x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
النظريات المتعلقة بالدولة – نظرية الفريد ماهان - صدى و انتقادات النظرية
المؤلف: صباح محمود محمد واخرون
المصدر: الجغرافية السياسية
الجزء والصفحة: ص 145- 148
2023-03-05
1791
صدى و انتقادات نظرية ماهان :
لقد واجهت نظرية ماهان في القوة البحرية الكثير من اهتمام المسؤولين والكتاب وعلى رأسهم الرئيس الاميركي تيودور روزفلت الذي سعى الى تنفيذ الكثير من مبادئها كما ذكرنا سابقاً. ومن بين الذين أعجبوا بهذه النظرية ايضاً هو الامبراطور الالماني وليم الثاني الذي أوعز الى البحارة الالمان ان يطلعوا على كتب ماهان وخاصة كتابه (تأثير القوة البحرية على التاريخ) وذلك لأنه كان يهدف الى بناء وتطوير قوة بحرية تنافس الاساطيل البريطانية, أما على صعيد الكتاب والباحثين فقد وجدنا فريدرش راتزال يتأثر بمفهوم السيادة البحرية والتوسع الاقليمي حتى ظهرت آثار ذلك في مبادئه ومفاهيمه الجيوبولتيكية كما أعجب كارل هوسهوفر بأبحاث ماهان وأوصى ان تدرس كتبه في معهد الجيوبولتيك الذي أسسه عام ١٩٢٤ جامعة ميونخ.
ومن الانتقادات التي وجهت الى مفهوم (القوة البحرية) ما صرح به العالم الانكليزي ماكندر من أن قوة الاسطول البريطاني - الذي أتخذه ماهان مقياساً للقوة البحرية - ترجع في الاساس الى موقع الجزر البريطانية بالقرب من كتلة اليابس الاوروبي، وكذلك الى اعتماد بريطانيا في قوتها على موارد مستعمراتها وتوابعها البرية واسناد قوتها البحرية بقواعد عسكرية قارية.
كما أشار الجغرافي الانكليزي فوست Fawcett في معرض انتقاده لنظرية ماهان، إلى تناقص مساحة المنطقة التي تهيمن عليها القوات البحرية مقابل أتساع المناطق التي تخضع الى القوات البرية. وكان يتوقع ان تسيطر القوة البرية على جميع الممرات والمضايق البحرية ذات الاهمية الاستراتيجية ايضا.
وبعد وضع نظرية ماهان بفترة طويلة حاول أحد الباحثين وأسمه ملز Walter millis ان يعيد النظر في مفهوم (القوة البحرية) من خلال تجارب الحرب الكورية ومظاهر التسابق في التسلح بين الدول واحتدام الآراء والمناقشات حول أهمية المفاهيم الاستراتيجية وخاصة عقب الحرب العالمية الثانية . ومما أورده في مقالته التي صدرت عام 1951 من انتقادات هي:
1- ان ماهان أعطى للقوة البحرية درجة أكثر فاعلية في أحداث التأثيرات في حدود امكانياتها وقدراتها, وعلى هذا الاساس أعطاها صفة الاستقلال في احراز النصر, بينما يرى ملز تعادل القدرة الفاعلة لكل من القوة البحرية والقوة البرية في الهجوم والحصار . فمثلما تستطيع السفن المسلحة ان تمارس قوتها بأشكال مختلفة كالتدمير والحصار واغلاق الطرق المائية نجد ان القوة البرية بإمكانها عمل كل ذلك أيضاً.
2- أستخدم ماهان مصطلح القوة البحرية وهذا لا ينطبق مع الحقيقة في نظر ملز، لان البحار والمحيطات تكتسب أهميتها من خلال ارتباطها بالقوة البرية أيضاً, ذلك لان ما تهدف اليه كل حرب هو احتلال الأرض والسيطرة على مواردها وسكانها.
3- ومن المآخذ التي وجهها ملز للقوة البحرية هو الادعاء بإمكانية السيطرة على البحر بصورة كاملة, وهذا لا يتفق مع حقيقة الامر، وذلك لان صعوبة السيطرة على البحر بكامله لا يختلف اطلاقا عن صعوبة السيطرة على الجو بكامله, فقد ثبت استحالة اصابة الاهداف في كثير من الحالات من قبل القوات الجوية، نظراً لزيادة قدرة المدنيين والمراكز الصناعية المتنوعة على المقاومة في الوقت الحاضر.
4- ومما لاحظه ملز ان مفهوم القوة الجوية ورجال الطيران ايضاً قد تأثروا بمبادئ ومفاهيم القوة البحرية، حينما اعتقدوا بإمكانية السيطرة على الجو باعتباره مجالاً معزولاً يشبه البحر، وذلك عن طريق اعداد الطائرات والاسلحة الجوية الكافية على غرار الاساطيل البحرية, الا ان كثيراً من الحروب وأبرزها الحرب العالمية الثانية أثبتت ضرورة تعاون وتلاحم القوات الثلاثة البرية والبحرية والجوية لأحراز النصر والهيمنة على الارض.
وقد غيرت هذه المفاهيم وفشل القوة الجوية في احراز النصر خلال الحرب العالمية الثانية الكثير من الخطط الاستراتيجية الامريكية, فقد تبنت الدوائر العسكرية الامريكية بعد عام 1945 مفهوم (وحدة القوى العسكرية) الذي يتضمن استخدام الطائرة والسفينة والآليات الأرضية مرة واحدة، بحيث تشكل هذه الاصناف وحدة حربية متكاملة, ولما كان هدف جميع هذه الاصناف جميع العسكرية تحقيق الخطط السياسية على الأرض، فمن الجائز ادخالها كلها تحـت مفهوم (القوة البرية).
ومن بين نقاد نظرية ماهان الجغرافي السياسي سبروت Harold sprout الذي كتب مقالة عام 1963 أورد فيها الآراء والفرضيات الجيوبوليتكية المتأثرة بالتطورات التكنولوجية الحديثة, فقد أنتقد ماهان بانه لم يراع في وقته التغيرات السريعة والمستمرة في مجال الصناعة والنقل خلال المدة المحصورة بين 1890 - 1900، ولا سيما تطور وسائل النقل البرية واستعمال الغواصات والطائرات, ولذلك حكم على الاحداث التي وقعت في نهاية القرن التاسع عشر بعقلية القرن السابع عشر, كما لم يدخل في حسابه تزايد قدرة القوة الجوية في فرض الحصار والهجوم على الاقطار الجزرية وان النقل البري سينافس النقل البحري وبذلك تميل كفة الميزان لغير صالح القوة البحرية المتمثلة في بريطانيا آنذاك.
ان التوازن بين القوات البحرية العالمية لا يعتمد أساساً على عدد القطعات البحرية وحجم حمولة الاساطيل فقط، وانما يدخل الموقع الجغرافي للدول كعامل اساسي في تحديد استراتيجية القوة البحرية, فمثلا نجد ان بعض اقطار الوطن العربي لا تملك قوات بحرية ذات أهمية كبيرة على الصعيد الدولي الا انها بموقعها واشرافها على أهم الممرات والمضايق البحرية الكبرى- كمضيق جبل طارق وقناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق هرمز - يجعلها قادرة على شل حركة القوات البحرية التابعة للدول العظمى.
وفي النهاية لا بد من كلمة بحق نظرية القوة البحرية، ان الانفجار السكاني الذي تعيشه أقاليم واسعة من الكرة الارضية والذي سوف يؤدي حتماً الى نفاذ الكثير من موارد الكتلة الارضية، لا بد وان يدفع بحكومات الدول في المستقبل الى زيادة التنافس حول البحار والمحيطات لغرض استثمار موارد الثروة فيها, وان هذا التنافس بين الدول سوف يجر بالضرورة الى زيادة انفاق الاموال المخصصة لبناء القوات البحرية من أجل حماية حقوق الدول في البحار والمحيطات.