المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05



المشكلات المدرسية / فشل الأطفال  
  
1125   10:56 صباحاً   التاريخ: 2023-02-14
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص162 ــ 164
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 1989
التاريخ: 2023-06-01 1387
التاريخ: 16/10/2022 1659
التاريخ: 13-1-2016 2305

يبدو للمدرسين، أن الفاشلين من الأطفال هم من اللامتكيفين اجتماعياً وعاطفياً وهم مرضى، أو ممن يعانون الشذوذ، ويخشى أن يصبحوا كذلك فعلاً إذا لم ندرس حالاتهم وأسباب فشلهم، ونعالجها، لذلك يجب الاشارة إلى أبرز هذه الأسباب التي تكمن وراء الفشل الدراسي وهي:

1- الأسباب الفسيولوجية (عاهات، أمراض، نقص في بعض الحواس).

2- أسباب عائلية (موت الأم، أو الأب، أو الخلاف بين الأبوين، طلاق، هجر.. الخ).

3- ضيق الحال الاقتصادي للأسرة.

4- نتيجة للوراثة، أو لصدمة في الرأس قد يكون هناك إعاقة عقلية.

5- صعوبة البرامج المدرسية، وعدم ملاءمة المواد لذهن الطالب وميوله.

6- النقص في جاذبية المعلمين، وهذا يتمثل في مظهر المعلم أو المعلمة، وفي صوتهما وحتى في قسمات الوجه، فإن الأطفال يقرأون فيها ما يشير إلى الرضى والارتياح أو إلى عكس ذلك.

ومن المؤسف أن بعض المدرسين يعتبرون أن نجاحهم في مهنتهم يقاس بعدد طلاب النخبة الذين يدرسونهم، ولكن الحقيقة تكمن في عدد الحالات الشاذة، أو المستعصية التي استطاع المدرس حلها وإنقاذها، وإصلاح شأن أصحابها من الأطفال وإرشادهم إلى الطريق القويم. ونستذكر قولاً للسيد المسيح: (الأصحاء ليسوا بحاجة إلى طبيب، بل المرضى هم الذين بحاجة إلى طبيب)، وإن هؤلاء المتكيفين أو الفاشلين، هم الذين يحتاجون إلى جهود المدرسين وعنايتهم أكثر من سائر رفاقهم الذين يطلق عليهم صفة المجتهدين.

(والمعلم الذي يتوقع الكسل والعناد من تلاميذه، يردد ذلك باستمرار أمامهم فسيسلك الأطفال من ذوي المعنويات المنخفضة بطريقة يحققون من خلالها هذا التنبؤ)(1).

هناك مجموعة كبيرة من التلامذة. الذين تركوا الدراسة لاتهامهم بالكسل والفشل قد أظهروا نجاحاً في أعمالهم التي عملوا فيها، واكتشفوا أن لديهم قدرات هائلة، ما كانوا يعرفونها عن أنفسهم، وقد نجحوا لوجود بواعث جديدة أكثر جدية وأكثر أهمية من تلك البواعث المصطنعة والوهمية التي خلقها المعلمون في نفوسهم.

ولكي ينجح الطفل في المدرسة، لا بد من خلق ما يسمى بدافعية التحصيل، ويختلف الأطفال في ما بينهم في نسبة هذه الدافعية وشدتها وتوجيهها.

ولوحظ أن الأطفال الذين تنخفض نسبة تحصيلهم عن المستوى المتوقع هم غالباً من الذين لا يجدون في العمل المدرسي عملاً مثاباً، ولا يظهرون الرضا عن الحياة المدرسية، ويشكلون اتجاهات سلبية نحو المعلمين، بالإضافة إلى البيئة المنزلية التي تعتبر من أكثر العوامل الفعالة في تحديد المستوى التحصيلي كالتشجيع وخلق الطموحات، ومستوى الوالدين التعليمي، ومهنة الوالد، ووسائل الترفيه المتوفرة للطفل في البيت.

وأكثر ما يبدو التحصيل المدرسي المنخفض في الأسر الفقيرة عديدة الأطفال والأسر ذات المستوى التعليمي الضعيف، حيث يتسم الأبوان فيها بالشعور بالهم والتعب أو تكون الأم من العاملات خارج المنزل، أضف إلى ذلك ضيق المسكن.

وقد يكون الفشل نتيجة الضغط المفرط على الطفل من أجل الحصول على النجاح ونتيجة لهذا التوتر بينه وبين والديه، يكون ضعف التحصيل الدراسي، حيث يلجأ للتعويض عن هذا الحب المفقود بإقامة علاقات مع جماعة الأقران وغالباً ما يكونون من الغامضين أو الفوضويين، فينجذب إليهم على حساب إهمال دراسته.

وبسبب القمع المتبع من قبل بعض المعلمين، فإن هذا النمط من الأطفال قليلي التحصيل يزدادون إصراراً على العمل ضد عملية التعليم، وكثيراً ما يشعرون بنشوة النصر إذا ما أحسوا بأنهم إستطاعوا أن يهربوا من قصاص أو أن يمرروا عملية غش أو القيام ببعض الأعمال الصبيانية، دون أن تنالهم يد المعلم، وتصبح المشاكسة هدفاً بحد ذاته عند هؤلاء الأطفال حتى يتحولوا إلى محترفين لها.

بالمقابل فانه في دراسة قامت بها عالمة النفس الأميركية (فرجينيا جيراندول)، على الأطفال ذوي التحصيل الجيد فوجدت، (أنهم لا يعتمدون في تحصيلهم كثيراً على الراشدين، فهم قادرون على العمل دون إثابة، يميلون إلى المبادرة، يضبطون انفعالاتهم ويعتمدون على أنفسهم)(2)، بعض الأطفال يفشلون نتيجة الخوف من الفشل.

وأشار (روبرت برني)، إلى التناقض الذي ينشأ عندما يؤكد المجتمع على التحصيل (فالثواب والوضع التعليمي الجديران ببذل الجهد لا يجذبان إلا عدداً ضئيلاً من الأفراد)(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مارتين هربرت، مشكلات الطفولة، ص482.

2ـ المصدر السابق، ص487.

3ـ المصدر السابق، ص 488. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.