبني سياسة خارجية تتفق مع سياسة جارتها القوية ، أو أنها قد تصبح عرضة لأطماع تلك الدولة كما حدث ذلك في الماضي, واذا وقعت دولة ضعيفة بين دولتين قويتين متنافستين أو بين مجموعة من هذه الدول فقد يتطور وضعاً جيوبوليتيكياً آخر يتمثل بمفهوم (الدولة الحاجزة) أو (الدولة العازلة).
أما اليوم فيمكن ان نعتبر دول اوروبا الشرقية الاشتراكية مناطق حاجزة بين الاتحاد السوفياتي ودول اوروبا الغربية، كما تمثل كل من النمسا ويوغسلافيا دولاً حاجزة بين الكتلتين الشرقية والغربية، وتمثل منغوليا الخارجية دولة حاجزة بين الصين والاتحاد السوفيتي.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|