طرق البحث في الجغرافية السياسية:

في دراسة الجغرافية السياسية يوجد اتجاهان ، الأول: يعتمد البدء في الدراسات الأصولية Systematic Studies التي تبحث في مفاهيم وأسس الجغرافية السياسية وطرق البحث فيها وأهدافها حتى يمكن وضع قواعد خاصة بهذا العلم لتطبيقها بعد ذلك على دراسة الوحدات السياسية أما الاتجاه الثاني فيعتمد البدء في الدراسات الإقليمية Regional Studies أي بدراسة الوحدات السياسية مباشرة من الوجهة السياسية . ويعتقد أصحاب هذا الاتجاه بأن البدء بدراسة الوحدات السياسية يمكن في النهاية من وضع مفاهيم وقواعد عامة وأهداف لهذا العلم . ثم تطبق هذه الأس أسس بعد ذلك في الدراسات الإقليمية - ويؤيد هذا الفريق رأيه بأن البدء في الدراسات الأصولية أدى الى وضع قواعد للجغرافية السياسية ليس لها أساس في الواقع ولا تنطبق عليه "

ومن خلال استعراض لتطور علم الجغرافية يبدو أن هذا العلم كان يسير في الاتجاهين معاً أي دراسة أصولية وأخرى إقليمية في الوقت نفسه كما فعل كل من ويتر وهمبولت . وعلى سبيل المثال درس همبولت ظاهرة الحرارة في نفس الوقت الذي درس فيه المكسيك وكوبا. ولذلك يمكن للجغرافية السياسية أن تسير في الاتجاهين معا : الدراسة الأصولية والإقليمية.

ويذكر الدكتور محمد محمود أبراهيم الديب حيث يعد أحسن من كتب في هذا الجانب في مؤلفه : الجغرافية السياسية - أسس وتطبيقات - مناهج متعددة يمكن أتباعها في دراسة الجغرافية السياسية وهي :

المنهج الاقليمي : The regional approach: أتبع بومان Bouman هذا المنهاج في كتابه The new iuorld وسار على نهجه كثيرون، ويقوم هذا المنهاج بدراسة العوامل الطبيعية والاقتصادية والبشرية دراسة تقليدية. ثم يضفي على هذه الدراسة طابعاً سياسياً بإضافة فصل عن التاريخ السياسي للدولة، وآخر لتحليل حدودها السياسية، ويفرد بابا لتحليل العلاقات السياسية للدولة مع العالم الخارجي. ويقترب هذا المنهاج في دراسته من الجغرافية الإقليمية. ويبرر أصحاب هذا المنهاج التقليدي رأيهم بأن دراسة الدولة تحتاج الى معلومات جغرافية كثيرة ويلاحظ على من يتبع هذا المنهاج أنه يقوم بعرض معلومات كثيرة بعضها له علاقة بموضوع البحث والبعض الآخر ليس له صلة بتاتاً به وليست هذه بطريقة للبحث في الجغرافية السياسية ولا بمنهاج مناسب لتحليل عناصرها . كما أنه لا يساعد على تطوير الجغرافية السياسية.