المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

مظاهر التنمية الاقتصادية - المظاهر الادارية
28-7-2022
ظروف التخمر النظيفة Clean Fermentation Conditions
10-11-2017
Twist
15-6-2021
Caffeic Acid
18-9-2017
ميكانيكا الموائع fluid mechanics
23-5-2019
نظرية الحزمة Band Theory
2024-05-11


مشكلات الطفولة  
  
1629   09:09 صباحاً   التاريخ: 2023-02-20
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص95 ــ 97
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

كل أبوين يخيل لهما لأول وهلة، أن ابنهما ينفرد ويتصف ببعض الصفات ويتميز بها عن الآخرين من الأطفال، ويعتريهما الخوف من أن ينحرف فيميل إلى الجنوح أو إلى اضطراب الشخصية، وفساد الخلق.

من هذه المشكلات: فقدان الشهية إلى الطعام، عدم تنظيم النوم، مسألة الكذب والعناد وعصيان الأوامر، وغيرها.

هذه المشكلات تكاد تكون مشتركة تقريباً عند الغالبية العظمى من الأطفال وبنسب متفاوتة طبعاً، وغالباً ما تنجم عن التعارض بين شخصية الطفل ومتطلبات نموها، وشخصية الأهل. وتبقى المسؤولية دائماً هي مسؤولية الوالدين اللذين لا يفتشان عن حلول، إما لادعائهما بأنهما ليسا بحاجة إليها، أو إهمالاً لأقدس واجب ملقى على عاتقيهما. وينسى الأهل دائماً أنه لا يوجد أطفال سيئون ولكن يوجد أهل سيئون، والأهل هم في الغالب بحاجة إلى توجيه.

من أبرز المشكلات الطفولية، تفضيل الأهل لأحد الأولاد على إخوته الباقين وفي حديث نبوي شريف يقول (صلى الله عليه واله): (سووا بين أولادكم حتى في القُبل)، ويتصرف الأهل بذلك بطريقة لا شعورية (والتمييز يكون ظاهراً لكل الناس وخافياً على الأهل أنفسهم)(1)، وقد يرتدي هذا التفضيل عدة وجوه ويعود إلى عدة أسباب منها: كونه الوحيد بين البنات، أو يكون جميلاً جذاباً أو أكثر أخوته ذكاء، وفي هذا المجال سئل الرسول (صلى الله عليه وآله)، عن أحب أولاده إليه، فأجاب بحديثه المشهور والمتداول كقاعدة تربوية - اجتماعية: (صغيرهم حتى يكبر ومريضهم حتى يشفى وغائبهم حتى يعود)، فبرر (صلى الله عليه وآله)، هذا التفضيل الآني الناتج عن عاطفة إنسانية تمليها ظروف معينة.

ونحن ندعو لمزيد من الفهم لطبيعة مرحلة الطفولة لنتمكن من التعاطي مع الأطفال في البيت والمدرسة. يقول (روبرت فروست): (إنني أتجه إلى الصغار لأتعلم على أيديهم المستقبل)(2)، وكان فروست هذا يرافق أحفاده إلى الغابة ليس فقط لتعليمهم، بل ليتعلم منهم. وهو يقول إنهم كانوا يلفتون نظره إلى أمور لم يكن ليتنبه لها. أحد الفنانين كان يشعر بنوع من الارتياح والتجدد الدائم عندما كان يقود جوقة للأطفال، كما أن أحد علماء النفس كان يلذ له أن يجلس مع المراهقين وهم يتحدثون عن مشاكلهم، عن المعتقدات الدينية... الخ.

ويقول أحد علماء النفس (إن الطفل السعيد يظل يعيش في الراشد السعيد المبدع، كما يظل الطفل الكثير المطالب الفاقد الشعور بالأمن، يعيش في الراشد العنيد الحاصر اهتمامه بذاته)(3).

ومن أهم الأشياء التي يكتسبها الطفل أثناء نموه، ترسيخ ما يسمى (بالثواب الرمزي)، فبعض جوانب البيئة الخاصة بالطفل، كابتسامة الأم، وصوتها، وجسمها، والتي لم تكن تعني له شيئاً في السابق، تكتسب اليوم خصائص تجعلها قادرة على تقوية سلوك الطفل أو إضعافه، فكلمات الثناء والتشجيع، والايماءة، والابتسامة المعبرة عن الرضا والقبول كلها لها تأثيرات بالغة في نفسه. ويقول (واطسن): (أعطني اثني عشر طفلاً يتمتعون ببنية جيدة، وأنا كفيل بأن أجعل كلاً منهم من خلال التدريب اختصاصياً في الميدان الذي أشاء، فقد اختار أن يكون طبيباً أو محامياً أو فناناً أو صاحب متجر أو متسولاً، وذلك بغض النظر عن مواهبه وميوله ونزعاته، وقدراته وكفاءته وجنس أسلافه)(4)، ويبدو أن (واطسن)، في غمرة تفاؤله وثقته العارمة بقدرة التربية والتطبيع على التأثير في توجيه الأطفال، قد استخف بباقي المؤثرات، وتفاؤله في أثر التدريب أوصله إلى درجة الاعتداد بالنفس والمبالغة.

وملازمة الأطفال في فترة طفولتهم ومشاركتهم بين الحين والآخر نشاطاتهم وهواياتهم مظهر من مظاهر النضج التربوي، والانفعالي، والرجل الناجح هو الذي تسعده صحبة الأطفال مثلما تسعدهم صحبته وكما عبر عن ذلك أحد المربين (الراشد يظل يعيش فيه طفل، ذلك هو الطفل المتشوق لاستكشاف العالم المليء بالأسئلة)(5)، إن عالم الكيمياء العضوية يثير في نفس رائيه، وهو في المختبر هذا السؤال: هل هو يعمل أو يلعب؟، وهل هو ولد أو رجل؟، والجواب على السؤال:- (كلاهما)، والحقيقة أن الذين يؤثرون على جميع رفاقهم من الناضجين هم أولئك الذين نشعر أن فيهم يمتزج الطفل بالراشد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. نبيه الغبرة، المشكلات السلوكية عند الأطفال، ص 45.

2ـ هاري وبونارو افرستريت، العقل المنطلق، ترجمة عبد الحميد ياسين، ص 298.

3ـ المصدر السابق، ص 282. 

4ـ مارتين هيربرت، مشكلات الطفولة، ترجمة عبد المجيد نشواتي، ص 110.

5ـ هاري وبونارو أفرستريت، العقل المنطلق، ترجمة عبد الحميد ياسين، ص 283. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.