المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



العقوبة والجزاء  
  
1248   12:05 صباحاً   التاريخ: 2023-02-21
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص28ــ 29
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من البديهي ان الأطفال في بعض الأحيان يتعدون الحدود المرسومة لهم وفي أحيان أخرى لا يقتصر تخطيهم الحدود على تخطي الضوابط الأخلاقية بل يتعدى إلى مخالفة الشرع والمذهب، في هذه الحالة يجب اتباع ما يلي.

- يجب أن نذكر الطفل بالأسلوب الصحيح والأساسي في الأخلاق لكي يعلم أنه تجاوز الحدود المرسومة.

- يجب انذاره وجلب نظره إلى الخطر المحدق بطريقه في الحياة.

- لومه وتوبيخه بسبب انحرافه عن الطريق المستقيم.

- مقاطعته والاعراض عنه وعدم اظهار العطف تجاهه والانس بلقائه وبصورة مؤقتة لكي ينتبه إلى خطأه.

- تهديده وتخويفه من عواقب عمله وما سيترتب عليه.

- وكدرس أخير وبعنوان عبرة وموعظة يجب مجازاته ومعاقبته وردعه عما قام به.

- طبعاً الأوامر والنواهي والنصائح وأعمال المنع ربّما لا تحتاج إلى بيان أسبابها للطفل قبل سن السادسة إلى سن ما قبل النضج والتمييز. وفي بعض الأحيان بالإمكان أن يصاحبها ضربة خفيفة على المناطق الغير حساسة لبدن الطفل. لكن بعد السابعة تختلف الأساليب في رسم الطريق للطفل حيث يحتاج بعدها إلى قليل من التوضيح والمنطق والاستدلال.

- يجب أن لا ننسى ان الأصل في التربية هو تشجيع الطفل على القيام بالأعمال الصالحة وايجاد موازين لأعماله في ذهنه وتثبيتها في ضميره، وهذا الهدف يجب أن يتحقق في سنين مختلفة وبصور متفاوتة. وبقدر المستطاع يجب أن يسير هذا العمل طبق الضوابط الأخلاقية، وإذا لم تجد هذه الأساليب فعلينا بابتكار أساليب أخرى مؤثرة كي يرجع الطفل إلى ما كان عليه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.