أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-11-2021
2697
التاريخ: 2024-09-13
213
التاريخ: 18/9/2022
1370
التاريخ: 2024-02-19
896
|
كل أبوين يخيل لهما لأول وهلة، أن ابنهما ينفرد ويتصف ببعض الصفات ويتميز بها عن الآخرين من الأطفال، ويعتريهما الخوف من أن ينحرف فيميل إلى الجنوح أو إلى اضطراب الشخصية، وفساد الخلق.
من هذه المشكلات: فقدان الشهية إلى الطعام، عدم تنظيم النوم، مسألة الكذب والعناد وعصيان الأوامر، وغيرها.
هذه المشكلات تكاد تكون مشتركة تقريباً عند الغالبية العظمى من الأطفال وبنسب متفاوتة طبعاً، وغالباً ما تنجم عن التعارض بين شخصية الطفل ومتطلبات نموها، وشخصية الأهل. وتبقى المسؤولية دائماً هي مسؤولية الوالدين اللذين لا يفتشان عن حلول، إما لادعائهما بأنهما ليسا بحاجة إليها، أو إهمالاً لأقدس واجب ملقى على عاتقيهما. وينسى الأهل دائماً أنه لا يوجد أطفال سيئون ولكن يوجد أهل سيئون، والأهل هم في الغالب بحاجة إلى توجيه.
من أبرز المشكلات الطفولية، تفضيل الأهل لأحد الأولاد على إخوته الباقين وفي حديث نبوي شريف يقول (صلى الله عليه واله): (سووا بين أولادكم حتى في القُبل)، ويتصرف الأهل بذلك بطريقة لا شعورية (والتمييز يكون ظاهراً لكل الناس وخافياً على الأهل أنفسهم)(1)، وقد يرتدي هذا التفضيل عدة وجوه ويعود إلى عدة أسباب منها: كونه الوحيد بين البنات، أو يكون جميلاً جذاباً أو أكثر أخوته ذكاء، وفي هذا المجال سئل الرسول (صلى الله عليه وآله)، عن أحب أولاده إليه، فأجاب بحديثه المشهور والمتداول كقاعدة تربوية - اجتماعية: (صغيرهم حتى يكبر ومريضهم حتى يشفى وغائبهم حتى يعود)، فبرر (صلى الله عليه وآله)، هذا التفضيل الآني الناتج عن عاطفة إنسانية تمليها ظروف معينة.
ونحن ندعو لمزيد من الفهم لطبيعة مرحلة الطفولة لنتمكن من التعاطي مع الأطفال في البيت والمدرسة. يقول (روبرت فروست): (إنني أتجه إلى الصغار لأتعلم على أيديهم المستقبل)(2)، وكان فروست هذا يرافق أحفاده إلى الغابة ليس فقط لتعليمهم، بل ليتعلم منهم. وهو يقول إنهم كانوا يلفتون نظره إلى أمور لم يكن ليتنبه لها. أحد الفنانين كان يشعر بنوع من الارتياح والتجدد الدائم عندما كان يقود جوقة للأطفال، كما أن أحد علماء النفس كان يلذ له أن يجلس مع المراهقين وهم يتحدثون عن مشاكلهم، عن المعتقدات الدينية... الخ.
ويقول أحد علماء النفس (إن الطفل السعيد يظل يعيش في الراشد السعيد المبدع، كما يظل الطفل الكثير المطالب الفاقد الشعور بالأمن، يعيش في الراشد العنيد الحاصر اهتمامه بذاته)(3).
ومن أهم الأشياء التي يكتسبها الطفل أثناء نموه، ترسيخ ما يسمى (بالثواب الرمزي)، فبعض جوانب البيئة الخاصة بالطفل، كابتسامة الأم، وصوتها، وجسمها، والتي لم تكن تعني له شيئاً في السابق، تكتسب اليوم خصائص تجعلها قادرة على تقوية سلوك الطفل أو إضعافه، فكلمات الثناء والتشجيع، والايماءة، والابتسامة المعبرة عن الرضا والقبول كلها لها تأثيرات بالغة في نفسه. ويقول (واطسن): (أعطني اثني عشر طفلاً يتمتعون ببنية جيدة، وأنا كفيل بأن أجعل كلاً منهم من خلال التدريب اختصاصياً في الميدان الذي أشاء، فقد اختار أن يكون طبيباً أو محامياً أو فناناً أو صاحب متجر أو متسولاً، وذلك بغض النظر عن مواهبه وميوله ونزعاته، وقدراته وكفاءته وجنس أسلافه)(4)، ويبدو أن (واطسن)، في غمرة تفاؤله وثقته العارمة بقدرة التربية والتطبيع على التأثير في توجيه الأطفال، قد استخف بباقي المؤثرات، وتفاؤله في أثر التدريب أوصله إلى درجة الاعتداد بالنفس والمبالغة.
وملازمة الأطفال في فترة طفولتهم ومشاركتهم بين الحين والآخر نشاطاتهم وهواياتهم مظهر من مظاهر النضج التربوي، والانفعالي، والرجل الناجح هو الذي تسعده صحبة الأطفال مثلما تسعدهم صحبته وكما عبر عن ذلك أحد المربين (الراشد يظل يعيش فيه طفل، ذلك هو الطفل المتشوق لاستكشاف العالم المليء بالأسئلة)(5)، إن عالم الكيمياء العضوية يثير في نفس رائيه، وهو في المختبر هذا السؤال: هل هو يعمل أو يلعب؟، وهل هو ولد أو رجل؟، والجواب على السؤال:- (كلاهما)، والحقيقة أن الذين يؤثرون على جميع رفاقهم من الناضجين هم أولئك الذين نشعر أن فيهم يمتزج الطفل بالراشد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. نبيه الغبرة، المشكلات السلوكية عند الأطفال، ص 45.
2ـ هاري وبونارو افرستريت، العقل المنطلق، ترجمة عبد الحميد ياسين، ص 298.
3ـ المصدر السابق، ص 282.
4ـ مارتين هيربرت، مشكلات الطفولة، ترجمة عبد المجيد نشواتي، ص 110.
5ـ هاري وبونارو أفرستريت، العقل المنطلق، ترجمة عبد الحميد ياسين، ص 283.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|